عاجل
الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

«تجلّيات الفنان إسماعيل عبده» في جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب.. الحروف تتحرّك من سكونها

تجليات الفنان إسماعيل عبده في جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب.. الحروف تتحرك من سكونها
تجليات الفنان إسماعيل عبده في جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب.. الحروف تتحرك من سكونها

 الخط العربي ينبض حيًّا بريشة «الفنان إسماعيل عبده» في جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب

أدرك منذ طفولته أن الحرف ليس مجرد أداة، بل رسالة، وأن الرسم الذي شغفه في الصغر لم يكن عبثًا، بل تمهيدًا لطريق اختاره القدر. كان قلبه يميل نحو سحر الخط، وفي دراسته بالأزهر رأى جمال الحرف العربي وهو ينساب كجدول نور على يد أستاذه الشيخ علي عمر، فتيقّن أن الحرف قد يصنع تاريخًا، وتُبنى به أمّة.



 

واليوم، لا يزال إسماعيل عبده يكتب ويبدع، لكنه لا يكتب بالحبر فقط، بل بالحضور. ففي جناح الأزهر الشريف بمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب في نسخته العشرين، يشهد الزوّار مشهدًا فريدًا: رجل أزهري يخط الحروف كما لو كان يوقظها من سباتها، يحاورها وتحاوره، وتوشك أن تُكلّم الروّاد بصوتٍ جليٍّ فصيح. في معارض الكتاب كافة، تلتفّ حوله العيون، لا تكتفي بالإعجاب، بل تنصت كما لو كانت أمام خطبةٍ بليغة. هناك، في ذلك الركن النابض بالتراث كل عام، يثبت «فنان الأزهر» أن الحرف إذا صيغ بحبٍّ وإخلاص، صار حيًّا ناطقًا، له روح وله أثر.

وفي زمنٍ طغى فيه التسرّع على التأمّل، والرقمي على اليدوي، اختار إسماعيل عبده أن يسبح عكس التيار، ويغمس ريشته في محبرة الأصالة. لم يكن الخط العربي عنده مجرد خطوط متناسقة أو زخارف مبهرة، بل طقسًا روحانيًّا ينسج به هويته كأزهري حمل على عاتقه تراث قرون. بجمال الفنان، وانضباط الطالب، جعل من الحرف العربي صوتًا ينطق بهوية أمّته، وفي كل لوحة يخطّها يهمس بحب: "أنا ابن الأزهر، وهذا قَسَمي: أن أجعل من الحرف رسالة."

شارك الفنان إسماعيل عبده في المعرض العام مرات عدّة، حيث فرض الخط العربي نفسه بحُلّته التشكيلية، ليحضر عملاقًا بين أنواع الفنون الأخرى. أصبح محكّمًا لتيار فن الخط العربي المعاصر في مسابقات دولية داخل مصر وخارجها، وأحد أعمدة نهضة الخط العربي في العصر الحديث، وأحد فرسانه الذين أعادوا له الحياة في الأزهر الشريف من خلال ثلاث نسخ فنيّة متتالية. وقد كان له دور محوري في إقامة أول حدث فني تراثي في صحن الجامع الأزهر، وكذلك في تنظيم ملتقى الأزهر لكتابة المصحف الشريف، الذي أثمر عن تدشين أول مصحف مكتوب للأزهر، في سابقة تُعد الأولى من نوعها في مصر، كما كان له دور كبير في إنشاء رواق تعليم الخط العربي بالجامع الأزهر، بدعم مباشر من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.

واختارت لجنة اقتناء الأعمال بمتحف الفن المصري الحديث عددًا من الأعمال الفنية لتكون ضمن مقتنيات المتحف، من بينها لوحة للفنان إسماعيل عبده بعنوان «تجلّيات»، تنتمي إلى مدرسة التشكيل بالخط العربي، وقد شارك بها في الدورة الـ42 من المعرض العام تحت شعار "الفن.. ذاكرة الأمة".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز