قيادات سياسية: 30 يونيو أسقطت مخططات جماعة الإخوان الإرهابية واستعادت قوة الدولة
محمود محرم
لم تكن ثورة 30 يونيو مجرد حراك شعبي، بل كانت تصحيحا شاملا للمسار الوطني الذي انحرف عن مبادئ الدولة المدنية الحديثة واكدت قيادات سياسية أنها جسدت إرادة أمة رفضت اختطاف هويتها، واستعادت قرارها المستقل، لتعيد بناء مؤسساتها على أسس الديمقراطية والانتماء الحقيقي. في هذا اليوم، وكتب المصريون صفحة جديدة من التاريخ، أعادت للوطن صوته، وللشعب ثقته في دولته.
أعادت للمصريين ثقتهم في الدولة ومؤسساتها
أكد الدكتور ياسر الهضيبي، عضو مجلس الشيوخ، أن ثورة 30 يونيو تمثل لحظة فارقة في التاريخ السياسي المصري، إذ نجح من خلالها الشعب المصري في إنقاذ الدولة من مخطط الفوضى والانهيار، وأعاد بناء الثقة بين المواطن ومؤسسات الدولة، بعد مرحلة من التراجع والارتباك.
وقال "الهضيبي"، إن جماعة الاخوان التي حاولت الاستئثار بالحكم بعد 2011 سعت إلى تصدير مفاهيم مغلوطة عن مفهوم الدولة، واستبدلت فكرة الشراكة الوطنية بالمحسوبية والتهميش، وخلقت حالة من الانقسام المجتمعي الخطير، إلا أن الشعب المصري رفض هذا المسار، وأعلن بصوت واضح أن الوطن لا يمكن أن يكون ورقة في يد جماعة لا تؤمن بالهوية الوطنية الجامعة، مشيرا إلى أن ثورة 30 يونيو كشفت يقظة الوعي المصري، وإدراكه لما يحاك له من مؤامرات داخلية وخارجية، وهو ما تجسد في حجم المشاركة الشعبية التاريخية، والتي كانت بمثابة تفويض شعبي بإنقاذ الدولة وإعادة بنائها.
وأضاف "الهضيبي"، أن الدرس الأكبر الذي تركته ثورة 30 يونيو هو أن الاستقواء بالخارج لا يمكن أن يصمد أمام وحدة الشعب، وأن حماية الدولة مسؤولية جماعية، مشيرا إلى أن هذه التجربة رسخت لدى المصريين أهمية التمسك بمؤسساتهم الوطنية كضمانة وحيدة للعبور نحو المستقبل، مؤكدا أن الشعب المصري بات أكثر وعيا بما يُحاك ضده من حروب الجيل الرابع، وأصبح قادرا على التمييز بين النقد الوطني البناء ومحاولات الهدم والتشكيك.
استعادة الهوية الوطنية
قالت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب عن حزب الشعب الجمهوري، إن ذكرى ثورة 30 يونيو تمثل واحدة من أعظم اللحظات في تاريخ مصر الحديث، حين قرر الشعب أن ينقذ وطنه من براثن الفوضى، ويرسم بإرادته طريقًا جديدًا لدولة مدنية آمنة ومستقرة، انحاز لها جيشها الوطني للحفاظ على مقدرات البلاد وصون حقوق مواطنيها.
وأضافت حارص، في تصريحات صحفية له اليوم، أن الشعب المصري أرسل في 30 يونيو رسالة قوية إلى العالم مفادها أن الدولة المصرية لن تُختطف، ولن تسمح بسقوط مؤسساتها أو تفكيك هويتها الوطنية، مشيرة إلى أن ثقة الشعب في قواته المسلحة، بقيادة الفريق عبد الفتاح السيسي آنذاك، كانت نقطة التحول نحو استعادة الدولة.
وأكدت أن ما تحقق من أمن واستقرار بعد الثورة لم يكن أمرًا بسيطًا، بل جاء بعد تضحيات جسيمة قدمها أبناء هذا الوطن، في وقت كانت فيه المنطقة من حولنا تموج بالاضطرابات والانهيارات، موضحة أن مصر كانت الاستثناء بفضل وعي شعبها وإخلاص مؤسساتها.
مهدت الطريق نحو الجمهورية الجديدة
وجه المهندس أحمد صبور، عضو مجلس الشيوخ، التهنئة إلى الشعب المصري والقيادة السياسية بمناسبة الذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو، مؤكدا أن هذه الثورة الشعبية الخالصة كانت نقطة تحول كبرى في تاريخ مصر الحديث، حين رفض الملايين من أبناء الوطن استكمال سيناريو الفوضى والانقسام الذي كاد أن يفتك بالدولة، واختاروا طريق الاستقرار والوحدة الوطنية.
وقال "صبور "، إن ما حدث في 30 يونيو 2013 لم يكن مجرد احتجاج شعبي، بل كان تعبيرا عن إرادة أمة رفضت اختطاف هويتها من قبل جماعة لا تؤمن بفكرة الوطن، وسعت إلى تقويض مؤسسات الدولة من الداخل، مضيفا أن الملايين الذين خرجوا في هذا اليوم المشهود جسدوا أعظم صور الوطنية والانتماء، وأكدوا أن مصر فوق الجميع، وأن الحفاظ على الدولة هو أولوية لا تقبل المساومة.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن من أبرز الدروس المستفادة من ثورة 30 يونيو هو وعي الشعب المصري بأن الحفاظ على الاستقرار لا يقل أهمية عن المطالبة بالحقوق، وأن الدولة القوية لا تقوم إلا على التوازن بين الحقوق والواجبات، مشيرا إلى أن ٣٠ يونيو أثبتت أن المصريين لا يمكن خداعهم بالشعارات أو استغلال الدين لتحقيق مكاسب سياسية.
أثبتت أن إرادة المصريين هي صاحبة الكلمة الفصل
أكد النائب حسن عمار،عضو مجلس النواب، أن مرور 12 عاماً على اندلاع ثورة 30 يونيو، لن يمحو من ذاكرتنا حجم المعاناةو التدهور والفوضى في عهد الجماعات الإرهابية، فكيف ننسى حجم الاستقطاب خلال تلك الفترة، والتي كانت بدايتها والتي سميت بغزوة الصناديق، خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية في 19 مارس، وكان أول الاستحقاقات بعد يناير 2011، والتي شهدت استقطابًا دينيًا حادًا تمحور حول المادة الثانية من الدستور، فضلا عن الوضع الداخلي للبلاد الذي كان شديد الاضطراب في ظل هيمنة الجماعات التكفيرية المسلحة على أجزاء من سيناء، وتصدر قتلة الرئيس الراحل محمد أنور السادات المشهد السياسي وهو ما أصاب المصريين بصدمة حينها .
وأضاف "عمار"، أن ثورة 30 يونيو هي الثورة الشعبية التي كشفت عن إرادة المصريين وأنهم فقط هم أصحاب القرار، وأن برغم الحشد والتهديد من التيارات الإسلامية إلا أن كلمة المصريين لن تسقط أبدا وتسري على الجميع، مؤكدا أن المرحلة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد الثورة شهدت تغيرات جذرية، فقد أفرزت عن قوى سياسية مختلفة وعن رؤية اقتصادية جديدة هدفها البناء والعمران وتعويض ما أهدرته الدولة خلال السنوات الماضية من الفوضى والشتات، فكان عنوان المرحلة هو البناء والتنمية والبدء من جديد، وأيضا محاربة الآثار التي كانت عالقة من حكم الإخوان ولعل أهمها حرب الدولة ضد الإرهاب التي جعلتنا نفقد أرواح غالية من شهدائنا الأبرار حتى نجحنا من استعادة سيناء وتطهيرها من الجماعات التكفيرية، لتعود إلى سابق عهدها منطقة آمنة، بل نجحت الدولة في تعميرها وتحويلها الي واجهة استثمارية وسياحية متكاملة .
أنقذت الدولة من إرهاب الإخوان
قال المهندس ياسر الحفناوي، القيادي بحزب مستقبل وطن، إن ثورة 30 يونيو ستظل علامة فارقة في تاريخ مصر وتمثل الحدث الأهم في التاريخ المصري الحديث بعد انتصار أكتوبر، كونها لم تنقذ الدولة فقط من تنظيم إرهابي، بل من مشروع دموي تفكيكي كان سيحول مصر إلى ساحة صراع دائم بين طوائف وفئات، كما كان مخططا للمنطقة كلها فيما عُرف لاحقا بـ"الفوضى الخلاقة"، مشيرا إلى أن ما قامت به جماعة الإخوان خلال عام واحد فقط في السلطة لم يكن إلا تتويجا لعقود من العمل التنظيمي السري الذي استهدف هدم الدولة الوطنية، وإقامة ما يُسمى "الخلافة" على أنقاضها.
وأضاف "الحفناوي"، أن الإخوان لم يروا في مصر دولة بمؤسسات وتاريخ وهوية، بل رأوا فيها مجرد غنيمة يجب السيطرة عليها وتفريغها من مضامينها الوطنية، مشيرا إلى أن أول ملامح هذا المشروع ظهرت بعد تولي محمد مرسي الحكم، حين بدأ حملة ممنهجة لأخونة مؤسسات الدولة، بدءا من المحليات، ومرورا بالوزارات، ووصولا إلى المؤسسات الأمنية والقضائية، لافتا إلى التصاعد المخيف في خطاب الكراهية ضد الإعلاميين، والقضاة، ومختلف فئات المجتمع، ووصل الأمر إلى التهديد بالاغتيالات وتصفية المعارضين.
ملحمة شعبية أجهضت مؤامرات الفوضى
صرح الدكتور حسن هجرس، مساعد رئيس حزب الجيل الديمقراطي وأمين عام الحزب بمحافظة الدقهلية، إن ثورة 30 يونيو ستظل محطة فارقة وصفحة مضيئة في تاريخ مصر الحديث، حينما خرج ملايين المصريين في مشهد وطني غير مسبوق ليحموا دولتهم من السقوط في مخططات ومؤامرات جماعة الإخوان الإرهابية التي أرادت اختطاف الوطن ونشر الفوضى والخراب. وأكد أن هذا اليوم المجيد سيبقى شاهدًا على قدرة الشعب المصري على الدفاع عن دولته، وإسقاط كل المحاولات التي تستهدف هويته واستقلاله الوطني.
وأضاف الدكتور حسن هجرس أن جماعة الإخوان الإرهابية استغلت الشعارات الدينية لخداع المواطنين البسطاء، لكنها سرعان ما كشفت عن حقيقتها، حيث تجاهلت مصلحة الوطن، وسعت للسيطرة على مؤسسات الدولة وتنفيذ مخططاتها الضيقة، ما جعل أمن مصر القومي في مهب الريح، وفتح الباب أمام تهديدات داخلية وخارجية خطيرة.
وأشار إلى أن القوات المسلحة المصرية ورجال الشرطة البواسل لبّوا نداء الشعب وتحركوا في توقيت حاسم لإنقاذ الدولة، وقدموا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، لتُكتب بذلك صفحة جديدة من صفحات المجد والبطولة في تاريخ الأمة، تؤكد أن مصر عصية على السقوط أو الانكسار.
وأوضح الدكتور حسن هجرس أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لبّى نداء الشعب وتحمل المسؤولية في أصعب الفترات، وقاد مسيرة استعادة الدولة بحكمة وإخلاص، ونجح في إطلاق مشروعات قومية كبرى وبنية تحتية حديثة ساهمت في تحقيق الاستقرار، وبناء دولة قوية عصرية، وتحقيق طفرة تنموية يشهد لها الجميع في الداخل والخارج.
أنقذت مصر من مصير مجهول
قال كمال حسنين، رئيس حزب الريادة وأمين تنظيم تحالف الأحزاب المصرية، إن ثورة 30 يونيو كانت لحظة فاصلة في تاريخ مصر، حينما تحركت إرادة الشعب بكل قوة لإزاحة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وإسقاط مشروع "المرشد" الذي سعى إلى تحويل مصر إلى ولاية تابعة لتنظيم دولي لا يعرف معنى الوطن.
وأضاف "حسنين" أن الجماعة الإرهابية خلال فترة حكمها لم تكن تهدف إلى بناء دولة، بل إلى تفكيك الدولة الوطنية لصالح مصالح ضيقة وتنظيمات مشبوهة، موضحًا أن الشعب أدرك سريعًا خطورة هذا المخطط، وخرج في مشهد غير مسبوق ليستعيد وطنه بإرادته الحرة.


















