عاجل
السبت 24 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل.. الصعوبات والعقبات أمام تأسيس الجيش السوري الجديد

هل تستطيع السلطة الحاكمة في العاصمة السورية دمشق تشكيل جيش وطني جديد محترف؟



الوقائع تؤكد أن هذا الهدف يعد دربًا من دورب الخيال فقياسًا على ما حدث في الصومال منذ سقوط نظام محمد سياد بري، عام 1991، وحل الجيش العراقي بعد الغزو الامريكي للعراق 2003 ثم تفكك الجيشين الليبي واليمني، تعد تصريحات الرئيس السوري أحمد الشرع أحد أسباب انهيار الجيش العربي السوري بأنه سيتحرك سريعا لإنشاء "جيش وطني محترف" تتحد تحت لوائه كل الفصائل المسلحة، مجرد أمنية تكاد تكون مستحيلة التحقق.

وأوضح الشرع أن العملية ستتضمن وبشكل مقصود حل جميع القوى البشرية والعسكرية بشكل كامل بغض النظر عن لونها أو انتمائها، وتسليم جميع أنواع السلاح، والعمل على دمج الفصائل بشكل كامل في القوات المسلحة الجديدة. وأوضح أن تنظيم هيئة تحرير الشام سيكون أول من يعلن حل نفسه.

وبناء على ذلك، عقد الرئيس الشرع ووزير دفاعه خلال الأشهر الخمسة الماضية اجتماعات عديدة مع قادة الفصائل المختلفة لبحث آليات ووسائل اندماجهم الكامل والفعال في الجيش السوري الجديد.

بعيدًا عن أن دولة الكيان الصهيوني إسرائيل ومهما قدم أحمد الشرع، من فروض الولاء والطاعة لإسرائيل لن تسمح بتشكيل جيش جديد في سوريا.

تظهر أعمال التقييمات والرصد، أن الخطوات العملية على الأرض تشير إلى أن بعض الفصائل لا تزال، بشكل أو بآخر، وعلى الأقل في المستقبل القريب والمنظور، بعيدة بعض الشيء عن الولاء الكامل والتبعية الحقيقية والمنضبطة لوزارة الدفاع الجديدة. 

ولا يزال هناك الكثير من العمل الدقيق والهادف الذي يجب القيام به للوصول إلى جيش سوري عقائدي يدين بالولاء الكامل لله والوطن وقيادته.

 

الصعوبات والعقبات أمام تأسيس جيش سوري محترف جديد

 

وفي الواقع، نشط في سوريا خلال السنوات الأخيرة أكثر من 60 فصيلاً مسلحاً، موزعة على مناطق مختلفة في شمال وشمال غرب سوريا. 

 

ومن المعروف أن أكثر من نصف هذه الفصائل كانت تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، والذي يضم ما لا يقل عن 70 إلى 80 ألف مقاتل، وكانت مهمتهم الرئيسية هي مواجهة ومحاربة  قوات سوريا الديمقراطية التي يتشكل أغلبها من العرقية الكردية.

وفي حين عملت بعض الفصائل الأخرى ضمن تحالفات اعتبرتها ضرورات عسكرية مؤقتة، فضلت فصائل أخرى العمل بشكل مستقل. وتظهر توجهات ومذاهب هذه الفصائل أيضاً اختلافات أيديولوجية، حيث تنقسم بين فصائل معتدلة وفصائل ذات توجهات دينية. ناهيك عن وجود مقاتلين من جماعات متطرفة أجنبية، وهذا من شأنه أن يلقي ظلالا من الشك على التكامل الكامل دون أية عقبات على المدى الطويل، ما لم يتم اتخاذ الخطوات المناسبة. 

 

هذا فضلاً عن المطالبات الدولية والأميركية المتزايدة بإخراج هؤلاء المقاتلين الأجانب ومنعهم من تولي مناصب قيادية مسؤولة في الجيش. وهذا أحد الشروط الصعبة التي تواجهها الولايات المتحدة، إذ ترى في المقاتلين الأجانب تهديداً ومشكلة أمنية وإشارة مقلقة من القيادة السورية. 

ومن شأن هذا أن يضر بجهود الحكومة السورية الجديدة للحصول على الشرعية الدولية وترسيخها، وسيؤخر رفع العقوبات، الأمر الذي من شأنه أن يسرع عملية إعادة إعمار البلاد.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز