مجموعة دفاعية بريطانية تبتكر طرق مستحدثة لتصنيع المتفجرات تستغنى بها عن الاستيراد

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" أن شركة "باي سيستمز"، أكبر مجموعة دفاعية بريطانية، استثمرت خلال السنوات الخمس الأخيرة 8.5 مليون جنيه استرليني على طرق تصنيع مستحدثة تمكنها من إنتاج وتوفير احتياجاتها الخاصة من المتفجرات ومحفزات التفجير.

وكانت الشركة تستورد في السابق متفجرات "آر دي إكس"، التي تستخدمها في مقذوفات 155 ملم المخصصة لمدافع الجيش البريطاني وغيرها من الذخائر، من الولايات المتحدة وفرنسا.

وقالت إن طرق التصنيع الجديدة، التي تبنتها "باي سيستمز"، ستسهم في إنهاء الاعتماد على "النيتروسيليلوز" و"النيتروجلسرين"، المادتين الخامتين الرئيسيتين اللتين تستخدمان على نطاق واسع في إنتاج الطاقة ومحفزات التفجيرات المستخدمة في الذخائر، والتي شهدت مستويات طلب فائقة منذ اندلاع الحرب الأوكرانية. 

وتسعى بريطانيا جاهدة إلى توسيع نطاق إنتاجها من المتفجرات في ظل جهود الحكومة لتقوية مرونتها وقدراتها الدفاعية ولتقليص اعتمادها على الواردات من الخارج، بما فيها الولايات المتحدة.

وكافح المتعاقدون الدفاعيون كثيرا لزيادة إنتاجهم من الذخائر والمقذوفات في ظل القيود الشديدة التي شهدتها سلاسل إمدادات بعض المدخلات، من بينها "النيتروسيليلوز"، الذي يعرف أيضاً بـ"قطن المدافع" .. وكانت شركة "راينميتال" الألمانية قد وافقت في مطلع الشهر الجاري على شراء شركة صغيرة منتجة لمحفزات الذخائر لتقوية سلسلة إمداداتها.

من جانبه، أكد مدير تنمية الأعمال للحلول الدفاعية البحرية والبرية بشركة "باي"، ستيف كارديو، أن ما حققته شركته يمثل "قفزة للأمام في مجال تصنيع الطاقة الاصطناعية ومحفزات التفجير ستعمل على تقوية مرونة سلسلة الإمداد للمملكة المتحدة."

وأضاف أن الطرق المستحدثة ستعمل أيضاً "على دعم قدراتنا على زيادة إنتاج الذخائر الحيوية لتلبية الطلب المتنامي على خلفية تصاعد عالم اللايقين الذي نعيشه حالياً."

ولفتت "فاينانشيال تايمز" إلى أن التوجه الأخير جاء وسط تصاعد المخاوف بشأن التزام واشنطن تجاه حلفائها في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) في ظل إدارة ترامب.. كما سيتيح لشركة "باي" وللمملكة المتحدة إنتاج ذخائر لا تحتوي على مستلزمات أو أجزاء مستوردة من الولايات المتحدة.

وكشفت مجموعة "باي" أن برنامجاً تجريبيا لتقنيات التصنيع الجديدة أطلقته الشركة برهن على أن المتفجرات يمكن إنتاجها في معامل صغيرة، ما يستبعد الحاجة إلى إقامة مصانع واسعة النطاق .. وتخطط الشركة لتشييد حاويات شحن في مواقع مختلفة في أرجاء المملكة المتحدة لإنتاج تلك المواد. 

كما أعلنت أيضاً أنها تتوقع بحلول الصيف زيادة إنتاجها، من ذخائر المدفعية عيار 155 ملم، بأكثر من 16 مثلاً مقارنة بالعامين الماضيين، لتلبية الطلب المتزايد عليها، المعروف أن الذخائر عيار 155 ملم تعد الذخيرة المعيارية المعتمدة لمدافع "هاوتزر"- منصات إطلاق مدفعية بعيدة المدي- التابعة لحلف "الناتو"، بما فيها مدافع "إم777" الأمريكية، و"قيصر" الفرنسية، التي أرسلت إلى أوكرانيا.

وقالت شركة "باي" إنها استثمرت أكثر من 150 مليون جنيه استرليني في منشآت بالمملكة المتحدة خلال السنوات الثلاث الماضية، بما فيها منشأة تعبئة المتفجرات الجديدة في جلاسكويد في جنوب ويلز، التي ستدخل حيز التشغيل في الصيف.. وكانت الشركة قد حصلت في عام 2023 على تعاقد حكومي، قيمته 280 مليون جنيه استرليني، مع وزارة الدفاع البريطانية لتعزيز إنتاج المتفجرات.