مدير وكالة الطاقة الذرية: الاتفاق مع إيران بلا رقابة دولية "مجرد حبر على ورق"

حذر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من أن أي اتفاق نووي بين إيران والولايات المتحدة؛ سيكون "بلا قيمة"؛ إذا لم يخضع لرقابة وتحقق من قبل الوكالة، مشدداً على أن طهران باتت قريبة من امتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية.

وقال جروسي - في مقابلة مع صحيفة "لوموند" الفرنسية اليوم الأربعاء قبيل توجهه إلى طهران - "يعلم الطرفان جيداً أننا سنضطر إلى إبداء رأينا بشأن أي اتفاق محتمل، لأننا نحن من سيتولى عملية التحقق منه؛ فمن دوننا، أي اتفاق سيكون مجرد ورقة لا أكثر".

تأتي هذه التصريحات قبل انطلاق الجولة الثانية من المحادثات الثنائية بين إيران والولايات المتحدة، المقررة في 19 أبريل في سلطنة عمان، بعد استئناف الحوار بين الجانبين عقب توقف دام ثلاث سنوات.

وكشف جروسي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدأت - بالفعل - تبادلات غير رسمية مع الجانبين الأمريكي والإيراني، رغم عدم مشاركتها بشكل مباشر في المفاوضات، مؤكداً في الوقت ذاته أن الوكالة ليست غير مبالية بما يجري.

وفي ما يخص البرنامج النووي الإيراني، أشار جروسي إلى أن إيران تمتلك حالياً ما يكفي من المواد الانشطارية لإنتاج عدة رؤوس نووية، لكنه أوضح أنها لم تتجاوز بعد العتبة التقنية لصنع السلاح.. وقال: "لا يزال الطريق طويلاً قبل الوصول إلى حيازة الأسلحة بالكامل، لكن يجب الاعتراف بأن المسافة المتبقية قصيرة. تسارع أنشطة إيران النووية خلال السنوات الأربع الأخيرة كان مثيراً للإعجاب ومقلقاً في آن واحد".

وتهدف زيارة جروسي إلى طهران - التي تستمر يومين - إلى إحياء دور الوكالة في مراقبة البرنامج النووي الإيراني، خصوصاً بعد تراجع مستوى التعاون منذ انهيار اتفاق 2015، وتعليق إيران تطبيق البروتوكول الإضافي الذي يتيح للوكالة وصولاً أوسع إلى المنشآت النووية.

ووصفت الصحيفة زيارة جروسي الى إيران بأنها بالغة الأهمية، مشيرة إلى أن البرنامج النووي الإيراني يمر بـ مرحلة حاسمة.

وأوضحت الصحيفة أن جهود بريطانيا وألمانيا وفرنسا داخل مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تؤدي إلى تصعيد التوتر مع طهران، مضيفة أن هذه الدول الثلاث كلفت جروسي بتقديم تقرير شامل حول الأنشطة النووية الإيرانية بحلول نهاية مايو، مما قد يمهد لإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي.