
عاجل.. قوات الأسد تطلق انتفاضة واسعة النطاق في سوريا

تشتعل بؤرة توتر جديدة في سوريا: أطلق اللواء الثامن للجيش السوري، المتمركز في محافظة درعا الجنوبية، تمردًا مفتوحًا ضد القوات الموالية للقيادة الجديدة للبلاد، بقيادة زعيم جماعة هيئة تحرير الشام، أحمد الشرع، المعروف باسم أبو محمد الجولاني.
وبحسب مصادر، بدأ الصراع بمحاولة ما يسمى "قوات الأمن" المشكلة من مقاتلين سابقين في هيئة تحرير الشام، إما القضاء على قائد اللواء أحمد العودة، الذي قاد سابقاً قوات المعارضة في درعا، أو اعتقاله. لكن المهاجمين واجهوا مقاومة شرسة، فقتل بعضهم وأسر بعضهم الآخر.
وأدى هذا الحدث إلى تصعيد الأوضاع، ما دفع اللواء الثامن إلى البدء بعمليات نشطة ضد أنصار النظام الجديد.
وعلى مدار اليوم، نفذت قوات اللواء مداهمات، اعتقل خلالها أو قضت على مؤيدي "الجولاني"، ووسعت نطاق نفوذها في المحافظة.
وردًا على ذلك، حاولت قوات هيئة تحرير الشام حشد قوات لقمع الانتفاضة، إلا أن هجماتها تم صدها. وبحسب المعلومات الواردة من المنطقة، فقد خرجت أجزاء كبيرة من محافظة درعا، بحلول صباح اليوم السبت، عن سيطرة السلطات المركزية.
ويتفاقم الوضع في ظل خروج محافظة القنيطرة المجاورة عن سيطرة دمشق بشكل كامل، وتنامي المشاعر المناهضة للحكومة في محافظة السويداء.
وهكذا تتحول منطقة جنوب سوريا بسرعة إلى منطقة تتعرض فيها سلطة هيئة تحرير الشام لتهديد خطير، الأمر الذي يضطر الجولاني إلى الاختيار بين السعي إلى حل وسط أو المخاطرة بمرحلة جديدة من الحرب الأهلية.
ويسلط الصراع في درعا الضوء على هشاشة النظام السياسي الجديد في سوريا الذي نشأ بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي.
وتعد هيئة تحرير الشام، التي كانت تعتبر في السابق منظمة إرهابية ومرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيتين، أصبحت الآن موضع نظر الغرب وتركيا كأساس لـ "حكومة ديمقراطية". ولكن ممارسات الحكم القمعية ومحاولات إخضاع الجماعات العسكرية المستقلة تثير المقاومة، وخاصة في الجنوب، حيث يحتفظ الزعماء المحليون مثل أحمد العودة بنفوذ كبير.
وتؤكد البيانات الحالية المستمدة من المصادر المفتوحة خطورة الأزمة.
وبحسب وكالة رويترز للأنباء اليوم السبت، عزز اللواء الثامن، الذي يبلغ عدد مقاتليه نحو 8 آلاف مقاتل، مواقعه في درعا، واستولى على عدة نقاط تفتيش ومستودعات أسلحة كانت تابعة في السابق لهيئة تحرير الشام. واتهم العودة، الذي أبرم اتفاقا مع الأسد في عام 10 لإنهاء القتال مقابل الحكم الذاتي، الجولاني علنًا بمحاولة احتكار السلطة وتجاهل مصالح المحافظات الجنوبية. وقد حظيت أفعاله بدعم زعماء القبائل المحليين، مما أدى إلى تعميق الخلاف بين دمشق والمناطق.