عاجل
الثلاثاء 15 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
لا لتهجير الفلسطينيين من غزة
البنك الاهلي

على تخوم غزة.. العريش تنطق بالموقف: لا تهجير من الأرض ولا سلام بلا حق

في مشهد امتزجت فيه السياسة بالرمزية، والقرار الرسمي بصوت الناس، وقفت مدينة العريش، بوابة سيناء الغربية، شاهدًا حيًا على الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية ورفض القاهرة وباريس للتهجير. 



 

وفي قلب المدينة، التي تحمل ذاكرة طويلة من الصمود والرفض للاحتلال عبر التاريخ، حل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في زيارة تحمل رسائل إنسانية عميقة ومواقف سياسية لا لبس فيها.

 

وتجمعت حشود من المواطنين من جميع الاطياف والأعمار في محيط المدينة، بالتزامن مع الجولة الرسمية التي شملت مستشفى العريش العام ومركز الهلال الأحمر، رافعين الأعلام الفلسطينية والمصرية، ومرددين شعارات تؤكد الرفض القاطع لأي مساس بحقوق الفلسطينيين أو تهجيرهم قسرا من أرضهم، في تعبير شعبي تلقائي عزز الرسالة السياسية للزيارة.

 

ولم تكُن العريش مجرد محطة لمرور الوفود، بل كانت منصة للموقف وميدانًا صامتًا يهتف بأن مصر، رسميًا وشعبيًا، تقف على خط النار دفاعًا عن الحق الفلسطيني، وترفض أن تكون أرضها مخرجا لمخططات التهجير أو شريكا صامتا في إعادة رسم خريطة الظلم من جديد.

 

وأرض سيناء لها رمزية خاصة في الوجدان المصري والعربي تتميز وتتمايز بها، فهي ليست مجرد قطعة من الأرض، بل تمثل معقلًا للتاريخ والنضال الوطني وقدرة الشعب المصري على الصمود. ولقد شهدت سيناء على مدار العصور مقاومة مستمرة ضد الاحتلالات المختلفة، واحتفظت برابطها العميق مع القضية الفلسطينية، التي طالما كانت جزءًا من أمنها القومي.. و سيناء، بما لها من تاريخ طويل في مواجهة العدوان، تعد دوماّ بمثابة الجسر الطبيعي الذي يربط بين مصير مصر والفلسطينيين، وتحمل تلك الأرض قدسية كبيرة لدى المصريين، الذين يرون في الحفاظ عليها جزءًا من الدفاع عن الهوية الوطنية والقومية. 

 

إن العريش وسيناء، بهذه الرمزية، لا يمكن أن تكونا أبداً وحتماً نقطة انطلاق لمخططات التهجير، بل هما بمثابة الجسر الذي يعبر منه الدعم الإنساني والسياسي إلى غزة.. و من العريش، تلك المدينة التي تقع على تخوم غزة، انطلقت اليوم رسائل الرفض لكل محاولات التصفية أو التهجير القسري.  وعند وصول الرئيسين السيسي وماكرون إلى العريش، كان المشهد أكثر من مجرد زيارة رسمية؛ فقد عكست الصور المتداولة لحظة وصولهما رمزًا قويًا لمواقف سياسية وإنسانية متحدة.. وخلف الرئيسين، بدت الحشود الشعبية في مشهد غير مسبوق، حيث امتلأت الشوارع بالمتظاهرين الذين رفعوا الأعلام الفلسطينية والمصرية ولافتات رافضة للتهجير، وكانت الوجوه مفعمة بالعزيمة والإصرار، وهم يعبرون عن رفضهم القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو المساس بحقوقهم المشروعة في وطنهم.

وهذه اللحظات التي شهدها ورصدها العالم أجمع حملت في طياتها رسالة شديدة الوضوح أن العريش، بموقعها الاستراتيجي والرمزي، تقف اليوم في صف مصر الثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية، كما عكست تلك الصور التي تداولتها شاشات وصحف مواقع العالم وحدة المواقف بين الشعب والحكومة، لتؤكد للقاصى والدانى أن رفض التهجير ليس مجرد موقف سياسي، بل هو صوت شعبي ينبض في قلب كل مواطن مصري، لا يقبل المساس بالأرض أو الحقوق الفلسطينية. وشملت زيارة الرئيسين تفقد أوضاع الجرحى الفلسطينيين الذين استقبلتهم مصر للعلاج منذ بداية العدوان، والذين تم نقلهم عبر معبر رفح.

 

كما استعرض الرئيسان الجهود الإغاثية المصرية، التي توصف بأنها "شريان الحياة الوحيد" لغزة، بعد أن تولّت القاهرة بالتنسيق مع الهلال الأحمر المصري والدولي إيصال عشرات آلاف الأطنان من المساعدات، وسط ظروف أمنية شديدة التعقيد. وكانت فرنسا قد أرسلت العام الماضي مستشفى ميدانيًا إلى العريش، لتمكين الأطقم الطبية الفرنسية والمصرية من علاج الجرحى الفلسطينيين في أعقاب التصعيد العسكري في غزة، في خطوة تعكس الدعم الفرنسي المستمر للجهود الإنسانية المصرية. وتأتي هذه الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد التهديدات الإسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة على رفح الفلسطينية، تلك المدينة الحدودية التي تكتظ بأكثر من 1.5 مليون نازح فلسطيني في ظل ظروف معيشية كارثية.. وفي وجه هذه السيناريوهات، تبرز مصر بصوتها الصريح: لا لتهجير الفلسطينيين من غزة، ولا لتسوية تُفرض على حساب الحق، ولا مساومة على كرامة الإنسان الفلسطيني.

 

وتظل العريش أرض الصمود والكرامة شاهدة على أن مصر لن تكون يومًا جزءًا من مشهد التصفية والتهجير الذي يظن أعداء الحق والخير والسلام أنهم قادرون على إنفاذه بحق الفلسطينيين.

 

وتمثل زيارة السيسي وماكرون إلى هذه المدينة، وبالتزامن مع الحشود الشعبية الرافضة للتهجير، رسالة حاسمة للعالم: لا للتهجير، لا للمساومة على حقوق الفلسطينيين، لا لصفقات الظلم. 

 

وفي أرض العريش، حيث تنصهر السياسة مع الإرادة الشعبية، يظل الموقف المصري راسخاً رسوخ الجبال: لن تمر محاولات تصفية القضية الفلسطينية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز