عاجل.. صراع الاب والابن على ثروة قيمتها 11.5 مليار دولار

أدى خلاف صادم بين أب وابنه إلى دفع شركة العقارات العملاقة في سنغافورة "سيتي ديفيلوبمنتس ليمتد" إلى حالة من الاضطراب

الأبن شيرمان كويك والأب كويك لينج بينج

وذكرت وكالة فرانس برس أن الحرب بين كويك لينج بينج - الرئيس التنفيذي لشركة العقارات العملاقة في سنغافورة سيتي ديفيلوبمنتس ليميتد "سي دي إل" وابنه شيرمان كويك، كشفت عن تصدعات عميقة في رابع أغنى عائلة في سنغافورة وفقا لتصنيف مجلة فوربس "الولايات المتحدة".

وإلى جانب الاتهامات بالإهمال الطبي في الشركات، وانتهاكات الحوكمة، والتشابكات الشخصية، يهدد الصراع بالتصعيد إلى معركة قانونية مريرة للسيطرة على جزء من إمبراطورية العقارات التي تبلغ قيمتها عدة مليارات من الدولارات

 الالتفاف على حوكمة الشركات خط أحمر

 وبحسب وكالة فرانس برس، ظهرت أولى علامات المتاعب في 26 فبراير الماضي، عندما طلبت CDL وقف التداول مؤقتًا في بورصة سنغافورة "SGX-ST"، أعقبه الإعلان عن إلغاء مؤتمر تقرير النتائج المالية لعام 2024 المقرر سابقًا.

ثم جاءت القنبلة: اتهم الرئيس التنفيذي لشركة CDL كويك لينج بينج "84 عاما" ابنه شيرمان كويك - الرئيس التنفيذي لشركة CDL - علنًا بتدبير "محاولة انقلاب على مستوى مجلس الإدارة.

وقال كويك لينج بينج إن كويك جونيور "شيرمان كويك"، إلى جانب أغلبية أعضاء مجلس الإدارة، عينوا مديرين إضافيين "لتوحيد السيطرة على مجلس الإدارة" وشركة CDL".

ولوقف "الانقلاب" المزعوم، أقام كويك لينج بينج دعوى قضائية وادعى لاحقًا أنه حصل على أمر من المحكمة بوقف التغييرات في مجلس الإدارة وإدارة مجموعة CDL".  

ونفى شيرمان كويك "49 عاما"، وهو خريج جامعة بوسطن "الولايات المتحدة"، هذه الاتهامات، قائلا "ليس لدينا أي محاولة للإطاحة بالرئيس".

 ووصف شيرمان كويك الخطوة التي أقدم عليها والده بأنها "كمين"، لكنه أشار بدلاً من ذلك إلى مصدر أعمق للتوتر: كاثرين وو - مستشارة مجلس إدارة إحدى الشركات التابعة لـ CDL”.

وأشار شيرمان كويك إلى أن السيدة وو تدخلت في شؤون الشركة" وتدخلت في أمور كانت خارج نطاق اختصاصها، وكان لها نفوذ كبير، وقد تسببت هذه الأمور في مشاكل لهم كمديرين"،

وأضاف شيرمان كويك: "بسبب علاقتها الطويلة الأمد مع الرئيس "كويك لينج بينج"، بُذلت جهود لإدارة الوضع بدقة، ولكن دون جدوى.

 وذكرت وكالة فرانس برس أن هذه النزاعات كشفت عن صراع على السلطة داخل CDL - أكبر شركة عقارية في سنغافورة من حيث القيمة السوقية - وكذلك داخل عائلة Kwek التي تسيطر على إمبراطورية تبلغ قيمتها 11.5 مليار دولار وفقًا لمجلة فوربس.   وفي أوائل فبراير الماضي، سعى رئيس مجلس إدارة CDL كويك لينج بينج إلى إقالة شيرمان من منصبه كرئيس تنفيذي، قائلاً إن هذه الخطوة جاءت بعد "سلسلة طويلة من الأخطاء"، مشيرًا إلى خسارة ضخمة بلغت 1.4 مليار دولار في عام 2020 "الكارثي" وقرارات استثمارية سيئة في المملكة المتحدة.

وأوضح رئيس CDL أن سعر سهم CDL "كان أداؤه أقل باستمرار من نظرائه منذ تولى "شيرمان" زمام القيادة في عام 2018.

وقال كويك لينج بينج: "قد يرتكب الشباب أخطاء تجارية في حياتهم المهنية وهذا أمر مفهوم، ولكن التحايل على حوكمة الشركات هو خط أحمر.

 وقال كويك لينج بينج: "كأب، لم يكن طرد ابنك قرارًا سهلاً بالتأكيد"، لكن المخاطر "كانت عالية جدًا بوضوح للسماح للاستيلاء المتهور على السلطة بزعزعة استقرار الشركة

وبحسب وسائل إعلام أمريكية، فإن أسهم CDL البالغة قيمتها 3.4 مليار دولار لا تزال معلقة عن التداول، كما تم تخفيض تصنيفها من قبل مؤسسات مالية مثل JPMorgan Chase & Co. "تصرف متهور.

 وذكرت وكالة فرانس برس أن شركة CDL كانت شركة خاسرة عندما اشتراها كويك لينج بينج ووالده كويك هونغ بينج وشقيقه كويك لينج جو في عام 1971.

 وشهدت الشركة تحت قيادة كويك لينج بينج توسعًا قويًا، حيث تضم محفظتها مشاريع سكنية ومكاتب وفنادق ومراكز تسوق ومشاريع تطوير متكاملة في سنغافورة، فضلاً عن الصين واليابان والولايات المتحدة وأوروبا.

 وقد أدى التحرك نحو قطاع الضيافة إلى تحويل شركة Millennium & Copthorne Hotels التابعة لشركة CDL إلى أكبر مجموعة فنادق دولية في سنغافورة، مع أصول تشمل فندق Biltmore في لندن ومباني Millennium في وول ستريت وتايمز سكوير في نيويورك.

وقال كويك الأكبر إن الحفاظ على إرثه كان أحد الأسباب التي جعلته يدخل في خصومة مع ابنه وحلفائه في الشركة.

 وقال كويك لينج بينج: "إن التصرفات المتهورة لفصيل يسعى إلى تعزيز السيطرة بطريقة جامحة لا تقوض أسس حوكمة CDL فحسب، بل تعرض أيضًا للخطر الإرث الذي بنيناه على مدى عقود من الزمن.

 ومع انخراط المحاكم الآن والتشكيك في قيادة CDL، فإن العداوة العائلية المريرة لا تزال بعيدة عن النهاية، حسبما ذكرت وكالة فرانس برس.

من جهته، دافع شيرمان كويك عن الخطوة لإزالة كاثرين وو من مجلس إدارة ميلينيوم آند كوبثورن باعتبارها "ضرورية" لصالح CDL، مضيفًا أن غالبية المديرين "سيستمرون في الحفاظ على حوكمة الشركات والمساءلة". 

في هذه الأثناء، أكد والده، كويك لينج بينج - الذي لم يذكر وو في رده - أن "تجريد الرئيس التنفيذي من أي صلاحيات ذات معنى هو انقلاب.  

وقال كويك لينج بينج "الآن أصبح الأمر بيد المحكمة وسأترك الأمر للمحكمة لتقرر، العدالة تسود دائما.