عاجل
الخميس 30 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

لما نسفت قرنفلة فلسطين غرور شارون..

عاجل| 23 عامًا على رحيل وفاء إدريس.. أول استشهادية فلسطينية

وفاء إدريس
وفاء إدريس

23 عامًا من الزمان تمر اليوم الثلاثاء، على استشهاد قرنفلة فلسطين الشهيدة وفاء إدريس أول استشهادية في الانتفاضة الثانية "انتفاضة الأقصى"، حينما أعلنت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة التحرير الوطني "فتح" مسؤوليتها عن عملية القدس الفدائية يوم 28 يناير عام 2000.



 

وقال موقع قدس الفلسطيني خلال احياء ذكرى استشهادها الخامسة عشر، يوم السبت 28 يناير 2017 إن العملية الفدائية التي نفذتها الاستشهادية وفاء إدريس لاقت استغرابًا فلسطينيًا، حيث أنها العملية الاستشهادية الأولى التي تنفذها فتاة خلال الانتفاضة الثانية، لتبدأ بعدها الفدائيات بتنفيذ سلسلة من العمليات الاستشهادية.

 

كانت وفاء قد خرجت في مثل هذا اليوم ٢٨ يناير عام ٢٠٠2، من عملها الهلال الأحمر الفلسطيني من سكان مخيم الأمعري في رام الله، لتنفذ عملية استشهادية وسط مدينة القدس، قتل خلالها اسرائيلي وأصيب ٩٠ آخرون بجروح، حسبما كشفت بيانات الاحتلال.

 

وتطايرت أخبار العملية في الصحافة العالمية، حتى أن صحيفة صوت الأمة المصرية برئاسة تحرير الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة، نشر صورة الشهيدة على الصحفة الأولى كاملة تحت عنوان" قرنفلة فلسطين تنسف غرور شارون"، حيث كان ايريل شارون، رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك بفلسطين المحتلة.

 

كانت الفدائية الفلسطينية وفاء إدريس في عمر 27 عامًا، أولى الفدائيات الإناث في انتفاضة الأقصى التي اندلعت في سبتمبر 2000، إذ أنها من مواليد يوم 11 فبراير 1973. 

نشأتها 

شرد أهلها من مدينة الرملة، واستقر بهم المطاف في مخيم الأمعري بالقرب من رام الله، حيث عاشت وفاء وأشقائها الثلاثة "خليل وخالد وسلطان" في بيت متواضع من الطوب ومصفح بألواح الإسبست، إلا أن الاحتلال استمر بملاحقته للعائلة المهجرة، فشقيق وفاء، خليل اعتقل ثماني سنوات في سجون الاحتلال، ليضطر شقيقه خالد إلى ترك الدراسة من الصف الثامن لإعالة أسرته، بعد وفاة والدهم، فيما انضم شقيقها الأصغر سلطان إلى شقيقه في العمل لمساعدته.

أما وفاء فالتحقت بدورة طبية وأصبحت تعمل في جمعية الهلال الأحمر، وتطوعت في الانتفاضة لعلاج الجرحى المصابين، فكانت تحرص على عملها خصوصا في أيام الجمعة حيث تزداد وتيرة المظاهرات والاشتباكات مع جنود الاحتلال بعد صلاة الجمعة.

وفي أحد الأيام، ودعت وفاء عائلتها وكانت تقول "الوضع صعب وربما يستشهد الإنسان في أية لحظة"، فشعر شقيقها خليل، أن ساعة الحسم بالنسبة لوفاء قد اقتربت.

 

وبالفعل، في هذه المرة تأخرت وفاء ولم يكن من عادتها، حيث حل الليل ولم تحضر، وبدأ أهلها بالبحث عنها وسألوا بعض صديقاتها، فقلن إنها ودعتهم وكانت تطلب منهم الدعاء وهي تقول لهن سأقوم بعمل يرفع رؤوسكن دون أن تفصح عن هذا العمل، وبقيت الأسرة تترقب، حتى وصلها خبر تنفيذ وفاء عملية استشهادية في شارع يافا بالقدس المحتلة، ولم تستطع التأكد حتى أصدرت كتائب شهداء الأقصى بيانا تزف فيه خبر استشهاد وفاء في عملية بطولية أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من الإسرائيليين.

لحظة التنفيذ والشهادة

وتصف موقع قدس اللحظة الحاسمة قائلًا: لبست حزامها الناسف، وأرادت أن تعيد لنا صفحة من صفحات الفدائيات، فودعت القريب والبعيد، وخطبت على منبر الحياة، خطبةٌ لا دموع فيها ولا خوف، ولا تلعثم في سطورها ولا تردد، عازمة على الشهادة، ومشتاقة إلى جنة ربها، قادمة بقوة، وبدأت الدنيا كلها تنظر إليها، العالم كله يترقب أمرها، هدوء ملأ الكون، والليل اختنق، النهار يفرك عينيه، والشمس خجلت، التاريخ وقف أمامها، يتأمل مشيها، يحفظ درسها، ينقل تاريخها، يسطر أفعالها يروي أمرها ويلقي كلماتها تسمع تكبيرا من بعيد، وعجوزا جاوزت الثمانين تتمتم بالدعاء لها، وطفلا يجري خلفها وهو يبكي ويصيح، يقول "وفاء وفاء وفاء ينصر دينك".

وواصل الموقع الفلسطيني، سرد خطواتها إلى تنفيذ عمليتها الاستشهادية حتى يحفر أسمها بحروف من نور في سجل الشرف، متسائلًا: كيف كان شكلها والحزام الناسف يزين خصرها، ويجيب بالتأكيد كانت تسير بخطوات واثقة، يا الله، وفاء بقي على هدفها دقائق، ويعيد التساؤل مرة أخرى.. كم من حاجز قد عبرت؟، وكم من تفتيش قد أعمى الله عليهم؟، فعبرت الصعاب، وتجاوزت المصاعب، ونسفت النكبات.

وفاء تسير، خطوة، خطوة، خطواتها الأخيرة على هذه الأرض قد اقتربت، أنفاس الدنيا أصبحت تضيق أمام ناظريها، تركت الدنيا لأهلها، فأرادت أن تذهب إلى وطنها الحقيقي، وقفت وفاء وصيدها أمام عينيها، تنظر إليه وهي في فرحة كبيرة، وسعادة غامرة، وبسالت شديدة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز