عاجل
الأربعاء 9 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

تحويل الإنسان إلى "نسخة افتراضية".. 6 دقائق بين الموت والنسخ

الوعي البشري
الوعي البشري

يمكن أن يتحول الوعي البشري إلى مجرد بيانات رقمية؟ وهل يمكن حقًا للذكاء الاصطناعي أن يحمل جوهر الإنسانية، من مشاعر وأفكار وقيم.



 

 تعد فكرة نقل الوعي البشري إلى الذكاء الاصطناعي تحديًا فكريًا وتقنيًا يثير انقسامًا شديدًا بين مؤيد يرى فيها قفزة نحو الخلود والتطور، ومعارض يعتبرها محاولة لتفكيك الطبيعة البشرية وتحويلها إلى مجرد معادلات رقمية.

 

 فهل نحن على أعتاب تقدم علمي مذهل أم أمام مغامرة محفوفة بالمخاطر الأخلاقية والإنسانية؟

 

عالم لا مكان للموت فيه .. 6 دقائق لنقل الوعي البشري 

 

تسطيع التنقيات المتقدمة لبرامج الذكاء الاصطناعي بنقل الوعي البشري بشكل سريع عقب وفاة الشخض خلال 6 دقائق فقط وذلك لأنها هي المدة التي يمكن خلالها للدماغ البشري أن يظل سليماً بعد توقف الدورة الدموية. 

 

في تلك اللحظات الأخيرة، يتدخل جهاز كمبيوتر متطور ليقوم بتحميل جميع بيانات دماغك، من ذكرياتك وأفكارك إلى مشاعرك وتفاصيل حياتك بأكملها. 

 

والنتيجة نسخة رقمية من الشخص، كيان يحمل كل شيء عاشه العقل، ويشبه الشخص بالكامل كما لو أنه لم يمت.

 

وناقش تلك الأمر الفيلم الوثائقي "العام مليون" حيث بدأ المشهد الأول بطرح هذا التساؤل، ماذا لو كان بإمكانك تغيير القدر؟ والاحتفاظ بنسخة دائمة من محبيك؟

 

مفهوم نقل الوعي البشري

 

نقل الوعي البشري يشير إلى إمكانية "نسخ" أو "تحميل" أفكار، ذكريات، ومشاعر الإنسان إلى نظام إلكتروني، بحيث يستمر الفرد في "العيش" أو التفاعل من خلال أجهزة الكمبيوتر أو كيانات ذكية حتى بعد الموت البيولوجي، يعتمد هذا المفهوم على الأبحاث التي تسعي إلى فهم كيف يعمل الدماغ البشري وطريقة تخزينه للمعلومات، بهدف محاكاة هذه العمليات في بيئة رقمية.  

 

تتمثل الفكرة في تصميم أنظمة قادرة على محاكاة الخلايا العصبية البشرية وتفاعلاتها، مما يسمح بوجود نسخة رقمية تعكس شخصية الفرد ووعيه.  

 

  

التكنولوجيا المستخدمة في نقل الوعي البشري:

تستخدم تقنيات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) والمسح الكهربائي للدماغ لفهم كيفية معالجة الدماغ للمعلومات، لكنها لا تزال بعيدة عن القدرة على "نسخ" الوعي بشكل كامل.  

 

 

السيناريوهات المحتملة:

 

1. الاستمرارية الرقمية بعد الموت:

قد يصبح من الممكن تحميل العقول البشرية لتعيش ككيانات رقمية، تتفاعل مع الآخرين حتى بعد الوفاة.  

 

2. تخزين عقول البشر:

يمكن تخزين عقول العلماء والمفكرين العظماء واستخدامها في تطوير المعرفة البشرية.  

 

3. ذكاء اصطناعي بوعي ذاتي:

عند دمج الوعي البشري مع الذكاء الاصطناعي، قد يظهر كيان ذكي يتمتع بوعي ذاتي، قادر على التفكير في المستقبل والتصرف بطرق يصعب التنبؤ بها.

 

 

ثمة شخص في رأسي لكنه ليس أنا:

 

يعتقد بعض العلماء أن نقل الوعي الكامل يشمل أيضًا "الحس الذاتي" -الإحساس بأنك موجود- وليس مجرد الأفكار.

 ولكن هناك آراء تشير إلى أن الوعي قد يكون غير قابل للنقل بشكل كامل لأنه يعتمد على تفاعلات بيولوجية داخل الدماغ البشري، التي قد يصعب محاكاتها بالكامل في بيئة رقمية.

 

 

أفلام تناولت قضية نقل الوعي البشري:  

 

1- فيلم Upgrade:  

يتناول قصة "جراي"، الذي يفقد زوجته ويصاب بالشلل الرباعي بعد تعرضه لكمين. يقبل جراي عرضًا من مدير زوجته الراحلة لزرع شريحة إلكترونية تُسمى (STEM) في جسمه. تساعده الشريحة في استعادة قدراته الجسدية، وتزوّده بمهارات عقلية وجسدية فائقة.  

 

2- حلقة "التاريخ الكامل لك" من مسلسل Black Mirror:  

في المستقبل القريب، يتم زرع شريحة في المخ تتيح للأشخاص استرجاع جميع ذكرياتهم بدقة متناهية، مما يغير مفهوم الخصوصية والذاكرة البشرية.  

 

3- فيلم Creature with the Atom Brain:  

تدور أحداث الفيلم حول عالم نازي يستخدم جثث الموتى ويزرع شرائح ذرية في رؤوسهم تمنحهم قدرات خارقة، ليحركهم كزومبي للقضاء على أعدائه.  

 

4- مسلسل Intelligence:  

يتناول قصة العميل "جابريل فون"، الذي تُزرع في رأسه شريحة تعزز من معدل ذكائه وقدراته الجسدية، وتتيح له الاتصال المباشر بالإنترنت والشبكات الاستخباراتية السرية.  

 

5- فيلم Jiminy:  

فيلم فرنسي قصير يتحدث عن المستقبل القريب، حيث يتم تطوير شريحة تُزرع في الدماغ، تُمكّن الأشخاص من التحول إلى وضع آلي يمنع الأخطاء البشرية الشائعة، ما يساعد في تجنب الحوادث.  

 

6- فيلم اللمبي 8 جيجا:  

يحكي الفيلم قصة شاب فقير محدود الذكاء يُدعى اللمبي، الذي يخضع لجراحة يزرع فيها طبيب شريحة متطورة تضبط إشارات دماغه، مما يسمح له بتحميل كميات كبيرة من المعلومات وتنظيم أفكاره.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز