عاجل
الأحد 2 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

إيمان ممتاز تكتب: ‎غياب الأخلاق والتراجع عن دور التربية

إيمان ممتاز
إيمان ممتاز

‎تُعد الأخلاق أساس بناء المجتمعات، فهي منظومة القيم التي تضبط العلاقات الإنسانية وتُحقق التوازن بين الحقوق والواجبات.



وهناك تراجع واضح في مستوى الأخلاق والسلوكيات الصحيحة. يعكس هذا التراجع غياب دور مؤسسات التربية المختلفة، سواء الأسرة أو المدرسة أو المجتمع.     

 

إن انشغال الوالدين وعدم تخصيص وقت كافٍ لتربية الأبناء، مما أدى إلى ترك مسؤولية التربية لوسائل الإعلام والتكنولوجيا.
مع اعتقاد بعض الأسر أن المدارس هي المسؤولة فقط عن تعليم القيم، متجاهلين دور الأسرة المحوري في غرس المبادئ الأساسية.

 

أيضًا ارتفاع نسب الطلاق والخلافات الزوجية ساهم في تنشئة أطفال يعانون من غياب القدوة وعدم الاستقرار  النفسي.كما أدى إهمال التربية الأخلاقية في المناهج الدراسية إلى وجود أجيال تفتقر إلى القيم الأساسية.

 

من الجدير بالذكر ايضا تراجع الأنشطة المدرسية التي تعزز القيم الإيجابية مثل العمل الجماعي، المسؤولية، والاحترام.

 

وعدم كفاية التأهيل التربوي للمعلمين جعل بعضهم غير قادرين على غرس القيم الأخلاقية لدى الطلاب.

 

ايضا وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أصبحت تمثل مصدرًا رئيسيًا للتربية، وغالبًا ما تقدم محتوى يشجع على العنف، والانحراف الأخلاقي.
مع غياب دور الأسرة فى مراقبة ما يتعرض له الأطفال والمراهقون عبر الإنترنت أدى ذلك إلى تأثرهم بمحتويات لا تتناسب مع أعمارهم أو قيم المجتمع.

 

‎ايضا من الاسباب هو ضعف الخطاب الديني المعتدل والموجه نحو الشباب.

مع غياب المبادرات المجتمعية التي تعزز القيم الأخلاقية في الحياة اليومية.

بعض الحلول المقترحة لحل هذه المشكلة

1. إعادة تأهيل الأسرة:

تقديم برامج توعية للأهل حول أهمية دورهم التربوي.

تشجيع الأسرة على الحوار المفتوح مع الأبناء ومتابعة سلوكياتهم.

2. تطوير النظام التعليمي:

 إدماج مواد دراسية تركز على القيم الأخلاقية وتعليم التفكير النقدي.

 تعزيز الأنشطة المدرسية التي تُعنى بالتربية الأخلاقية وتنمية المهارات الاجتماعية.

3. الإعلام المسؤول:

فرض رقابة على المحتوى الإعلامي الذي يُروج للعنف أو القيم السلبية.

تشجيع الإنتاج الفني والإعلامي الذي يدعم القيم الإنسانية والأخلاقية.

4. دور المؤسسات الدينية والمجتمع المدني:

تعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يركز على الأخلاق كجزء أساسي من العبادة.

 إطلاق مبادرات مجتمعية تُعنى بغرس القيم الإيجابية في الشباب والأطفال.

5. تفعيل القوانين الرادعة:

تطبيق قوانين صارمة ضد السلوكيات غير الأخلاقية مثل التحرش والغش.

دعم الجهات الرقابية لمكافحة الفساد في المؤسسات.

‎
غياب الأخلاق في المجتمع المصري هو ظاهرة تستدعي الوقوف عندها بجدية، خاصة في ظل تراجع دور التربية الأسرية والمؤسسات التعليمية والمجتمعية.

يتطلب إصلاح هذا الوضع تضافر جهود جميع الأطراف، من الأسرة إلى الدولة، بهدف إحياء القيم الأخلاقية التي تُعد أساس استقرار المجتمع وتقدمه. الأخلاق ليست رفاهية، بل هي ضرورة وجودية لضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز