الجمعة 28 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

 ماذا تعرف عن بحر الزنج؟

أرشيفية
أرشيفية

  تذكر المصادر ومن أبرزها المسعودي، بأن تلك الجزيرة كان يسكن بها أمم تتباين وتختلف في أشكالها ومكوناتها، وفيها ملوك مختلفة المعاني والمذاهب، وفيعا أصناف من الدواب . وتتحدث المصادر عن تسمية بحر يقع بالقرب من سواحل بلاد الزنج، وهذا البحر يقال له "بحر الزنج"، وربما يشار لهذا البحر وموقعه الجغرافي بمناطق السواحل الأفريقية على المحيط الهندي، وهي المعروفة بساحل الزنج، ربما غرار تسميات البحر الحبشي، وبحر الصين، وكذا البحر الشامي، وغير ذلك من تسميات البحار التي ترتبط بسواحل بلاد تقع بالقرب منها.



 يذكر المسعودي أنه يوجد في بحر الزنج العديد من الجزائر (أو الجُزُر)، وكان الزنج يستخرجون منها الودع، والحلزونات الملونة، وهم يلبسونها مثل الحلي، ويدفنون أنياب الفيلة "فإنها إذا عفنت؛ أتى تجارها من بلاد الهند والسند، فاشتروها منهم.." . 

ولقد تأسست في تلك المنطقة العديد من الإمارات والممالك الأفريقية القديمة، ولعل من أبرزها وأهمها: سلطنة مقدشو الإسلامية، وهي السلطنة التي أسسها المهاجرون العرب والمسلمون الأوائل الذين هاجروا من شبه جزيرة العرب مباشرة إبان حقبة الفتوحات المبكرة، وكانت هذه الجماعات من قبيلة بني مخزوم العربية التي ينتسب لها الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه . كما ظهرت في هذه المنطقة سلطنة كلوة الإسلامية؛ والتي قامت في آرضي كينيا حاليا، وكانت السلطنة المبكرة تأسست على يد المهاجرين الشيرازيين الذين هاجروا من منطقة شيراز في بلاد فارس . 

ثم تأسست بعد ذلك في آراضي ذات الجزيرة، وهي كلوة، سلطنة أخرى عربية الأصل والنسب؛ وكان ذلك على يد أسرة عربية، وهي المشهورة في المصادر باسم: أسرة المهدلي العربية، وهذا إلى جانب العديد من الممالك الإسلامية الأخرى التي ظهرت، وبرزت فيها الثقافة السواحلية التي تشكل خليطا ثقافيا فريدا بشكل لافت ما بين كل من الثقافة العربية الإسلامية من ناحية، والثقافية الأفريقية المحلية من ناحية أخرى، كما نتج عن ذلك الخليط اللغة السواحلية المشهورة . كما توجد في بلاد الزنج، أو بالقبر منها، بعض الجبال التي نالت شهرة، لاسيما وأنها ارتبطت ببلاد الزنج، ومن ثم تحدثت عنها المصادر التاريخية في رواياتها، لعل من أشهرها ذلك الجبل المعروف باسم: جبل النار؛ وهو الجبل الذي يقع بالقرب من ساحل الزنج، وتذكر المصادر أنه في النهار يظهر في هذا الجبل الدخان، أما إذا جن الليل يظهر منه اللهيب، ولهذا لم يكن بمقدور أي سكان تلك البلاد أن يقترب منه حتى لايهلك .   

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز