قائد الوحدات الخاصة البحرية فى حوار لـ«روزاليوسف»: شاركنا بالضفادع البشرية والصاعقة واللنشات القتالية فى القضاء على الإرهاب بسيناء
حوار - د.عمر علم الدين
مصر أم الدنيا.. هى أرض القوة والقدرة، هى صاحبة بناء الدولة وفكرة بناء الجيوش، وقد حباها الله بنيل يرويها وجيش يحميها، هو دائمًا درعها وسيفها، وفى صفحات التاريخ الناصعة نجدهم رجالًا، سجلوا بطولات أوجعت العدو، وأضافوا للمؤسسة العسكرية العريقة التي ينتمون إليها صفحة جديدة فى سجل الشرف والعطاء، إنهم أبناء لواء الوحدات البحرية الخاصة أصحاب الطبيعة والمهام النوعية أصحاب البصمة المساهمة فى القضاء على الإرهاب بسيناء وحماية المياه الاقتصادية المصرية ولمعرفة أكثر لدورهم البطولى تحدثنا مع قائدها العميد حسام حسين عن هذه الوحدات وأعدادها وتدريبها ودورها فى المساهمة فى حماية الأمن القومى والقضاءعلى الإرهاب فى سيناء.. وإلى نص الحوار:
■ هل يمكن التعرف أولاً عن قرب على نشأة القوات الخاصة البحرية؟
- الأمر بدأ فى 1950، كانت نواة للقيام بأعمال الغطس فى قسم الطربيد فى بحرية الملك فاروق، ثم فى 1951 كانت تحت اسم الفرقة السرية، ثم فى 1954 تغير اسمها من الفرقة السرية للضفادع البشرية، وكان مكان تمركزها فى ميناء رأس التين فى الرصيف الغربي، ثم فى (١٩٦١) انضمت كتيبة الصاعقة البحرية للإنشاء وكان مكانها فى مركز شباب أبو قير، ثم فى 1964 انضمت الصاعقة البحرية للضفادع البشرية تحت اسم لواء الوحدات الخاصة، وهذه بداية نشأة لواء الوحدات الخاصة، فى 1980 انضمت مجموعة اللنشات السريعة، وفى 2007 انضمت مجموعة اللنشات القتالية، وحاليًا أصبحنا تشكيلين كبيرين اللواء الأول وحدات خاصة تحت نطاق الأسطول الشمالي، اللواء الثانى وحدات خاصة بنطاق الأسطول الجنوبى، الاثنان يتبعان قيادة الوحدات الخاصة كتشكيل الذي هو بالتالى يتبع مباشرة قيادة الوحدات البحرية.
■ أهم المهام التي قامت بها القوات الخاصة البحرية؟
- طبعًا القوات الخاصة البحرية منذ إنشائها عاصرت وشاركت فى العديد من المهام العملياتية، بداية من حرب 56 العدوان الثلاثي، اشتركت الضفادع البشرية فى تطهير مدخل قناة السويس من الألغام البحرية، ثم بعدها من أول حرب الاستنزاف اشتركنا فى الهجوم بأربع عمليات على ميناء إيلات الإسرائيلى فى فترة لا تتجاوز الستة أشهر، اشتركنا فى المجموعة 39 قتال التي كانت تتبع القيادة العامة للقوات المسلحة للقيام بأعمال خلف خطوط العدو.
نفذنا مهمة الهجوم على ميناء أبيدجان بساحل العاج غرب أفريقيا وتدمير حفار البترول الإسرائيلى كينتج بميناء أبيدجان بالإضافة إلى مهام أخرى عديدة.
ومؤخرًا اشتركنا فى الأعمال الحديثة ومنها مقاومة الإرهاب فى سيناء، طبعًا إحنا لسه لينا رجال حتى الآن هناك يقومون بتنفيذ مهام عمليات، إحنا لينا تقريبا 4 سنوات مشاركون فى العمليات القتالية التي توجد هناك، سواء كانت الضفادع البشرية أو الصاعقة البشرية أو مجموعة اللنشات القتالية ولدينا مهام أخرى نقوم بها فنحن جاهزون دائمًا.
■ حدثنا عن مشاركتكم فى مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء؟
- لأننا دفعنا تقريبًا كتيبتين للمشاركة فى مكافحة الإرهاب فى شمال سيناء، ذهبنا بكل ما أوتينا من سلاح حديث، وقوة وعتاد ومعدات واللنشات القتالية بالكامل، كانت مشتركة فى أعمال التمشيط، وكانت مشتركة فى أعمال الكمائن، كنا نشارك فى الكمائن الثابتة والكمائن المتحركة، وتفتيش المبانى والمنشآت والأفراد، على الكمائن والمبانى، وهذه كانت أول مرة نتعامل فى الأرض بعمق كبير، لأننا وصلنا لـ70 كيلو فى الأرض، ودا طبعًا كان يخالف طبيعة عملنا، لأن طبيعة عملنا دائمًا بحذاء الساحل، لكن الوقت كان يقتضى أن نتفاعل مع القوات المسلحة وأن نستجيب، وقمنا بأعمال التفتيش والمداهمات مع عناصر الصاعقة البرية ومع المظلات ومع الجيش الثاني، فشاركنا بكل ما أوتينا من قوة ليل نهار، الناس لم تكن تنام، إجازات قليلة جدًا، التعيينات كانت قتالية مقيدة جدًا، برغم ذلك كانت القوات تقاتل ببسالة، ومحدش فينا ترك مكانه، ولا يوجد كمين اشتركت فيه قوات خاصة تمت مداهمته أو تم القضاء عليه، يعنى يمكن إحنا حمينا أكثر من كمين وكان فيه عمليات بالفعل، وفعلًا تصدينا للهجوم الذي كان عليه.
■ كيف يتم إعداد الفرد المقاتل داخل الوحدات الخاصة البحرية؟
- نبدأ من قبل انضمام فرد القوات الخاصة للقوات البحرية، يعنى ننتقى الضباط أو ضباط الصف سواء من الكلية البحرية أو من مركز تأهيل ضباط الصف المعلمين، يبقى فيه الأول اختبار رياضى متقدم، واختبار طبي متقدم، واختبار نفسى متقدم، اللى بيجتاز الـ3 اختبارات دول بيكون له الفرصة إنه يلتحق بمدرسة وحدات القوات الخاصة، هذه تعتبر ثانى مرحلة، بعدها يتم تأهيله لخدمته فى وحدات القوات الخاصة البحرية، من أول فرقة القوات الخاصة البحرية هذه تبقى 8 شهور ونصف ودى بتبقى طويلة جدًا، ثم تكتيك أسلحة صغيرة ثم مكافحة إرهاب بحري، ثم قائد اللنش السريع، ثم اقتحام سفينة فى البحر، وهذه تأخذ تدريبًا من سنة لسنة ونصف، بعد كده يدخل القوات الخاصة البحرية، ولا نتركه طبعًا، الفرد تتم متابعته بصفة مستمرة، بعد دخوله الوحدات التخصصية، سواء كانت صاعقة بحرية، أو ضفادع بشرية، أو لنشات، نحن نتابعه ونطمئن على مستواه الرياضى بصفة مستمرة، مستواه البدني، مستواه الطبي، مستواه النفسي، ويكون فيه تقييم مستمر لكي نطمئن إن مستواه يزيد بصفة مستمرة لكي يظل مستمرًا فى وسط الوحدات الخاصة.
■ القوات الخاصة البحرية من أهم القوات الخاصة فى العالم بتاريخها وكفاءتها، نريد أن نتوقف عند دورها بشىء من التفصيل؟
- نحن لنا مهام متعددة طبقًا لتقسيمنا داخليًا، لنا مثلًا تلغيم الوحدات البحرية المعادية، لنا الهجوم على الحفارات أو الأدوات الحيوية المعادية، حماية منصات البترول، شركات الماء القريبة من الساحل، أى أعمال فيها أهداف، أو تحقيق أهداف قتالية بالقرب من الساحل، يعنى إحنا دائمًا نتميز إننا ننتقل عن طريق البحر وننفذ أى عملية هجومية بالقرب من أى ساحل معاد، هذا بالنسبة للضفادع البشرية، هناك أيضًا جزء دفاعى للضفادع البشرية، هى التي تعمل معنا فى تطهير الموانئ وتأمين المتفجرات وإزالة الألغام والعوائق البحرية تحت الماء، أما الصاعقة البحرية يندرج تحت مهامها تنفيذ الكمائن البحرية، الإغارات على الأهداف الساحلية المنعزلة؛
اللنشات القتالية تقوم بتأمين أعمال قتال الضفادع البشرية والصاعقة البحرية، وتكون القوات محملة عليها وتنزلها على الساحل بحيث تستطيع تنفذ مهامها وتقدم لها الدعم بالنيران، وتستطيع عمل قطع وعزل للقوات المعادية، توصيل إمدادات لعناصر الصاعقة والضفادع، بالإضافة إلى أنهم يستطيعون عمل حاجة اسمها كمين بحرى بالصواريخ ضد وحدات بحرية أو ضد أهداف أرضية.
■ ماذا عن التدريبات المشتركة التي تقومون بها مع الدول الصديقة والشقيقة؟
- شاركنا فى تدريبات كثيرة جدًا مع دول صديقة أو شقيقة، أكثر من دولة، سواء دول أجنبية أو دول عربية منذ إنشاء قوات خاصة بحرية، سواء كان لواءً أول وحدات خاصة، أو لواء ثان وحدات خاصة، وإحنا بنشارك سنويا تقريبا من تدريبين لثلاثة، سواء مع دول عربية أو دول أجنبية، أو تدريب مع أكثر من دولة عربى وأجنبى، مثل التدريب البحرى المصري الأمريكى تحية النسر- استجابة النسر أو غيره، نحن كل التدريبات التي يكون فيها قوات خاصة نشارك فيها، ما بين تدريبات هجومية فيها إغارات وكمائن ومهاجمة وحدات بحرية، أو تفتيش على وحدات بحرية غير منصاعة أو تأمين وإزالة متفجرات تحت الماء.
■ هل شرط أن فرد القوات الخاصة يكون حاصلًا على فرقة سيل التي تعد من أقوى الفرق فى القوات المسلحة؟
- هو يحصل على فرقة وحدات خاصة قوات بحرية مشابهة لفرقة سيل بالقوات المسلحة ومثلها تمامًا، لكننا نعطيها له كتخصص بحرى خاص، لكن فرقة سيل تبقى عامة لأنك تدرس فيها شقًا أرضيًا كبيرًا وشقًا بحريًا صغيرًا لكن إحنا علشان كل شغلنا خاص بالماء سواء نزول الماء أو الطلوع من الماء فكل دراستنا تكون قوات خاصة بحرية، لكننا نرسل منهم مجموعة لكى تشارك كمعلمين وساعات كمتلقين للتدريب، لكن التدريب الأصلى هو فرقة قوات خاصة بحرية، الذي يوجد عندنا، تكون 8 شهور ونصف وتكون كافية جدًا وتغطى كل حاجة.
أيضًا نحن الوحدة الوحيدة فى القوات المسلحة التي أخذت 3 أوسمة على علم اللواء، وهذا الأمر لم يحدث فى أى وحدة فى القوات المسلحة.
■ من التحديات التي تواجه أى قوة لاستمرار تميزها تحديث السلاح فماذا عنه؟
- نحن طبعًا بدأنا بأسلحة تقليدية جدًا، كانت البنادق الآلية العادية وكانت المسدسات العادية، بس بعد ذلك تطورنا وقدرنا نحصل على المسدسات مانعة من نفاذ الماء وبنادق آلية مانعة من نفاذ الماء، ودخلنا القناصة فى عملنا، ودخلنا الأربيجيهات المعدلة والمحدثة، ثم اللنشات القتالية فى 2007، بدأنا فى الأول باللنشات العادية تمامًا وهذه كانت تنقل الأفراد وأسلحتها محدودة، دخلنا فى اللنشات القتالية التي مداها يصل لـ 500 ميل بحرى، وتم تسليحنا بصواريخ خفيفة محمولة، وصواريخ تثبت على اللنشات حتى نستطيع نعلى شوية من دعم أعمال القتال على الساحل، فهذه طبعًا كلها تطورات لم تكن موجودة زمان، فنحن تقريبًا مقارنة بالتسليح العالمى للقوات الخاصة عندنا آخر المستحدثات لكل أنواع الأسلحة سواء الخفيفة أو المتوسطة أو الثقيلة التي يتم استخدامها فى القوات الخاصة البحرية.
■ ماذا عن التطور على مستوى التكنولوجيا والقوات والاختصاصات؟
- القيادة العامة للقوات المسلحة تمدنا بأحدث أنواع الأسلحة والمعدات ويتم التدريب عليها وأيضًا المحاكاة للتدريب الحي بالميادين الموجودة لدينا.
أما عن التطوير نحن كنا لواء واحدًا اسمه لواء الوحدات الخاصة، حاليًا أصبحا اثنان، وأصبح اللواء الأول وحدات خاصة، ولواء ثان وحدات خاصة وتم افتتاحه من الرئيس عبد الفتاح السيسي دعمًا من القيادة العامة للقوات المسلحة، ترأسهما قيادة الوحدات الخاصة، والتبعية المباشرة أصبحت لقيادة القوات البحرية، والآن ننفذ مهامنا بكفاءة وعندما تحدث أى مشكلة تمس أمن وسلامة الدولة خارج الحدود التي تخصها يتم نقلنا فورًا سواء كان الوضع يقتضى قوات خاصة بأعداد كبيرة أو غيره نستطيع السيطرة على الوضع سواء على الأرض أو فى البحر تحت الماء.
■ حدثنا عن أسبوع الجحيم أثناء التدريب؟
- أسبوع الجحيم هذا يكون أسبوعا تدريبيًا كاملا داخل الفرقة، يبقى عادة فى الربع الأول من الفرقة دائما، وهو أسبوع الغرض منه أن نضع المقاتل فى ضغط نفسى كبير جدا، إنه يستطيع البقاء 6 أيام بدون نوم يمكن ينام بعد أول 3 أيام 3 ساعات فقط، ودى تكون مقصودة، ولما يصحى يبقى تعبان أكثر من الأول بس هو لازم ينام الـ 3 ساعات لأنه هو إذا لم ينم تحصله مشكلة، ف دى بارامترات مقاسة عالميا ننفذها عندنا، أنا نجعل المقاتل فى ضغط كبير جدا، لأنه فى يوم من الأيام لما يضطر إنه ينفذ عملية ويقتضى التنفيذ إنه يسهر ليلة أو اتنين يقدر يفكر دائما فى التخطيط اللى بيعمله، ميقدرش يعمل حاجة ويعرض نفسه للخطر دون أن يكون عنده إحساس بالواقع يبقى شايف وحاسس بكل اللى حواليه لأنه يستخدم سلاحا وذخيرة حية ويتعامل مع عدو، فلا يؤذى زميله ويقدر يحقق هدفه فى أقل وقت ممكن وفى أسرع وقت بأقل راحة، فهذا المجمل بتاع أسبوع الجحيم، طبعا بيبقى فيه ضغط على المقاتلين لأن كل حاجة بتبقى محسوبة بالساعة تقريبا.
■ القوات البحرية كان لها كذا عملية إنقاذ ناجحة للسفن الفترة الماضية.. فماذا عن مشاركتكم فى عمليات إنقاذ المراكب؟
- كل أعمال الإنقاذ التي تقتضى انتشال الجثث من تحت الماء أو تعويم مراكب جانحة، أو تطهير مداخل الموانئ وقناة السويس من الألغام، الحاجات القديمة اللى كانت أيام الحرب والاستنزاف كنا بنشارك فيها، إحنا كضفادع بشرية، أنا عندى شق كامل فى الضفادع البشرية دفاعية تقوم بتنفيذ الأعمال الدفاعية، وأعمال الكسح، دى أعمال تتطلب آليات ومعدات معينة متطورة جداً، إنهم يقدروا يعملوا بها حاجات تحت الماء وينتشلون بها أجساما من تحت الماء، كمان تأمين السباقات العالمية سواء كانت الزوارق السريعة اللى اتعملت قبل كده فى الساحل الشمالي، أو تأمين زيارات مهمة إحنا اللى نقوم بها، أى أعمال تأمينية القوات الخاصة تشارك فيها، طالما حاجة تقتضى البحر كحسابات النزول والطلوع من الماء إحنا نشارك فيها.
■ الزمن الذي نحتاجه لتجهيز عنصر بالقوات الخاصة البحرية؟
- يأخد تقريبًا عامًا تدريبيًا كاملًا، ساعات يبقى سنة، وساعات يبقى سنة ونصف، علشان فعلًا تاخد فرد مقاتل مؤهل بكل الدورات التي تحدثنا عنها، حوالى 6 أو 7 دورات كلها تخصص، اما لكى أقدر أعتمد عليه فى وظيفة يأخذ.. سنة كاملة فى الوحدة التخصصية -يعنى كده سنتين أو سنتين ونصف- وبكده أقول إن الضابط أو الصف ضابط أنا أقدر أشاركه فى عملية أو مهام عمليات، أنا كده اختبرته اختبارًا فعليًا خارج الضغط النفسى الخاص بالدورات، دي حاجة، ويكون له تقييم نفسى تانى غير الدورات، الدورة أنا ممكن أضغط على حد كما أريد، أما دا أنا بشوفه فى وقت الراحة إزاى هيقدر يترجم العلم اللى خده ده ويقدر ينفذه تنفيذًا فعليًا، تنفيذ مهام عمليات، بعدها يقدر الضابط أو الصف ضابط إنه يشترك فى المهام التدريبية أو التدريبات المشتركة، يبقى اعتمدته للتدريب.
جوجل نيوز
