فاينانشيال تايمز: موجات هجرة غير مسبوقة للشباب الإيراني
وكالات
ذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز"، أن موجهات هجرة الشباب الإيراني من بلادهم زادت بشكل ملحوظ السنوات الأخيرة، ما بات مشكلة اجتماعية ملحة، مضيفة أن أعداد الطلبة الإيرانيين في الخارج سجلت أرقاماً قياسية في عام 2024، بما يؤشر إلى حدوث موجة غير مسبوقة للهجرة بين الشباب والنخب المثقفة إلى الخارج.
ويمثل خريجو الجامعات والمتخصصون المهرة والمهنيون العمود الفقري لتحديث البلاد وإنتاجيتها، لكن خزان المهارات في إيران يتعرض للنزوح والتسريب بمعدلات صارخة بحسب الصحيفة.
ورصدت الصحيفة - في مقال أعده المديرالسابق لـ"مرصد الهجرة الإيراني"، باهرام سالافاتي - وجود تيار خروج وهجرة من إيران تحت وطأة مزيج معقد من المسببات، لافتة إلى أن حالة الخروج تبرز تحديات حرجة بالنسبة لإيران تتمثل في فقدان البلاد لنخبتها المتعلمة والمتخصصين المهرة في وقت ترتهن فيه التنمية بقدرة البلاد على الاحتفاظ بأبنائها الموهوبين وتنمية قدراتهم.
وقالت "فاينانشيال تايمز"، إن الميل للمغادرة والهجرة بين طبقة المتعلمين والمثقفين من الشباب الإيراني تعكس عرضاً لقضايا منهجية أكثر عمقاً تضرب البلاد.
ولفتت إلى الصعوبات الاقتصادية في إيران التي تفاقمت بسبب العقوبات التي دامت لسنوات طويلة، خلقت مشهداً اقتصادياً قاتماً، مشيرة إلى أن هذه العوامل لم تتضافر جميعها على دفع الشباب فحسب إلى الخروج من البلاد، بل امتدت أيضاً إلى فئات العمال، ورواد الأعمال.
ونقلت الصحيفة عن وزير العلوم الإيراني قوله إن 25% من أساتذة الجامعات غادروا البلاد بالفعل خلال السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أن أعداد الإيرانيين الدارسين في الخارج قفزت بشكل أكبر خلال السنوات الأربع الماضية؛ لتتجاوز 110 آلاف خلال عام 2024؛ بما يفوق مستوياتها على مدار العقدين الأخيرين، طلب معظمهم الهجره والبقاء في الدول التي ابعتثوا إليها.
وتعكس المقاصد والبلدان التي يتجه إليها الإيرانيون ويختارونها طبيعة الضغوط المالية والوقائع والتسهيلات.
وتقول الصحيفة البريطانية إنه لكي تتمكن إيران من عكس تلك التوجهات، فالأمر يستلزم حلولاً شاملة وطويلة الأجل.
وتختتم الصحيفة قولها: إنه حتى الآن لا توجد أي مؤشرات على تباطؤ ظاهرة هجرة العقول الإيرانية ونزوح المهارات، ويتعين على المجتمع العالمي الالتفات إلى تلك المسألة.