عاجل.. الفئران تغزو ملعب مانشستر يونايتد "أولد ترافور"د
شيماء حلمي
تعرض نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي الملقب بـ"الشياطين الحمر" لهجوم من الفئران في ملعب أولد ترافورد.
وقالت صحيفة ديلي ميل البريطانية إن مفتشي النظافة في مجلس مدينة مانشستر، أكتشفوا فضلات الفئران في ملعب أولد ترافورد التابع لنادي مانشستر يونايتد مؤخرًا وتم تصنيف النادي بنجمتين، وهو تصنيف أقل بكثير من الحد الأقصى وهو خمسة نجوم.
وعلمت الصحيفة البريطانية أن المفتشين عثروا على أدلة تشير إلى انتشار الفئران في المباني وأرضية الملعب وفي أكشاك بيع الطعام للمشجعين في قاعة الاستقبال.
وفي وقت لاحق، قاموا بتخفيض تصنيف نظافة الأغذية في نادي مانشستر يونايتد من أربع نجوم إلى نجمتين، وأمروا بإجراء تحسينات.وترتبط المشكلة بموقع الملعب الشهير بين قناة وخط سكة حديد.
وتم تصوير فأر على العشب في أولد ترافورد خلال مباراتهم ضد بودو/ جليمت في نوفمبر الماضي.
ويعمل مسؤولو النادي مع مكافحة الآفات والمجلس المحلي لتنفيذ سلسلة من التدابير التي تهدف إلى القضاء على ظاهرة الفئران في النادي.
في عام 2015، كشفت صحيفة "ديلي ميل", كيف كان النادي يتعاون مع مكافحة الآفات في الحي للتعامل مع مشاكل القوارض في المدرجات الشمالية والجنوبية. والواقع أن بعضها شوهد حتى في مكاتب الموظفين.
وتتفاقم المشكلة في كثير من الأحيان بسبب انخفاض درجات الحرارة في الشتاء، وهو ما يؤدي إلى انجذاب الآفات إلى المناطق الأكثر دفئاً وحماية.
ونظراً لحضور حوالي 74 ألف مشجع لكل مباراة على أرضه، يتعين على النادي أيضاً التعامل مع كميات كبيرة من الحطام.
ويعتقد الآن أن مسؤولي مكافحة الآفات يزورون أولد ترافورد ما بين أربع وخمس مرات في الأسبوع.
ويسعى النادي إلى تحسين تصنيفه إلى خمسة "في أقرب وقت ممكن"، بحسب مصادر مطلعة. ولم يكن أي من النتيجتين في مكان يتم فيه تحضير الطعام.
وتعد هذه القضية هي الأحدث التي تضرب الملعب الذي تم بناؤه في الأصل عام 1910.
وأصبحت تسريبات مقطاع الفيديو أمرا معتادا، من المؤتمر الصحفي لروبن أموريم بعد هزيمة الفريق 3-0 على أرضه أمام بورنموث يوم الأحد الماضي، حيث ظهرت المياه تتساقط من سقف المؤتمر.
افتتح أولد ترافورد في عام 1910، وصممه المهندس المعماري أرشيبالد ليتش في البداية، بسعة جلوس تبلغ حوالي 80 ألف مقعد.
سرعان ما أصبح الملعب حصنًا لمانشستر يونايتد، وشهد العديد من الانتصارات والصراعات والأحداث التاريخية.
أكسبه عظمته وحجمه لقب "مسرح الأحلام"، وهو مصطلح صاغه السير بوبي تشارلتون، أحد أعظم لاعبي النادي. على مر السنين، خضع الملعب لعدة تجديدات لتلبية المعايير الحديثة، مما يضمن بقاءه أحد أكثر الأماكن المحبوبة في عالم كرة القدم.
على مدار تاريخه الطويل، شهد أولد ترافورد عددًا لا يحصى من المباريات الأسطورية، من المباريات الحاسمة الدرامية إلى الانتصارات الأوروبية. كانت إحدى أكثر اللحظات التي لا تُنسى في عام 1968 عندما أصبح مانشستر يونايتد أول نادٍ إنجليزي يفوز بكأس أوروبا.
تم الاحتفال بالفوز أمام حشد مبتهج في أولد ترافورد، مما عزز مكانة الملعب في سجلات تاريخ كرة القدم. شهدت العقود التالية استمرار النادي في هيمنته المحلية، حيث كان أولد ترافورد بمثابة خلفية للعديد من ألقاب الدوري وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة.
كما شهد الملعب بعضًا من أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم. فقد زين أساطير مثل السير بوبي تشارلتون وجورج بيست وإيريك كانتونا وريان جيجز وكريستيانو رونالدو أرضيته المقدسة، تاركين بصمة لا تمحى في تاريخ النادي.
وأضاف كل من هؤلاء اللاعبين إلى سحر أولد ترافورد، وخلق لحظات لا تُنسى للجماهير التي ملأت المدرجات على مر السنين.
بالإضافة إلى أهميته الكروية، يتمتع أولد ترافورد بأهمية ثقافية لشعب مانشستر ومشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم. إنه مكان يجتمع فيه الناس للاحتفال بحبهم للعبة، مما يخلق جوًا لا مثيل له. الهتافات الحماسية للمشجعين، وهدير الجماهير عند تسجيل الهدف، والطاقة الجماعية التي تملأ الهواء تجعل أولد ترافورد مكانًا مميزًا حقًا.
وسواء كانت مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز أو مواجهة أوروبية، فإن الشعور بالتاريخ والتقاليد ملموس في كل ركن من أركان الملعب.
كما كان أولد ترافورد مسرحاً لبعض المباريات الأكثر إثارة في كرة القدم الأوروبية. فمن نهائي دوري أبطال أوروبا الشهير عام 1999 ضد بايرن ميونيخ إلى المواجهات الحاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، استضاف الملعب لحظات حددت تاريخ كرة القدم. إن الشعور بالدراما الذي يتكشف داخل جدرانه هو جزء مما يجعله موقعًا ثمينًا لعشاق مانشستر يونايتد والرياضة بشكل عام.
وعلى الرغم من النجاح والمجد، فقد شهد أولد ترافورد أيضًا فترات من الشدائد. ففي أوائل التسعينيات، كان النادي يكافح لاستعادة هيمنته السابقة، وكان الاستاد نفسه يواجه خطر انخفاض الحضور.
ومع ذلك، كان وصول السير أليكس فيرجسون كمدير فني في عام 1986 بمثابة بداية عصر جديد لكل من النادي والاستاد. وتحت قيادة فيرجسون، واصل مانشستر يونايتد هيمنته على كرة القدم الإنجليزية، وأصبح أولد ترافورد مرة أخرى مركز النجاح.
وخضعت سعة الملعب لعدة تغييرات على مر السنين، في تسعينيات القرن العشرين، وبعد تقرير تايلور الذي أوصى بإنشاء ملاعب تتسع لجميع الجماهير لأسباب تتعلق بالسلامة بعد كارثة هيلزبره، تم تقليص سعة أولد ترافورد إلى حوالي 44000 مقعد.
ومع ذلك، مع إضافة مدرجات جديدة واعمال تطوير، أصبح الملعب الآن يتسع لأكثر من 74000 مقعد، مما يجعله أحد أكبر ملاعب كرة القدم في المملكة المتحدة.
ولا يقتصر إرث أولد ترافورد على كرة القدم فحسب؛ بل إنه يتعلق بالمجتمع والشغف والتقاليد التي يمثلها الملعب.
ويظل رمزًا للفخر لجماهير مانشستر يونايتد ويظل مكانًا تتحقق فيه الأحلام.
سواء كنت تشاهد مباراة شخصيًا أو تتابعها من بعيد، فإن أولد ترافورد يمثل قلب وروح نادي مانشستر يونايتد لكرة القدم. بالنسبة لأي شخص يحب اللعبة، فهو وجهة لا بد من زيارتها، وهو مكان يستمر فيه التاريخ في الظهور، وحيث يستمر سحر كرة القدم.