
صحيفة: الجمارك الأمريكية تكشف مستودعًا سريًا بماليزيا في تحقيق حول التهرب الجمركي

وكالات
تسلل عملاء الجمارك الأمريكية إلى مستودع في بينانج بماليزيا بعد معلومات كشفت عن شبهات تهرب جمركي تتعلق بشحنات خزائن خشبية؛ وفق لتقرير نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم الأحد، وكان المستودع مكتظًا بصناديق جاهزة للتصدير تحمل ملصقات متباينة بعضها يشير إلى أنها "صنع في الصين" وأخرى تُظهر "صنع في ماليزيا".
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن التحقيق انطلق - أواخر عام 2022 - حيث ركز على مجموعة "تشينجداو هايان" الصينية المتهمة باستخدام ماليزيا كواجهة لإخفاء منشأ منتجاتها الحقيقية بهدف التحايل على الرسوم الجمركية الأمريكية.
وأثار التحقيق جدلًا كبيرًا داخل قطاع الخزائن في الولايات المتحدة، حيث تُعتبر "هايان" موردًا رئيسيًا لبعض الشركات الأمريكية الكبرى مثل "أمريكان وودمارك" التي تزود متاجر تجزئة كبرى مثل "هوم ديبوت" و"لوويز" لكن شركة "كابينتس تو جو"، التي كانت عميلًا سابقًا لـ"هايان"، أطلقت شرارة التحقيقات عندما أبلغت الجمارك الأمريكية في عام 2021 عن وجود شبهات بتهرب الشركة الصينية.
وقال مالك الشركة توم سوليفان: "لا أحد يهتم... ما زالوا يسمحون لهم بالاستيراد من هذه الشركات"، مشيرًا إلى استمرار الشركات الكبرى في التعامل مع الموردين المتورطين.
من جانبها، نفت "هايان" أن تكون منتجاتها في ماليزيا مصنوعة في الصين، كما نفت سيطرتها المباشرة على عمليات فروعها في ماليزيا أو الولايات المتحدة أما مدير المصنع الماليزي، فقد برر عدم إبلاغه عن المستودع السري بأنه أساء فهم طلب عملاء الجمارك بشأن تقديم قائمة بجميع المنشآت المملوكة للشركة.
في ظل الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضتها الولايات المتحدة على الخزائن الصينية منذ عام 2018، والتي وصلت نسبتها إلى 262% في عام 2020، لجأت العديد من الشركات الصينية، بما في ذلك "هايان"، إلى نقل عملياتها أو إنشاء مصانع جديدة في دول مثل ماليزيا وفيتنام لتجنب الرسوم لكن التحقيقات أظهرت أن بعض الشركات كانت تستخدم هذه الدول كواجهات مؤقتة لإخفاء المنشأ الحقيقي للسلع.
وكانت قد رفعت شركة "كابينتس تو جو" دعوى قضائية ضد "هايان" بعدما اكتشفت أن شحنات قادمة من ماليزيا تحتوي على خزائن مصنوعة في الصين، ما كلفها أكثر من 650 ألف دولار كرسوم إضافية.
واستندت الدعوى إلى خرق العقد تم تسويتها في عام 2023 وعلى إثر ذلك، طالبت جمعية مصنعي الخزائن الأمريكية وزارة التجارة بالتحقيق في استخدام المكونات الصينية في منتجات يتم تصديرها من ماليزيا وفيتنام.
وأثارت التحقيقات انقسامات داخل الصناعة، حيث انسحبت شركات كبرى مثل "ماستر براند" و"أمريكان وودمارك" من الجمعية، معتبرة أن التوسع في فرض الرسوم قد يضر بالتجارة الشرعية.
وفي الوقت ذاته، أكدت شركات محلية أن ممارسات التهرب الجمركي تُضعف قدرتها على المنافسة في السوق الأمريكي، حيث يمكن للشركات المستوردة تقديم أسعار أقل بكثير.
وخلال يناير 2023، خلصت الجمارك الأمريكية إلى أن "هايان" تورطت في عمليات تهرب جمركي، إلا أن القرار تم إلغاؤه لاحقًا بعد طلب مراجعة إدارية.
مع ذلك، قضت محكمة التجارة الدولية في أكتوبر 2024 بإعادة فتح القضية مرة أخرى، مشيرة إلى أن الشركة الصينية لديها سيطرة على عملياتها في ماليزيا والولايات المتحدة وبينما تتواصل التحقيقات، تواجه الصناعة الأمريكية تحديات مستمرة في محاولتها تحقيق التوازن بين حماية الإنتاج المحلي والحفاظ على تدفق التجارة الدولية.