عاجل
الجمعة 27 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

مرصد الأزهر يناقش سمات المتطرفين وتأثير العنف الأسري

مرصد الأزهر
مرصد الأزهر

نظّمت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بكفر الشيخ، بالتعاون مع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ندوة توعوية بعنوان «نحو رؤية أزهرية لمجابهة التطرف» وذلك في إطار التعاون بين مؤسسات الأزهر الشريف جامعًا وجامعة، برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، وبإشراف ومتابعة الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري.



وشهدت الندوة حضورًا واسعًا من أعضاء هيئة التدريس والطالبات، حيث كان في استقبال وفد المرصد الدكتور زكي صبري، عميد الكلية، والدكتور ماهر فؤاد الجبالي، وكيل الكلية. 

وقد ألقى باحثو مرصد الأزهر عددًا من المداخلات التي تناولت أبعاد ظاهرة التطرف من زوايا متعددة، بدءًا من السمات النفسية والاجتماعية للمتطرفين، وصولًا إلى دور العنف الأسري وخطورة الخطاب المتشدد في تأجيج هذه الظاهرة.

استعرض الدكتور محمد عبد الرحمن، مشرف وحدة رصد اللغة العربية بالمرصد، أبرز سمات الشخصية المتطرفة؛ مثل: التشدد في مسائل الدين، ورفض الرأي الآخر، والنظرة التشاؤمية للواقع، مؤكدًا أن هذه السمات تقود إلى الشعور بالاضطهاد، وبالتالي تبرير العنف تحت غطاء ديني زائف. 

كما تطرق إلى الأساليب التي تستخدمها الجماعات المتطرفة في الاستقطاب؛ ومنها: استغلال نقاط الضعف النفسية، وعزل الضحية عن محيطه، وتشويه النصوص الدينية واجتزاؤها من سياقها بهدف غسل الأدمغة وبث الكراهية، منبهًا إلى أن الإسلام بريء من هذه الأفكار، وأنه دين الحوار والرحمة وقبول الآخر بضوابط العلم والخلق.

وفي السياق ذاته، تناولت الدكتورة شيماء سيد، الباحثة بوحدة رصد اللغة الفارسية، قضية العنف الأسري باعتبارها أحد العوامل المحفزة على التطرف، موضحة أن البيئة الأسرية المضطربة تضعف الحس بالانتماء وتغذي السلوك العدواني. 

كما أشارت إلى ارتباط هذه الظاهرة بانتشار قضايا اجتماعية خطيرة كالتشرد، وعمالة الأطفال، والتسرب من التعليم، داعية إلى تضافر الجهود التربوية والإعلامية والتشريعية للحد منها وتعزيز ثقافة أسرية قائمة على التفاهم والاحترام.

كما تحدّث الأستاذ أحمد داود، الباحث بوحدة رصد اللغة الصينية، عن أهمية الخطاب المعتدل كأداة فعالة في مواجهة التطرف، مشيرًا إلى أن الاعتدال في الكلمة يبني مجتمعات متماسكة تحترم التنوع وتنبذ الغلو. 

ودعا إلى إشراك النخب الدينية والفكرية والإعلامية في تبني خطاب توعوي مستدام، يكون منطلقًا لإعادة تشكيل الوعي المجتمعي وتحقيق الأمن الفكري.

وفي ختام اللقاء، تناول الأستاذ عبد القادر أحمد، الباحث بوحدة رصد اللغة الصينية، دور الهوية في التصدي للأفكار المتطرفة، مؤكدًا أن الفرد الواعي بجذوره والمعتز بانتمائه الحضاري أقل عرضة للوقوع في براثن الجماعات الهدامة التي تسعى إلى طمس الهويات واستبدالها بأخرى زائفة. 

واختتمت الندوة بتوصيات ركزت على أهمية استمرار التعاون بين المؤسسات المعنية، وتكثيف الجهود لنشر الوعي وترسيخ القيم الوسطية التي يدعو إليها الإسلام، بما يعزز من دور الأزهر الشريف كمؤسسة رائدة في حماية المجتمعات من التطرف والانحراف الفكري.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز