المحاسب عباس صابر رئيس النقابة العامة للعاملين للبترول لـ«روزاليوسف»: زيادة الإنتاج وتدفق الاستثمارات والاستكشافات البترولية أهم أهدافنا

أكد المحاسب عباس صابر، رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول، أن قطاع البترول من القطاعات المستقرة وإحدى الآليات الداعمة للاقتصاد، كما يحظى محور تنمية ثروات مصر المعدنية باهتمام كبير لرفع مساهمته فى الإنتاج القومى من 1% حاليًا إلى ما يتراوح بين 5 و6% طبقًا لما صرح به وزير البترول.

وقال صابر: «إن العلاقة بين وزارة البترول والنقابة، وطيدة وهدفهم زيادة الإنتاج ومزيد من الاستثمارات والاستكشافات البترولية»، مشيرًا إلى أن بحث مشاكل العاملين والتدريب والاهتمام بالعنصر البشرى والصحة والسلامة المهنية من أولويات العمل النقابى، مشيدًا بدور الوزارة فى تطبيق الحد الأدنى للأجور.

«روزاليوسف»، حرصت على إجراء حوار مع رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول، لاستطلاع رأيه حول أبرز الإنجازات التي حققها قطاع البترول، وأهم التحديات التي يواجهها، وإلى نص الحوار:

■ فى البداية، حدثنا عن العلاقة بين النقابة العامة للبترول والوزارة؟

- هناك علاقة وطيدة تربط بين النقابة والوزارة على مدار عهد الرؤساء السابقين للنقابة، إذ إنهما نسيج واحد وهدفهم هو زيادة حجم الاستثمار والسعى الدائم من أجل دفع عجلة الإنتاج، والإسراع بتطوير وتحديث البنية التحتية لشركات القطاع، ورفع كفاءتها بما يمكنه من مواجهة التحديات العالمية وتداعياتها على أسواق الطاقة، وهذا ما أكده وزير البترول، فى كل محفل أو مؤتمر يحضره، بأن العاملين بالقطاع لهم دور كبير فى دفع مسيرة البناء والتطوير لزيادة حجم الاستثمارات وجذب الشركات الأجنبية فى شتى ميادين الإنتاج، وتعزيز الاقتصاد المصري.

■ كيف تعمل النقابة على النهوض بالعمال؟

- تحرص النقابة على تدريب كوادرها على أهداف الدولة، تماشيًا مع رؤية 2030 للتنمية المستدامة، والتي تركز على عقد الدورات تدريبية لما لها من أهمية بالغة لتعزيز قدرات النقابيين وتجهيزهم فكريًا وعلميًا، بالإضافة إلى أنها تساعدهم على مواكبة التغييرات ومواجهة العثرات والمشاكل القيادية والعمالية.

وتم عمل ندوات فى جميع النواحى الثقافية والاجتماعية والمهنية والسياسية من خلال النقابة العامة للبترول، كما يتم عمل دورات تخصصية يتم تقديمها بمنار مصر للبترول، بالتعاون مع الهيئة العامة للبترول، حيث تمت إقامة دورة حول قانون المنظمات النقابية وحماية حق التنظيم النقابى، وذلك لتدريب النقابيين على الدفاع عن الحقوق المكتسبة للعاملين.

■ ما هى خطة النقابة خلال الفترة القادمة تماشيًا مع استراتيجية مصر 2030 للتنمية المستدامة؟

- نحن نعمل فى قطاع به مخاطر لذا نقوم بتوفير البيئة المناسبة للعمل، حيث يحرص القطاع والنقابة على الحفاظ على بيئة نظيفة والوصول إلى نسبة كربون منخفض.

■ ماذا عن مشكلة عمالة المقاولة والتعيينات؟

- عمالة المقاولة أحد الأركان الأساسية وعصب الإنتاج فى قطاع البترول، ونعتمد عليهم اعتمادًا كبيرًا فى العملية الإنتاجية، بدليل أن الوزارة من أولى الوزارات التي طبقت الحد الأدنى للأجور، وذلك بناءً على تعليمات القيادة السياسية، بالإضافة إلى هناك مراعاة للعاملين من أجل تحسين أوضاعهم عبر الحوافز التي يتم تقديمها.

■ ما دور النقابة فى تطبيق آليات السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة؟ 

- ترسيخ وتطبيق آليات السلامة والصحة المهنية، من أهم الخطط التي تبنتها النقابة، إذ تحرص على عقد ندوات فى هذا الإطار لتوعية العاملين بالنقابات والاتحاد، بضرورة  توافر إرشادات السلامة والصحة المهنية من أجل حماية العنصر البشرى من الإصابات الناجمة عن مخاطر بيئة العمل والحفاظ على مقومات العنصر المادى المتمثل فى المنشآت وما تحتويه من أجهزة ومعدات، بالإضافة إلى توفير وتنفيذ جميع اشتراطات السلامة والصحة المهنية التي تكفل توفير بيئة آمنة تحقق الوقاية من المخاطر للعنصرين البشرى والمادى بمرافق ومنشآت الاتحاد العام والنقابات العمالية والشركات.

 

كما تعد السلامة والصحة المهنية وحماية البيئة، من أهم الركائز الأساسية فى قطاع البترول للحفاظ على العاملين وكذا الحفاظ على البيئة، إذ إنها من القواعد الأساسية لجذب الاستثمارات الأجنبية التي تعتمد على البيئة النظيفة، وإذا نظرنا لشركات البترول نجد أنه فى كل شركة إدارة تحت مسمى السلامة والصحة المهنية لما لها من أهمية بالغة.

■ قامت الحكومة مؤخرًا بالإعلان عن تسديد المديونية الخاصة بالشركاء الأجانب بحقل ظهر، ما تعليقك؟

- هناك تحديات واجهت قطاع البترول خلال الفترة الماضية، التي جاءت على أثر تباطؤ عجلة الإنتاج والاستكشاف بسبب زيادة مستحقات الشركاء الأجانب، لعدة عوامل تضمنت وجود فجوة بين سعر البيع والتكلفة، وارتفاع مستويات استهلاك الطاقة مع تزايد سعر الطاقة عالميًا، وارتفاع سعر الصرف، كل تلك العوامل أدت إلى تناقص الإنتاج وتوقف فى أنشطة الحفر الجديدة، وتزايد الفاتورة الاستيرادية والضغط على العملة الصعبة.

ورغم تلك التحديات، نجح قطاع البترول من خلال عدد من الإجراءات التي تم اتخاذها لمواجهة هذه الأزمات، التي تضمنت تسديد دفعات دورية لمستحقات الشركاء لتوفير تدفقات نقدية مستقرة لاستئناف أنشطة تنمية الإنتاج والبحث والاستكشاف، بالإضافة لطرح حزم تحفيز استثمارية والعمل على جذب مستثمرين جدد، وهو ما نتج عنه تقليل الفجوة الاستيرادية وتخفيض تكاليف توفير المنتجات وانخفاض مستحقات الشركاء الأجانب بشكل كبير، ورجوع دوران عجلة الاستكشاف والإنتاج والتنمية دون معوقات، بالإضافة إلى تقليل الفاتورة الاستيرادية.

■ اتخذت الدولة قرارات فى صالح المواطن من بينها عودة نظام تقسيط الغاز، حدثنا عن ذلك؟

- الرئيس عبدالفتاح السيسى، يضع دائمًا نصب عينيه المواطن ومحدود الدخل، لذا نجد استراتيجية الحكومة تعمل وفق هذه الآليات، ومن بينها وزارة البترول التي تنتهج مثل هذا النهج لذا أعادت الوزارة مرة أخرى نظام تقسيط الغاز للمنازل، والذي سيخفض التكلفة للمواطن بسبب ارتفاع أسعار أسطوانة البوتاجاز مقارنة بالغاز.

أما فيما يخص تحويل السيارات الحكومية بالغاز الطبيعى بدلًا من البنزين، فيأتى فى إطار تنفيذ الخطة القومية لإحلال الغاز الطبيعى كوقود بديل، وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين والتيسير على المواطنين والانتفاع بفوائده الاقتصادية، وبالفعل قمنا بتطبيق هذه المبادرة وتم توقيع بروتوكول تعاون مع شركة كارجاس ونقابة البترول، لتقسيط تكلفة تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعى، من خلال أنظمة تقسيط متنوعة ومرنة بدون فوائد للعاملين بقطاع البترول.

■ ماذا عن دور المرأة فى قطاع البترول والعمل النقابى؟

- المرأة ذراع وعصب فى شريان القطاع البترولى، وشريكة نجاح ولها دور بارز وأثر ملموس، فقد اقتحمت المجالات الصعبة، خاصةً الحقول، وخير دليل وجود مهندسات فى حقول أبورديس بجنوب سيناء، يقمن بعملهن بإتقان وهمة، وأثبتن نجاحهن وبجدارة.

وهناك مثال آخر فى صدارة المرأة فى قطاع البترول، ففى الأيام الماضية تم تعيين أول امرأة لرئاسة شركة قطاع عام الإسكندرية للبترول، المهندسة ريهام علقة، يأتى هذا لإيمان المهندس كريم بدوى، وزير البترول والثروة المعدنية، بدور المرأة الرائد بالقطاع.

أما على المستوى النقابى، فنجد لأول مرة فى تاريخ العمل النقابى الخاص بوزارة البترول، أن المرأة تتولى منصب أمين عام نقابة البترول وهى عايدة محيى الدين، التي أثبتت جدارتها فى العمل النقابى، خاصةً بتدريب النقابيات فى قطاع البترول ليتصدروا الريادة فى جميع المجالات باعتبارها مسؤول قطاع المرأة فى النقابة فى ذلك الوقت.