ألفريد فرج.. 19 عامًا على رحيل المؤلف والمؤرخ المسرحي
عادل عبدالمحسن
توفي ألفريد فرج المؤلف المسرحي، الذي يُعتبر أحد أعمدة المسرح المصري المعاصر في مثل هذا اليوم الموافق 4 ديسمبر 2005.
كان فرج قد ولد في 23 فبراير 1929 في قرية كفر الصيادين، بمحافظة الشرقية ثم انتقل إلى محافظة الإسكندرية.
وتخرج في كلية الآداب جامعة الإسكندرية قسم اللغة الإنجليزية عام 1949، وعمل مدرساً للغة الإنجليزية لمدة ست سنوات، ثم ترك التدريس وانتقل للعمل بالصحافة حيث عمل في عدة مجلات وصحف منها: "روز اليوسف" و"الجمهورية" و"أخبار اليوم" و"دار الهلال" .
وأعتقل ألفريد في الفترة من 1959 حتى 1964 بسبب أفكاره اليسارية، وبعد خروجه من المعتقل حصل على منحة تفرغ من وزارة الثقافة، فاتجه إلى الكتابة المسرحية، وكتب مسرحيات عديدة منها: "حلاق بغداد" 1963، "سليمان الحلبي" 1965، "الزير سالم"1967، و"على جناح التبريزي وتابعه قفة" 1969.
ولكن علاقة ألفريد بالمسرح بدأت أثناء دراسته المدرسية من خلال التمثيل، ولأنه كان متمكنًا من اللغة الإنجليزية فساعدته على الاطلاع على الأدب والمسرح الإنجليزي بدءا بشكسبير وبرناردشو وأوسكار وايلد، ثم اقترب من عالم توفيق الحكيم. وبعد ذلك كتب أول نصوصه "صوت مصر".
ألفريد جمع بين الفصحى والعامية
وتميز ألفريد بأسلوبه العصري الذي جمع فيه بين الفصحى والعامية واستلهم بعض مؤلفاته من التراث العربي والبعض الأخر من الكوميديا الاجتماعية، واستطاع توظيف الفولكلور بطريقة بسيطة ومبدعة. وقدم أعمالًا روائية وقصصية منها حكايات الزمن الضائع ،وأيام وليالي السندباد ، كما اشترك في كتابة سيناريو وحوار فيلم نائب نائم في الأرياف .
وتولى ألفريد عدة مناصب فعمل مستشار برامج الفرق المسرحية بالثقافة الجماهيرية، ومستشار أدبي للهيئة العامة للمسرح والموسيقى، ثم مدير للمسرح الكوميدي.
وفى عام 1973 سافر إلى الجزائر ليتولى منصب مستشاراً لإدارة الثقافة بمدينة "وهران" ولإدارة الثقافة بوزارة التربية والتعليم العالي ، ثم سافر إلى لندن عام 1979 ليعمل محررًا ثقافيًا في الصحف العربية هناك .
كما نال منحة دراسية من اليونسكو لمدة ستة شهور عام 1976، ونال منحة أخرى من الأكاديمية الألمانية للتبادل الثقافي للتفرغ لمدة سنة في برلين الغربية “1983 ـ 1984”.
وكان ألفريد فرج من المهتمين بالكتابة عن فن المسرح نفسه، وقد أصدر عام 1966 كتابه الشهير "دليل المتفرج الذكي إلى المسرح"، كما نشر عام 2005 كتابًا عن ذكريات كواليس المسرح المصري بعنوان "شارع عماد الدين: حكايات الفن والنجوم".
وعاد ألفريد فرج إلى مصر عام 1986 ، وكتب في مجلة "المصور"، ثم أصبح واحدا من كتاب الأعمدة الأسبوعية في "الأهرام"، ونشرت هيئة الكتاب أعماله الكاملة في عشرة مجلدات ضمت أعماله المسرحية وترجماته ومقالاته.
ونال ألفريد فرج عدة جوائز منها: جائزة الدولة التشجيعية في التأليف المسرحي 1965، كما حصل على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في عام 1967، ودرع الرواد للمسرح القومي في الذكرى الذهبية له في عام 1986، ودرع الرواد لمسرح الخليج في الكويت في الذكرى الفضية له عام 1988، وميدالية الرواد في مهرجان المسرح التجريبي في القاهرة في عام 1989، وميدالية الرواد في مهرجان قرطاج المسرحي في عام 1989.