الأحزاب السياسية: أوامر "اعتقال نتنياهو" انتصار للعدالة الدولية وتجسيد لجهود مصر في دعم القضية
محمود محرم
رحبت الأحزاب والقوى السياسية بإصدار الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزير دفاعه السابق مشيدين بدور مصر المحوري في إبراز المعاناة الفلسطينية في المحافل الدولية
عبر تحالف الأحزاب المصرية، الذي ينضوي تحت لوائه نحو 42 حزبا سياسيا، عن ترحيبه بقرار المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت، على خلفية تورطهما في جرائم حرب ارتُكبت بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مؤكدا أن هذا القرار يمثل دفعة قوية نحو الانتصار لمبادئ العدالة الجنائية الدولية وانتصار للقضية الفلسطينية التي لطالما تدفع فاتورة باهظة الثمن من دماء أبنائها من أصحاب الأرض للحصول على الحد الأدنى من الحق الإنساني والوجودي في إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وقال النائب تيسير مطر، الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، رئيس حزب إرادة جيل، ووكيل لجنة الصناعة في مجلس الشيوخ، إن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتخذت كافة المسارات السياسية والدبلوماسية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وجرائم الحرب التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني الأعزل، إلا أن التعنت الإسرائيلي سار على منهجه الدموي دونما توقف، ودون الالتفات لدعاوى السلام، وهو ما عزا بإعلان مصر في مايو الماضي، الانضمام للدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد الكيان الإسرائيلي المحتل الغاصب أمام محكمة العدل الدولية.
ولفت أمين عام تحالف الأحزاب المصرية، إلى أنه على الرغم من هذا القرار التاريخي، الذي اتخذته محكمة العدل الدولية، إلا أن تطبيق القرار، دون أن يكون على الورق وألا يكون رادعا، من شأنه أن يحقق جزءا العدالة وأن يكون بمثابة حائط الصد أمام كل من تسول له نفسه تخطي قواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ العلاقات الدولية القائمة على احترام خصوصية البلدان وعدم التدخل في شؤون الآخر وعدم تخطي قواعد الحرب المعهودة وفقا للقانون الدولي، لاسيما وأن محكمة العدل الدولية، كانت قد أمرت مرارا في وقت سابق ، وآخرها في 24 مايو المنصرم بوقف الهجوم الإسرائيلي العسكري "فورا" في رفح، إلا أن القرار لم يلق قبولا لإسرائيل ولم يمثل رادعا لهم.
وعبر النائب تيسير مطر، عن تعجبه من استمرار الدعم الأمريكي المتواصل للكيان المحتل على الرغم من مواصلة جرائمه اللا إنسانية وبخاصة بعد أن استخدمت الفيتو الأمريكي ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة مع انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن القرار حصل على موافقة 14 دولة إلا أن أن الولايات المتحدة الأمريكية لاتزال تدعم مواصلة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة.
واختتم الأمين العام لتحالف الأحزاب المصرية، حديثه بالقول: إنه آن الأوان على المجتمع الدولي أن يتحمل عقبى استمرار الجرائم الإسرائيلية والتي تستهدف توسيع نطاق الحرب في المنطقة والتي ستكون انعكاسات شديدة الوطأة إقليميا ودوليا، على كافة المسؤوليات، والرئيس السيسي حذر مرارا من مغبة توسيع نطاق الحرب وعلى الجميع الاستماع لصوت العقل.
أكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف جالانت هو بمثابة انتصار للعدالة الدولية، موضحة أنه بمثابة تجسيداً لجهود مصر المستمرة في دعم القضية الفلسطينية.
وأوضحت مديح في تصريحات صحفية لها اليوم، أن هذا القرار جاء بعد سلسلة من الجهود الحافلة التي قادها الرئيس عبد الفتاح السيسي، مدعومة من المؤسسات المصرية كافة، التي بذلت قصارى جهدها للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه المشروع للحصول على حقوقه الكاملة، مشيرة إلى أن مصر بفضل دبلوماسيتها الفاعلة وحرصها المستمر على تحقيق السلام العادل، كان لها دور محوري في إبراز المعاناة الفلسطينية في المحافل الدولية والتأكيد على ضرورة توفير الحماية الدولية للمدنيين الفلسطينيين.
وأكدت مديح على أن مصر ستظل حاملة لواء الدفاع عن حقوق الفلسطينيين حتى نيلهم حقهم المشروع في إقامة دولتهم المستقلة، لافتة إلى أنها بذلت جهودًا دبلوماسية عظيمة على مختلف الأصعدة، سواء من خلال جهود الرئيس السيسي في المؤتمرات الدولية أو من خلال موقفها الثابت في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لدعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشارت إلى أن هذا القرار يظهر فشل محاولات الاحتلال الإسرائيلي في التهرب من المساءلة الدولية، وأن العدالة الدولية لا تسقط حقوق الشعوب مهما طال الزمن، مؤكدة على ضرورة استمرار الضغط الدولي من أجل ضمان تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحمي أمن واستقرار المنطقة.
وفي نفس السياق قال المستشار رضا صقر رئيس حزب الاتحاد، إن الشعب الفلسطيني ما زال يقبع تحت وطأة العدوان الإسرائيلي، المدعوم بفيتو أمريكي تستخدمه الولايات المتحدة الأمريكية لإسباغ الحماية على جرائم الاحتلال، في مخالفة واضحة وصريحة للقوانين والاتفاقيات الدولية.
وذكر "صقر"، في تصريحات صحفية اليوم، أن أمريكا استخدمت الفيتو ضد مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في غزة مع انسحاب كامل لقوات الاحتلال من القطاع، وقد حصل القرار على موافقة 14 دولة باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي دعمت مواصلة الجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، دون مراعاة أي بعد قانوني أو إنساني.
وأشار رئيس حزب الاتحاد، أن قرار الولايات المتحدة الأمريكية يؤكد ويدعم تورطها مع الاحتلال في جرائم الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الفلسطينيين، مشددا على ضرورة مواصلة الضغوط الدبلوماسية لوقف هذا العدوان السافر.
ونوه المستشار رضا صقر بأن مواصلة إسرائيل عرقلة وقف إطلاق النار في غزة، يؤجج من الصراعات في المنطقة ويؤدي لتوسعها، كما يعزز من عدم الاستقرار والسلم الدوليين، وهو ما ستكون له مآلات خطيرة على المنطقة بأسرها.