قيادات سياسية وحزبية: الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل تحمل مستقبلًا واعدًا لكلا البلدين
محمود محرم
أكدت قيادات سياسية وحزبية أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل خطوة نوعية تعزز العلاقات التاريخية مشيرين إلى العلاقات بين مصر والبرازيل نموذج إيجابي للتعاون بين الدول النامية.
قال النائب عمرو فهمي عضو مجلس الشيوخ، وعضو الهيئة العليا في حزب مستقبل وطن، إن مصر والبرازيل تمتلكان تاريخ طويل من العلاقات الاستراتيجية المتبادلة، يعود تاريخها إلى نحو 100 عامٍ تقريبًا، وهي علاقة دبلوماسية تمتاز بالتنوع والتعاون العميق، تستهدف تحقيق مصالح الشعبين وتعزيز التنسيق بين البلدين في القضايا الإقليمية والدولية المهمة.
وأوضح فهمي في بيان له اليوم، أن توقيع مصر والبرازيل شراكة استراتيجية بين البلدين خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي بنظيره البرازيلي على هامش المشاركة في قمة العشرين المنعقدة في العاصمة البرازيلية، تعزز من أواصر الصداقة بين البلدين، كما أنها تشير إلى عضويتهما في تجمع البريكس الشهير، القائم على أسس التضامن بين الأعضاء وتعزيز فرص التنسيق والتعاون في المجالات المختلفة، والتبادل التجاري المشترك.
وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن هذه الشراكة الاستراتيجية من شأنها ترسيخ السلام وتعزيز نظام دولي أكثر عدالة وتمثيلًا لجميع دول العالم، والالتزام بتحقيق تنمية مستدامة ونمو شامل، ووضع ملف "مكافحة الفقر والجوع وعدم المساواة" على رأس الأولويات، بالإضافة إلى رفع سقف ترسيخ سياسات تعزز التكامل الإقليمي وتعزز التعاون بين دول الجنوب العالمي.
وأكد عضو الهيئة العليا في حزب مستقبل وطن، أن مشاركة مصر في قمة العشرين للمرة الثانية على التوالي، دليل على ما تتمتع به من مكانة إقليمية ودولية، ودورها المحوري والرئيسي في تبني قضايا المنطقة ومحاولاتها من أجل إقرار سلام شامل وعادل والحفاظ على سلامة الشعوب وإقامة دولة مستقبلة كركيزة أساسية في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
ثمن الدكتور محمد هارون، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“، لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع نظيره البرازيلي لولا دا سيلفا، الذي عُقد على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين المنعقدة في مدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، مؤكدًا أن هذا اللقاء التاريخي يمثل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين ويعكس رؤية القيادة السياسية المصرية لتعزيز التعاون الدولي وإقامة شراكات استراتيجية تدعم المصالح الوطنية والإقليمية.
وقال ”هارون“، في بيان اليوم الاثنين، إن إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل يشكل خطوة هامة نحو توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، موضحًا أن التعاون المزمع تكثيفه يشمل قطاعات الأمن، الاقتصاد، التجارة، الاستثمار، الزراعة، والدفاع، وهو ما سيخلق فرصًا جديدة للتعاون المثمر بين البلدين.
وأضاف أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب ”المصريين“ أن مصر والبرازيل تتمتعان بمقومات فريدة تؤهلهما لتحقيق مكاسب متبادلة، حيث تُعد البرازيل واحدة من أكبر الاقتصاديات في أمريكا اللاتينية، بينما تتمتع مصر بموقع استراتيجي يربط بين القارات الثلاث، مؤكدًا أن التكامل بين البلدين يمكن أن يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانتهما على الساحة الدولية.
وأثنى الدكتور ”هارون“ على توافق الرؤى بين الرئيس السيسي ونظيره لولا دا سيلفا حول ضرورة الدفاع عن التعددية في النظام الدولي والعمل على إصلاح المؤسسات الدولية لجعلها أكثر تمثيلاً وشرعية، مشيرًا إلى أن هذا الموقف المشترك يعكس رغبة البلدين في تحقيق العدالة الدولية وتمكين الدول النامية من الحصول على حقوقها العادلة داخل هذه المؤسسات.
وشدد على أهمية دعم جهود الرئيسين السيسي ولولا دا سيلفا، من قبل دول العالم، خاصة في ظل التحديات العالمية المتزايدة، بما في ذلك قضايا التغير المناخي، والأمن الغذائي، والصراعات الدولية، والحروب المشتعلة سواء في الشرق الأوسط وبالأخص القضية الفلسطينية أو أوروبا، لافتًا إلى أن تعزيز التعاون بين الدول النامية يُعد ضرورة لضمان تحقيق الاستقرار والسلام العالميين.
وأكد أمين خارجية ”المصريين“ أن هذه الشراكة ستفتح آفاقًا جديدة للتجارة والاستثمار بين البلدين، مشيرًا إلى أن مصر تُعد بوابة للأسواق الأفريقية والشرق أوسطية، مما يجعلها شريكًا مثاليًا للبرازيل لتعزيز صادراتها وتوسيع قاعدة تعاونها التجاري، منوهًا إلى أهمية التعاون في قطاع الزراعة، خاصة أن البرازيل تُعد واحدة من أكبر الدول المنتجة للغذاء في العالم، مما يوفر فرصة لدعم الأمن الغذائي في مصر وتعزيز التكامل الزراعي بين البلدين.
واختتم بيانه بالتأكيد على أن لقاء الرئيسين السيسي ولولا دا سيلفا يعكس عمق العلاقات الثنائية ويمهد الطريق لمزيد من التعاون المثمر، معربًا عن ثقته في أن الشراكة الاستراتيجية المعلنة ستكون نموذجًا يُحتذى به للتعاون الدولي، وستسهم في تحقيق مصالح الشعبين المصري والبرازيلي وتعزيز التنمية المستدامة.
قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، إن إعلان الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل يمثل خطوة نوعية تساهم في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين وتفتح آفاقا جديدة للتعاون المشترك في مختلف المجالات مشيرا إلى أن هذه الشراكة تأتي في إطار التزام البلدين بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي، مما يعكس حرصهما على بناء علاقات تستند إلى الاحترام المتبادل وتعزيز التفاهم والحوار البناء.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن التركيز على احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية لكلا البلدين يعكس فهما عميقا للتحديات التي تواجههما، حيث تسعى الشراكة إلى تحقيق المنفعة المتبادلة من خلال تكثيف العلاقات الدبلوماسية وتبادل الزيارات بين المسؤولين رفيعي المستوي و هذا التوجه يدعم رؤية مشتركة لدور الدبلوماسية في تحقيق التنمية وتعزيز المصالح المشتركة.
وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر أن هذه الشراكة لا تقتصر على القضايا الثنائية، بل تمتد إلى التنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والمتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك التي تهم كلا البلدين بما يدعم تعزيز التعددية الدولية وإصلاح المؤسسات العالمية، مما يساهم في تحقيق نظام عالمي أكثر عدالة وإنصافا.
و أضاف فرحات أن مجالات التعاون التي تتضمنها الشراكة تشمل السلام والأمن والدفاع والاقتصاد، بالإضافة إلى القضايا السياسية والدبلوماسية، مما يعكس رغبة البلدين في توسيع قاعدة التعاون لتشمل مجالات استراتيجية تساهم في تعزيز الاستقرار والتنمية وهو ما ينسجم مع رؤية مصر لتعزيز الشراكات الدولية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وأكد فرحات أن الشراكة الاستراتيجية بين مصر والبرازيل تعد نموذجا إيجابيا للتعاون بين الدول النامية، حيث تعتمد على تعزيز المشاورات وتنسيق المواقف لتحقيق أهداف مشتركة مشيدا بالدور الذي تلعبه الدبلوماسية المصرية في بناء شراكات تعزز مكانة مصر الدولية وتسهم في تحقيق مصالحها الوطنية، ومشددا على أهمية متابعة تنفيذ هذه الشراكة بما يحقق تطلعات الشعبين.