عاجل.. الصينيون يطلقون حملة إذلال عنصرية تسخر من رسوم "ترامب" الجمركية
شيماء حلمي
يُظهر مقطع فيديو جديد تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، يُعتقد أنه صمم من خلال مستخدم صيني لتيك توك، أمريكا محبطة في ظل التعريفات الجمركية التي فرضها دونالد ترامب.
ويظهر الفيديو أمريكيين يعانون من السمنة المفرطة في ورش العمل والمصانع وهم يؤدون أعمالاً تتطلب مهارات منخفضة على وقع موسيقى صينية حزينة في الخلفية.
ويبدو كل "أمريكي" في الفيديو مكتئبًا ومنهكًا بسبب حجم العمل، مما يؤدي إلى تعزيز العديد من الصور النمطية حول أخلاقيات العمل في البلاد.
يتلاشى المقطع مع التقاط لقطة لشعار حملة ترامب، والذي يظهر "اجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
يركز المقطع الذي تبلغ مدته 32 ثانية على الوظائف النمطية في قطاع التصنيع التي انتقلت إلى الخارج في العقود القليلة الماضية، ولكنها قد تعود إلى الأراضي الأمريكية وسط جنون التعريفات الجمركية الذي فرضه ترامب.
بدأت الإهانات مثل هذا الفيديو تنتشر عبر الإنترنت وسط حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين، حيث هدد كل جانب الآخر بفرض رسوم باهظة على السلع المستوردة في الأيام الأخيرة.
إلى جانب الرسوم الجمركية الانتقامية، اندلعت حرب كلامية بعد أن زعم نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أن الاقتصاد الصيني يغذيه "الفلاحون" خلال مقابلة مع قناة فوكس نيوز الأسبوع الماضي.
تم نشر مقطع الفيديو المهين الذي يسخر من الأمريكيين بواسطة مستخدم يدعى Ben Lau TikTok يوم الاثنين.
حتى هذه اللحظة، لم يتم استخدام حساب TikTok الخاص بـ Lau بشكل كبير، حيث لم يتابعه سوى 1000 شخص وتم نشر ثلاثة مقاطع فيديو أخرى.
قام أحد مستخدمي موقع X بإعادة نشر الفيديو المثير للجدل وتمت مشاهدته بالفعل أكثر من خمسة ملايين مرة.
وعلق أحد المستخدمين على الفيديو قائلاً: "لن تعود الصناعات ذات المهارات المتدنية إلى الولايات المتحدة. ولن تعود الصناعات ذات المهارات العالية إلى الولايات المتحدة لأننا دمرنا التعليم ولا نملك القوى العاملة ذات المهارات العالية".
وقال مستخدم آخر: "ستصبح أمريكا أفقر دولة في العالم تحت حكم ترامب".
ومع ذلك، أطلق أحد المستخدمين نكتة قائلاً: "يمكن تصنيع ماكينة الخياطة هذه في الصين".
ويبدو أن التعليقات جاءت من مواطنين صينيين وأمريكيين يعارضون أجندة إدارة ترامب.
وفي دفاعه عن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، والتي تسببت بالفعل في هبوط حاد في بورصة وول ستريت بنحو 4000 نقطة خلال الأسبوع الماضي، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه فانس لشبكة فوكس نيوز يوم الخميس الماضي: "نحن نقترض المال من الفلاحين الصينيين لشراء الأشياء التي يصنعها هؤلاء الفلاحون الصينيون".
وتساءل نائب الرئيس:ما الذي جلبه الاقتصاد العالمي للولايات المتحدة الأمريكية؟ والجواب، في جوهره، هو أنه يقوم على مبدأين: تكبد ديون طائلة لشراء سلع تُنتجها دول أخرى لنا؟.
وفي يوم الثلاثاء، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان على تعليقات فانس خلال مؤتمر صحفي بشأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب.
وقال "من المدهش والمؤسف أن نسمع نائب الرئيس هذا يدلي بمثل هذه التصريحات الجاهلة وغير المحترمة".
في هذه الأثناء، صعد الرئيس ترامب من لهجته بشأن الحرب التجارية يوم الاثنين، متعهدا بفرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50% على الاقتصاد الصيني ما لم تقم الصين بإزالة ضريبة الاستيراد الانتقامية التي أعلنت عنها يوم الجمعة.
وهددت بكين بفرض رسوم جمركية بنسبة 34 % على السلع الأمريكية الداخلة إلى الصين ردًا على مبادرة ترامب بشأن التعريفات الجمركية العالمية.
وأعطى الرئيس الصيني مهلة حتى يوم أمس الثلاثاء للتراجع عن تهديدها بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% أو مواجهة إجراءات انتقامية.
وكتب ترامب على حسابه بموقع "تروث سوشيال": "إذا لم تسحب الصين زيادتها البالغة 34% فوق انتهاكاتها التجارية طويلة الأمد بحلول يوم أمس، 8 أبريل 2025، فإن الولايات المتحدة ستفرض رسوما جمركية إضافية على الصين بنسبة 50% اعتبارا من 9 أبريل 2025" .
وحذر الرئيس الأمريكي أيضا من أن المفاوضات والمحادثات التجارية مع الصين سوف تُلغى إذا رفضت التراجع.
تدور رحى الحرب على الوظائف في قطاع التصنيع، التي يسخر منها الميم الجديد، بين الولايات المتحدة والصين منذ ولاية الرئيس ترامب الأولى في منصبه.
ودعا ترامب باستمرار إلى فرض الرسوم الجمركية على السلع الصينية كاستراتيجية لإعادة وظائف التصنيع إلى الولايات المتحدة منذ عام 2017.
وتتمثل حجته الأساسية في أن الرسوم الجمركية تجعل الواردات الصينية أكثر تكلفة، وهو ما يحفز الشركات الأمريكية على إنتاج السلع محليا، وبالتالي خلق فرص العمل والحد من الاعتماد على العمالة الأجنبية.
ولكن وسائل التواصل الاجتماعي في الصين تسخر الآن من فكرة أن الأمريكيين سيكونون على استعداد لتولي هذه الوظائف التي تتطلب عمالة كثيفة.
جوجل نيوز
