عاجل
الأحد 12 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل| "كعب داير" .. غزة تحاصر الكيان الصهيوني في ملاعب أوروبا

ما بين ليلة صعبة ولت في العاصمة الهولندية وأياما أصعب تالية بالعاصمة الفرنسية باتت كرة القدم تفتج نيرانها علي الكيان الصهيوني داخل ملاعب القارة العجوز لترسل للجميع رسالة مفادها "لسنا بمعزل عما يفعله المجرمون ".



 

مظاهرات واحتجاجات وهتافات ضد إسرائيل تدوي في كل مكان وحول كل ملعب من أهم الساحات الرياضية في القارة العجوز كلها تناصر غزة ضد الكيان الصهيوني وما يرتكبه من مجازر.

 

ففي الأسبوع الأخير وحده كان "الكيان" حاضرا وبقوة في مرمي النيران في واقعتين مختلفتين الأولي بمباراة بالدوري الأوروبي "يوروبا لييج" بين فريق أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب والثانية مواجهة فرنسا ومنتخب إسرائيل في بطولة دوري الأمم الأوروبية.

 

ليلة أمستردام

ففي مساء الخميس الماضي كانت مباراة من المفترض أنها للمتعة كأغلب مواجهات الفرق الأوروبية ولكن لأن أحد طرفيها هو مكابي الإسرائيلي فهذا كفيل بجعلها مواجهة من الجحيم.

 

وتناقلت العديد من وسائل الإعلام العالمية ما حدث لكن ووفق القناة 12 الإسرائيلية نفسها فأن تسلسل الأحداث من قبل المواجهة يعكس ما فعله الإسرائيليون من استفزازات إذ ذكرت القناة أن مشجعي الفريق الإسرائيلي أقدموا على إنزال العلم الفلسطيني من أحد المباني وتمزيقه وهم في طريقهم للملعب ثم مقاطع مصورة انتشرت عبر "فيس بوك" تظهر ترديد مشجعين إسرائيليين شعارات معادية للعرب وفلسطين مما أدي لوقوع بعض الإشتباكات قبل المباراة .

 

وقبل انطلاق اللقاء مواقع نقلت مقاطع لرفض المشجعين الإسرائيليين الوقوف دقيقة حداد على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية وأشعلوا الألعاب النارية كرد فعل على موقف إسبانيا المعترف بدولة فلسطين والرافض للمجازر الإسرائيلية في غزة.

خلال المباراة رددت الجماهير الإسرائيلية عبارات تفتخر بتدمير المدارس وقتل الأطفال في غزة مع استمرار الهتافات المسئية للعرب .

هذه الرواية لم تكن لصحيفة عربية أو حتى عالمية بل من وسيلة إعلام إسرائيلية لتكشف ما حدث الأمر الذي كان كفيلا بإشعال الأجواء حيث اشتعل الشارع الهولندي بناء على تلك الاستفزازات وحدثت اشتباكات بين جمهور من أصول عربية ومناصرين للقضية الفلسطينية مع مشجعي الفريق الإسرائيلي.

والغريب أنه خلال الاحداث وبعدها يخرج كبار مسؤولي الكيان الصهيوني لينددوا بما حدث ويعتبرون الأمر معاد للسامية !

 

أيام باريس

وما كادت سخونة الأحداث تهدأ في أمستردام حتي إشتعلت جنوبا وتحديدا بعاصمة النور باريس حيث مواجهة منتخب الديوك الفرنسية وإسرائيل غدا بدوري الأمم الأوروبية.

فلم يكد يمر يوم منذ أكثر من أسبوع وحتي الأن إلا وتطالعنا وكالات الأنباء العالمية وكبار الصحف الأوروبية بأحداث أو قرارات تخص المباراة.

ذاك الاهتمام الإعلامي ليس لكون المباراة مهمة فمثلا المواجهة مجرد مباراة بدوري الأمم الأوروبية وهناك كرويا ما هو أقوي وأشري منها بنفس الجولة .. ولكن لإن طرفها هو الكيان الصهيوني الذي تحمل فرقه ومنتخباته معها المشاكل أينما حلت وإرتحلت.

ووسط نداءات جمعيات حقوق الإنسان والكثير من الأصوات المناهضة للمجازر الإسرائيلية خرجت السلطات الفرنسية قبل أيام لتؤكد علي إقامة المباراة في موعدها والأدهي إعلان حضور الرئيس الفرنسي نفسه إيمانويل ماكرون للمبارة .

هذا الأمر دفع الكثير من الجمعيات والمنظمات الحقوقية والرياضية الداعمة لغزة للرد بإرسال رسائل ومناشدات عن طريق الفيديو إلى لاعبي المنتخب الفرنسي تدعوهم إلى مقاطعة المباراة لاسيما وأنه بالفعل هناك عددا من لاعبي الديوك معروفين بمواقفهم تجاه ما تفعله إسرائيل وتحديدا الثنائي جويل كوندي الظهير الإيمن لفريق برشلونة الإسباني وعثمان ديمبيلي الجناح الهجومي لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي.

ورغم كل هذا تمضي باريس ولا تبالي في طريق إقامة المباراة بل وأعلنت تدابير خاصة من أجل خوض اللقاء حيث خرج لوران نونييز مدير شرطة باريس قبل 48 ساعة ليؤكد أنه سيتم تأمين المواجهة بـ 4000 من ضباط الشرطة والدرك واصفا المباراة بأنها "عالية الخطورة".

ثم أضاف أنه ستتم أيضاً تعبئة حوالي 1600 من رجال الأمن في الملعب كما ستشارك وحدة النخبة بالشرطة الفرنسية في تأمين المنتخب الإسرائيلي.

بل وتابع مدير شرطة باريس مؤكدا أنه سيتم حظر العلم الفلسطيني في الملعب قائلا "لا يمكن أن يكون هناك سوى أعلام فرنسية أو إسرائيلية ".

ومع كل هذا التأمين والإجراءات تعالت أصوات مسؤوليين إسرائيليين بالمناشدة لجماهيرها إلى تجنب حضور المباراة في سان دوني.. كما دعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجماهير عموما بعدم حضور المباريات الرياضية والفعاليات في الخارج خلال الفترة الحالية ".

 

الدورة الأولمبية

وما أشبه الليلة بالبارحة فما تشهده باريس الأن بسبب مباراة طرفها الكيان كأنه نسخة مكررة لما حدث قبيل وأثناء دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة والتي إحتضنتها عاصمة النور قبل أشهر قليلة.

وخرجت مظاهرات ومسيرات طالبت بعدم استقبال البعثة الإسرائيلية في الدورة الأولمبية بسبب جرائمها في حق غزة لدرجة دفعت وقتها سياسيين بارزين مثل النائب الفرنسي توما بورت ليقول خلال تجمع حاشد لدعم الفلسطينيين إن "الوفد الإسرائيلي غير مرحب به في باريس".. ثم خرج في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية منها "لو باريزيان" قائلا: "على الدبلوماسيين الفرنسيين الضغط على اللجنة الأولمبية الدولية لمنع رفع العلم الإسرائيلي وعزف النشيد ".

كل هذا وأكثر من الضجة أثارها مجرد مشاركة "الكيان" في دورة أولمبية ورغم ذلك جاء موقف الحكومة الفرنسية الرسمي ليرحب بأسرائيل حيث أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه وقتها أن الوفد الإسرائيلي "مرحب به" في باريس معتبرا أن دعوات عدم الترحيب بهم "غير مسؤولة وخطرة".

ليس هذا فحسب بل خلال فعاليات البطولة شهدت المشاركة الإسرائيلية إجراءات خاصة كبيرة ولعل مباريات المنتخب الإسرائيلي في منافسات كرة القدم كانت شاهدة علي ذلك.

فمثلا مواجهة الكيان مع منتخب مالي كانت تحدي أمني للشرطة الفرنسية وفق تصريحات مسؤوليها وتم تعزيز الملعب بمئات من عناصر الأمن وقبلها نقلت صحيفة "لو باريزيان" عن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان القول : "جاهزون لحماية الوفد الإسرائيلي بما يشمل الفريق الأولمبي والحكام وأعضاء اللجنة الأولمبية الإسرائيلية ".

كما خرجت رئيسة اللجنة الأولمبية الإسرائيلية يائيل عراد لترد على دعوات إقصاء إسرائيل من الأولمبياد قائلة " وصول 88 رياضيا إسرائيليا إلى الأولمبياد هو انتصار".

 

مواجهات بالغرف المغلقة

لا ننسي ما خرج به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا) قبل أقل من 48 ساعة معلنا نقل مباراة بشكتاش التركي ومكابي تل أبيب الإسرائيلي المقررة في 28 نوفمبر الحالي إلي المجر حيث قررت الحكومة التركية عدم استضافتها.

وكشفت وسائل إعلام أوروبية أن المجر هي الدولة الوحيدة التي وافقت علي استضافة المباراة علي أن تقام بدون جمهور.

تلك الواقعة ليست الأولي بل سبقها عشرات مثلها لفرق ومنتخبات إسرائيلية بالكاد تجد من يستضيف مبارياتها ناهيك عن ما يصاحبه ذلك من أزمات ومشاكل وسط مواقف مناهضة تزداد قوة يوما بعد الأخر تجاه مشاركة فرق الكيان ومنتخباته بأي فعالية رياضية داخل الأراضي الأوروبية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز