بعد الفيضانات.. إسبانيا تنشر آلاف الجنود الإضافيين في فالنسيا
وكالات
أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، اليوم الأحد، نشر 10 آلاف جندي وشرطي إضافي في منطقة فالنسيا التي دمّرتها فيضانات، أسفرت عن 213 قتيلًا على الأقل.
وبدا الأمل بالعثور على ناجين بعد أكثر من 3 أيام على إغراق المياه الموحلة البلدات وتدميرها البنى التحتية، ضئيلًا إثر الكارثة الأكثر فتكًا في إسبانيا منذ عقود.
وسُجّل جميع القتلى تقريبًا في منطقة فالنسيا الشرقية، حيث عمل آلاف الجنود وعناصر الشرطة وقوات الحرس المدني على إزالة الركام والوحول بحثًا عن جثث.
وأفاد سانشيز في خطاب متلفز بأن الكارثة هي الفيضان الثاني الأكثر فتكًا في أوروبا هذا القرن، وأعلن عن زيادة هائلة في عدد عناصر الأمن المكرّسين لأنشطة الإغاثة.
وقال إنَّ الحكومة وافقت على طلب رئيس إقليم فالنسيا إرسال 5 آلاف جندي إضافي وأبلغه بنشر 5 آلاف عنصر من الشرطة وقوات الحرس المدني.
ولفت إلى أنّ إسبانيا تنفّذ أكبر عملية انتشار لعناصر الجيش والأمن في أوقات السلام.
مزيد من القتلى وتتمثل الأولوية في إعادة فرض النظام وتوزيع المساعدات في البلدات والقرى المدمّرة والتي قطعت عنها إمدادات الغذاء والمياه والطاقة مدى أيام.
وتعرّضت السلطات لانتقادات واسعة بشأن مدى كفاية أنظمة التحذير قبل الفيضانات واشتكى بعض السكان من أن الاستجابة للكارثة كانت بطيئة جدًا.
وقال سانشيز: "أدرك أن الاستجابة ليست كافية، هناك مشكلات ونقص شديد.. بلدات دفنتها الوحول وأشخاص يائسون يبحثون عن أقاربهم علينا تحسين أدائنا".
وفي بلدتي الفافار وسيذافي، لم ير مراسلو "فرانس برس" أي جنود، بينما أزال السكان الوحول من منازلهم فيما ضخ عناصر الإطفاء المياه من المرائب والأنفاق.
وقال ماريو سيلفستر (86 عامًا)، وهو أحد سكان شيفا، حيث أثارت الحفر الضخمة التي خلفتها الفيضانات مخاوف من انهيار المباني، إن السياسيين يقدمون وعودًا كثيرة ستأتي المساعدة عندما تأتي.
قيّدت السلطات في فالنسيا إمكان الوصول إلى الطرق مدى يومين للسماح لفرق الطوارئ بتنفيذ عمليات لوجستية وللبحث والإنقاذ بشكل أكثر فعالية، وأفاد مسؤولون بأن عشرات الأشخاص ما زالوا مفقودين.
وقال وزير الداخلية فرناندو جراندي-مارلاسكا الجمعة لإذاعة "كادينا سير" إنه "من المنطقي" توقع ارتفاع عدد القتلى.
لكن ما زال من الصعب تحديد العدد الفعلي؛ نظرًا إلى الأضرار البالغة التي لحقت بشبكات الاتصال والنقل.
وأكد سانشيز أن الكهرباء عادت إلى 94% من المنازل التي عانت انقطاعات وأنه تم إصلاح حوالي نصف خطوط الهواتف المقطوعة.
وأعيد فتح بعض الطرق السريعة لكن سيكون صعبًا الوصول إلى مناطق معيّنة برًا قبل أسابيع، بحسب ما أفاد وزير النقل أوسكار بوينتي لصحيفة "إل بايس".
وخرج آلاف الإسبان الذين جَرّوا عربات تسوّق وحملوا معدات تنظيف إلى الشوارع الجمعة للمساعدة في جهود التعافي.
وذكرت نائبة المسؤول عن منطقة فالنسيا سوزانا كاماريرو أن بعض البلديات حصلت على كم هائل "المواد الغذائية".
وتواصل التحرك السبت، إذ خرج حوالي ألف شخص من مدينة فالنسيا الساحلية باتّجاه بلدات قريبة دمّرتها الفيضانات، وفق ما شاهد مراسل فرانس برس.
وحضّت السُلطات السكان على ملازمة منازلهم تجنّبًا للازدحام المروري الذي من شأنه عرقلة عمل أجهزة الطوارئ.
وتشكّلت العاصفة التي تسببت بالفيضانات مع تحرّك الهواء البارد فوق المياه الدافئة في المتوسط، وهو أمر معتاد في هذا الوقت من العام.
لكنّ علماء يحذّرون من أن تغيّر المناخ المدفوع بالنشاط البشري يزيد من شدّة ظواهر الطقس الحادة ومن مدّتها وتكرارها.