عاجل| توابع جائزة الكرة الذهبية.. تفاصيل رحلة على عكازين إلى المجد
شيماء حلمي
مع غروب الشمس في ليلة تاريخية في باريس، أضيف فصل جديد إلى الإرث الرائع لجائزة الكرة الذهبية ، حيث يقف رودري هيرنانديز لاعب مانشستر سيتي الآن شامخًا بين نخبة كرة القدم.
وأصبح لاعب الوسط، الذي ظهر كواحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في اللعبة، أول لاعب في تاريخ ناديه يحصل على هذه الجائزة المرموقة، التي تُمنح لأفضل لاعب كرة قدم في العام.
بالنسبة للاعب رودري، كانت ليلة فخر ليس فقط لنفسه ولكن لعائلته وناديه وبلاده.
لم يكن صعود رودري إلى الشهرة في مجال الكرة الذهبية مجرد قصة تألق فردي بل انتصار جماعي. ففي موسم لم يغب فيه سوى عن مباراة واحدة في جميع المسابقات، كان تأثير اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا محسوسًا في كل ركن من أركان عالم كرة القدم. فقد قاد إسبانيا إلى الفوز في بطولة أوروبا 2024، وأضاف كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية إلى خزانة ألقاب مانشستر سيتي الممتلئة، متوجًا عامًا لا يُنسى.
كان الحدث الرئيسي في تلك الليلة هو صعود رودري على المسرح، وإن كان باستخدام العكازات بعد إصابته في الرباط الصليبي مؤخرًا، لقبول الجائزة بتواضع شديد.
وقال بعاطفة واضحة: "هذا ليس انتصارًا لي وحدي، بل لكرة القدم الإسبانية".
وأهدى رودري فوزه للاعبي خط الوسط الإسبان الأسطوريين الذين سبقوه، بما في ذلك أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، اللذين ساعد تألقهما في تحديد جوهر كرة القدم الإسبانية.
وبينما جلب فوز رودري الفرحة، إلا أنه ترك وفد ريال مدريد غائبًا بشكل ملحوظ، احتجاجًا على عدم فوز نجمهم فينيسيوس جونيور بالجائزة.
ومع ذلك، حتى في غيابهم، تم الاعتراف بأصداء نجاح ريال مدريد، حيث حصل النادي على لقب نادي العام، وتم تكريم كارلو أنشيلوتي كأفضل مدرب للرجال في العام.
على الرغم من غياب ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو عن قائمة المرشحين للمرة الأولى منذ عام 2003 ، إلا أن حفل الكرة الذهبية بدا وكأنه احتفال بالحرس الجديد. تشير جائزة رودري إلى وصول الجيل القادم ونوع جديد من النجوم الذين يقدرون نجاح الفريق على الجوائز الفردية.
فوز رودري يضع لاعبي خط الوسط في دائرة الضوء.. تكريم لأبطال اللعبة المجهولين
لا يقتصر تأثير رودري على أرقامه التهديفية. فقد سجل تسعة أهداف في الموسم الماضي، وهو أعلى رقم في مسيرته، بما في ذلك هدف حاسم في فوز مانشستر سيتي على وست هام ، وهو الفوز الذي ضمن له اللقب.
ولكن أسلوب لعبه يعتمد أكثر على الحضور والتنظيم من خط الوسط، حيث كان دوره كلاعب خط وسط دفاعي لا غنى عنه.
كما فاز الدولي الإسباني بجائزة أفضل لاعب في بطولة أوروبا ، على الرغم من اضطراره للخروج من المباراة النهائية مبكرًا بسبب الإصابة. وقد أظهر وجوده في الفريق وأدائه المغير لنتائج المباريات طوال البطولة قيمته للمنتخب الإسباني، مما عزز سمعته كواحد من أكثر اللاعبين موثوقية في هذه الرياضة.
وبالنسبة لرودري، كان التكريم بمثابة لحظة ظهور للاعبي خط الوسط في كل مكان، وقال : "اليوم، أخبرني العديد من الأصدقاء أن كرة القدم فازت، لأنها أعطت الرؤية للعديد من لاعبي خط الوسط الذين يعملون في الظل".
وقد جعله أسلوبه البسيط وعزيمته الهادئة والتزامه بالقيم خارج اللعبة قدوة داخل وخارج الملعب.
وبحديثه عن إصابته في الرباط الصليبي، والتي ستجعله خارج الملاعب حتى نهاية الموسم، ظل رودري متفائلًا. وقال بصوت ثابت: "أركز على الاعتناء بنفسي والاستمتاع بالوقت مع العائلة والعودة أقوى".
وفي الوقت الحالي، ينصب تركيزه على التعافي، لكن رحلته إلى جائزة الكرة الذهبية تركت بالفعل علامة لا تمحى على أكبر مسرح لكرة القدم.