وسائل الإعلام في عصر التريندات.. صـراع القيم والأربـاح
د. محمد البحراوي: التغطيات الإعلامية تأثرت بتريندات السوشيال ميديا..والتعايش معها يتطلب رؤية مهنية تنبض بالتحدي
داليا عبد المعز
الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، لبوابة روزاليوسف:
-التغطيات الإعلامية تأثرت بشكل كبير بالتريندات التي غالبًا ما تفتقر إلى العمق والقيمة الإخبارية.
-التريندات تؤثر بقوة على الرأي العام، لكنها في كثير من الأحيان تتعارض مع مصالحه الحقيقية.
-تحقيق المنفعة هو الدافع الرئيسي لاهتمام وسائل الإعلام بتريندات السوشيال ميديا.
-تفاعل الجمهور مع التريندات يسهم في انتشارها وتصدرها المشهد الإعلامي.
-يمكن لوسائل الإعلام أن تستفيد من التريندات بشكل إيجابي، إذا تم توظيفها لإضافة قيمة حقيقية.
-التريندات ستظل جزءًا من المشهد الإعلامي، والحل في التعامل الرشيد معها.
-الجيل الجديد من الصحفيين يحتاج إلى رؤية شاملة تجمع بين المهارات التقنية والفهم العميق للمسؤولية الاجتماعية .
في ظل التحولات المتسارعة التي تشهدها الساحة الإعلامية، تبرز ظاهرة المحتوى الرائج، أو ما يعرف بـ” التريند” كقضية محورية تثير قلقًا متزايدًا حول تأثيرها على وعي المجتمع وتشكيل اهتماماته. ففي الوقت الذي تستحق فيه الأحداث القومية والمناسبات التاريخية أن تتبوأ صدارة المشهد الإعلامي، نجد أن بريق المحتوى الرائج، بما يحتويه من قضايا أقل أهمية، هو الذي يخطف الأضواء، ويستحوذ على القدر الأكبر من اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام على حد سواء، بينما تبقى القضايا ذات القيمة الحقيقة في الظل.!
ويُعد ما حدث في ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر هذا العام خير شاهد، حيث مرت الذكرى الوطنية المجيدة على استحياء، في ظل غياب ملحوظ للاهتمام الإعلامي والجماهيري الذي تستحقه، إذ تراجعت إلى الخلف، تاركة الساحة لسيطرة تريند 'بيع المطعم الشهير'، الذي استحوذ على نصيب الأسد من التغطية الإعلامية والمتابعة الجماهيرية.
لقد تصدر تريند بيع المطعم، وصراعات صاحبه التجارية، على حساب ذكرى العبور العظيم. محققًا انتشارًا هائلًا بين الجماهير، الذين لم يشغلهم سوى متابعة أحداث هذا التريند، والتكهنات حول حقيقة ما يجري: هل هو صادق أم كاذب؟ هل جمع ثروته بطرق مشروعة؟ ولماذا كانت الدموع في عينيه؟ إذا هو صادق !. أسئلة وأحاديث لا تنتهي، ألهتنا دون أن نشعر عن الاحتفاء بذكرى عظيمة في تاريخنا.
وهنا تبرز تساؤلات عديدة: كيف تسللت هذه التريندات إلى وعينا الجمعي بهذه القوة، حتى حولت اهتماماتنا بعيدًا عن مناسباتنا القومية وقضايانا المصيرية؟ وهل بات المحتوى الرائج خطرًا يهدد هويتنا الوطنية، ويمحو ذاكرتنا الجماعية؟ وكيف يمكن لنا أن نخلق جيلًا واعيًا بتاريخه، مُدركًا لحاضره، في وقت تهيمن فيه التفاهات على المشهد وتغيب فيه الأولويات الحقيقية؟.
وللإجابة على هذه التساؤلات وغيرها، أجرت بوابة روزاليوسف هذا الحوار مع الدكتور محمد البحراوي، أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، الذي أكد على إن التريندات غالبًا ما تطغى على القضايا الأكثر أهمية، خاصة تلك المتعلقة بالمناسبات القومية والوطنية والدينية. وأضاف أن اهتمام الجمهور بالتريندات التي غالبًا ما تكون ذات قيمة سطحية أو لحظية يفوق بكثير اهتمامهم بالمناسبات التاريخية أو الثقافية، ما يؤدي إلى تراجع هذه القضايا المهمة في التغطية الإعلامية.
وإلى نص الحوار:
- مع انتشار مفهوم "اقتصاد الانتباه" في الدراسات الإعلامية الحديثة، حيث يشير إلى القيمة المتزايدة لانتباه الأفراد في عالم يتسم بتدفق هائل في المعلومات. كيف ترى التحول الذي شهدته وسائل الإعلام من التركيز على المحتوى الجاد والمفيد إلى الاهتمام بالتريندات والمحتوى الرائج ؟
-يعتمد مفهوم "اقتصاد الانتباه" في الدراسات الإعلامية الحديثة على اعتبار انتباه الجمهور سلعة ذات قيمة تجارية، تتنافس وسائل الإعلام المختلفة على الفوز بها. وعليه، تسعى وسائل الإعلام إلى جذب انتباه الجمهور من خلال تقديم محتوى يجذب المشاهدات والتفاعلات، مما يتيح لها تحقيق أرباح مالية تُعزز من استقرارها الاقتصادي. هذا ما يفسر التحول الكبير الذي شهدته وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، حيث أصبح التركيز منصبًا على المحتويات الرائجة أو "التريندات" التي تنتشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، بغض النظر عن قيمتها أو عمقها. وأصبح هدفها الرئيسي هو استقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين لزيادة الأرباح، حتى وإن كان ذلك على حساب تقديم محتوى ذي فائدة حقيقية.
وبالتالي، في ظل ما يسمى باقتصاد الانتباه، أصبح نجاح العديد من المنصات الإعلامية يعتمد بشكل متزايد على قدرتها على الحفاظ على انتباه الجمهور لفترات طويلة، وذلك من خلال استراتيجيات جذب الانتباه المتنوعة مثل استخدام العناوين المثيرة، والتريندات، والأساليب البصرية الجذابة، بهدف تحقيق أكبر قدر من التفاعل والاهتمام مما يؤدي إلى زيادة العائدات الإعلانية.
- في رأيك، كيف انعكس هذا التحول على نوعية المحتويات المقدمة في وسائل الإعلام؟ وما تأثيره على أولويات التغطية الإعلامية للأحداث والقضايا المهمة؟
أرى أن هذا التحول أثر بشكل كبير على نوعية المحتويات المقدمة في وسائل الإعلام، حيث تأثرت التغطيات الإعلامية بالمحتويات الرائجة أو الـ"تريندات" التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير. وللأسف، غالبًا ما تكون هذه المحتويات سطحية وتافهة، ولا تحمل أي قيمة إخبارية حقيقية. حتى أن بعض المواقع الإخبارية خصصت أقسامًا خاصة لمتابعة هذه التريندات، وأصبحت تهتم بتغطيتها عبر الفيديوهات المباشرة أو المسجلة، إلى جانب التقارير المكتوبة والمصممة وفق قواعد تحسين محركات البحث (SEO) لضمان انتشارها بشكل أسرع. ومع ذلك، لا يعني هذا أن الصحافة خلت تمامًا من المحتويات الجادة، لكنها أصبحت أقل جذبًا لاهتمام الجمهور الذي بات يميل بشكل أكبر نحو المحتويات الرائجة، على حساب الحوارات الفكرية والثقافية العميقة.
- هل ترى أن التريند يمكن أن يصبح أداة تستخدمها وسائل الإعلام لإلهاء الجمهور وتوجيه اهتمامه بعيدًا عن القضايا المهمة؟ وإلى أي مدى يمكن اعتبار التريند وسيلة فعّالة للتأثير على الرأي العام؟
لاشك أن التريندات تُعد من الأدوات القوية التي تؤثر على الرأي العام، وللأسف، الكثير من هذه التريندات تؤثر سلبًا، لأنها في الغالب تتعارض مصالح الرأي العام بدلاً من دعمها. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام تلعب دورًا ملحوظًا في انتشار التريندات وتعزيز تفاعل الجمهور معها، إلا أنها ليست المصدر الوحيد لها. فالجمهور نفسه يمكن أن يكون صانعًا للتريند، وقد تكون الظروف المحيطة والأحداث هي الدافع وراء ظهور تريندات معينة. كما أن هناك تريندات يتم الترويج لها من قبل جهات خفية عبر ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني" بهدف تضليل الجمهور وإشغاله عن القضايا الحقيقية، وترويج شائعات تخدم أجندات خاصة. بالتالي، يمكن القول إنه سواء كانت التريندات إيجابية أو سلبية، فهي قد تُستخدم للتأثير على الجمهور وتوجيه اهتماماته، مما يجعلها أداة فعّالة لتشكيل الرأي العام
- ما الذي يدفع وسائل الإعلام للاهتمام الكبير والمبالغ فيه أحيانًا بالتريندات المنتشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي؟ وهل تعتقد أن تلك االمنصات أصبحت تفرض أجندتها على الإعلام التقليدي في الوقت الراهن؟
تعد المنفعة المحرك الأساسي الذي يدفع وسائل الإعلام للتركيز على التريندات والمحتويات الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي. وتتجلى هذه المنفعة في جذب أكبر عدد من المتابعين وزيادة العوائد المادية. وفي ظل هذا الواقع، فرضت وسائل التواصل الاجتماعي أجندتها بقوة على الإعلام التقليدي، وأصبح تأثيرها جليًا. فالإعلام التقليدي، إذا تجاهل نشر ما هو شائع على السوشيال ميديا، قد يفقد جزءًا كبيرًا من جمهوره. لذا، نجد أن وسائل الإعلام تتابع هذه المحتويات وتغطيها بطرق متعددة مثل البث المباشر والفيديوهات المسجلة والمقالات المكتوبة، حرصًا على إشباع رغبة الجمهور المتعطش لمعرفة كل ما هو جديد وغير مألوف.
لكن من المهم أن ندرك أن تركيز وسائل الإعلام على التريندات قد يؤثر سلبًا على جودة المحتوى الإعلامي، خاصة إذا انصب الاهتمام على الإثارة على حساب التحليل العميق والمفيد. لذلك، يجب على وسائل الإعلام أن تتناول التريندات من زوايا إيجابية ومبنية على قيم ومعايير مهنية، تضمن تقديم محتوى يخدم الجمهور وليس مجرد اجتذاب اهتمامه.
في النهاية، تتحمل وسائل الإعلام مسؤولية اجتماعية تجاه جمهورها. فهي ليست مجرد ناقل للمحتوى الرائج، بل هي أيضًا صانع للوعي والتوجهات، لذا عليها أن تحرص على تقديم محتوى يعزز الثقافة والمعرفة بدلاً من الترويج لمحتويات سطحية.
-هل ترى أن وسائل الإعلام تسهم بشكل غير مباشر في تقليل وعي الجمهور بالقضايا المهمة، خاصة المناسبات الوطنية والدينية، عندما تركز على التريندات السطحية؟ وكيف يؤثر هذا على وعي الجيل الجديد بقضاياه الأساسية وتاريخه؟
بالتأكيد، وسائل الإعلام تسهم بشكل غير مباشر، وأحيانًا بشكل مباشر ومتعمد، في تراجع وعي الجمهور بالقضايا الجوهرية والمهمة. فقد بات التركيز المفرط لوسائل الإعلام المختلفة، بما فيها الصحف الإلكترونية، على التريندات، التي في معظم الأحيان تكون غير جادة ولا تستحق المتابعة، يأتي على حساب تغطية المحتويات الوطنية، القومية، والدينية. وبالتالي، أصبح هذا التوجه يصرف انتباه الجمهور عن تلك القضايا التي تعزز من حسهم الوطني والقومي والديني. وما شهدناه في ذكرى انتصارات السادس من أكتوبر هو مثال حيّ على هذا التوجه. فقد مرت علينا تلك الذكرى المجيدة بينما كانت وسائل الإعلام والجمهور غارقين في دوامة التريندات، حيث انشغل الإعلام بتغطية تريند بيع المطعم الشهير. واستحوذت أخباره على اهتمام أغلب المواقع الإخبارية، حتى طغت على ذكرى الانتصار العظيم لقواتنا المسلحة.
وما حدث أيضًا في ذكرى المولد النبوي الشريف ليس ببعيد، حينما انشغلت المواقع الإخبارية بتريند وفاة كلب الفنان المشهور، وما تبعه من جدل بين رجال الدين حول مشروعية تعزية الفنان. لقد طغت هذه الأحداث السطحية على تلك المناسبات العظيمة، مما قلل من حجم الاحتفاء بها وأضعف تأثيرها. وبالتالي، أرى أن هذا النهج المتكرر من التركيز على التريندات السطحية، يُسهم مع مرور الوقت في خلق جيل غير واعٍ بتاريخ وطنه وقضاياه المحورية.
- إلى أي مدى تعتقد أن الجمهور يتحمل جزءًا من المسؤولية في انتشار التريندات السطحية، من خلال تفاعله الكبير معها وتفضيله لها على المحتويات الجادة؟ وكيف يمكن تعزيز وعي الجمهور بأهمية متابعة المحتوى القيمي؟
لا يمكن تحميل الجمهور وحده المسؤولية الكاملة عن انتشار التريندات التافهة، ولكنه بلا شك يتحمل جزءًا منها. فالجمهور يسهم بشكل كبير في انتشار هذه التريندات عندما يتفاعل معها ويشاركها مع الآخرين. وفي كثير من الأحيان، يحدث هذا دون قصد؛ فعندما يتفاعل الجمهور مع التريند، حتى إذا كان هذا التفاعل معارضًا أو ناقدًا، كأن يكتب تعليقًا يعارض فيه المحتوى أو يشارك التريند للتحذير منه، فإنه بذلك يُسهم في زيادة انتشاره، معتقدًا أنه يؤدي دورًا إيجابيًا.
لذلك، أرى أن الجمهور يتحمل مسؤولية كبيرة في الحد من انتشار التريندات السلبية، وذلك من خلال عدم التفاعل معها بأي شكل، سواء بالتعليقات أو بالمشاركة. وبدلاً من ذلك، عليه التركيز على دعم المحتوى القيم والمفيد. فهو بذلك، يحمي نفسه من الوقوع في فخ التريندات السطحية، ويُسهم في تقليل انتشارها .
ولتعزيز الوعي الجمعي بأهمية الأحداث الوطنية والثقافية، يجب على وسائل الإعلام وكذلك الهيئات الحكومية والمنظمات الوطنية إبراز هذه المناسبات بطرق مبتكرة وجذابة، وذلك لتوجيه انتباه الجمهور نحو تلك القضايا المهمة. هذا بالإضافة إلى دعم إنتاج محتويات تركز على القيم الإنسانية والثقافية، مما يسهم في تكوين جيل واعٍ قادر على التفرقة بين المحتوى المفيد وغير المفيد.
- كيف يمكن لوسائل الإعلام في الوقت الحالي أن توازن بين تحقيق الربحية من خلال التريندات والوسائط الحديثة، وبين الالتزام بالمعايير المهنية وتقديم تغطية موضوعية وعميقة للأحداث الوطنية والقضايا الجوهرية، خاصة في ظل التحديات المتمثلة في الانخراط مع اهتمامات مستخدمي السوشيال ميديا والتنافس مع المواقع الأخرى؟
تحقيق التوازن في توظيف التريندات ليس بالمهمة السهلة، ولكنه ليس مستحيلاً. فليس من الخطأ أن تستفيد وسائل الإعلام من المحتويات الرائجة على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا تم توظيفها بشكل إيجابي يضيف قيمة حقيقية. لذا أرى أن الحل يكمن في تحويل القضايا المهمة إلى تريندات مؤثرة، والعمل على خلق محتويات مفيدة بدلاً من تلك السطحية التي تفتقر إلى القيمة. فمحاربة التريند الهابط لا تكون إلا من خلال التريند الهادف.
-لكن السؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكن لوسائل الإعلام جذب انتباه الجمهور إلى القضايا الجادة في ظل سيطرة المحتويات التافهة من قبل أجندة مواقع التواصل الاجتماعي؟
الحل يكمن في تطوير وسائل الإعلام لأدواتها باستمرار، بما يتناسب مع جمهور العصر الرقمي. ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام لغة بسيطة وسلسة، والتركيز على الوسائط البصرية مثل الفيديو، سواء كان بثًا مباشرًا أو مسجلًا، إلى جانب الاهتمام بالإنفوجرافيك والفيديوجراف والبودكاست وغيرها من الوسائط الحديثة التي يفضلها الجمهور. كما يتعين على وسائل الإعلام تعزيز حضورها وجاذبيتها على صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، مما يسهم في لفت انتباه الجمهور إلى الموضوعات الجادة والمهمة التي تقدمها، بما فيها القضايا المتعلقة بالهوية الوطنية، الثقافية، والدينية.
- مع التطور التكنولوجي المتسارع، كيف تتوقع أن يتغير المشهد الإعلامي في السنوات القادمة، هل سيظل التريند المحرك الرئيسي للصحافة أم هناك فرصة لعودة الصحافة الجادة إلى الواجهة بشكل يتناسب مع اهتمامات الجمهور؟
التريند سيبقى حاضرًا بلا شك، وتتمثل الفرصة لعودة الصحافة الجادة في التعامل الرشيد مع التريندات، من خلال التركيز على إبراز التريندات الإيجابية التي تثير اهتمام الجمهور. مع اختيار زاوية معالجة فريدة تقدم قيمة مضافة، وتُسهم في تقديم حلول ضمن التريند المتداول.
- في النهاية، ما دور الأكاديميين والمؤسسات التعليمية في توجيه الجيل الجديد من الصحفيين والإعلاميين نحو التركيز على المحتوى الجاد والابتعاد عن الانجراف وراء التريندات؟
لا شك أن للأكاديميين دورًا محوريًا في توجيه الجيل الجديد من الإعلاميين والصحفيين، وذلك عبر تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بما يتناسب مع التحولات السريعة في الساحة الإعلامية. وتشمل هذه المناهج دراسة تقنيات الإعلام المتعدد الوسائط (كروس ميديا)، وصحافة البودكاست، وصحافة البيانات، وغيرها، وذلك لتمكين الصحفيين من تقديم تغطيات متنوعة تواكب احتياجات الجمهور العصري.
إلى جانب ذلك، تأتي أهمية تدريس التشريعات الإعلامية لتزويد الصحفيين بفهم قانوني وإطار أخلاقي لعملهم. كما يجب تسليط الضوء على قضايا الغزو الثقافي، وكيف يمكن الحفاظ على الهوية العربية والمصرية وسط العولمة الثقافية المتسارعة. وضرورة إرساء مناهج تُعزز انتماء الجيل الجديد لوطنه وتغرس فيه روح الوطنية.
إن إعداد جيل من الصحفيين يركز على المحتوى الجاد ويتقن استخدام الأدوات الإعلامية الجاذبة هو أمر بالغ الأهمية لمواجهة تحديات الإعلام الحديث. حيث يحتاج هذا الجيل إلى رؤية شاملة تجمع بين مهارات التقنية المتطورة والفهم العميق للمسؤوليات الاجتماعية والثقافية، ليكون قادرًا على تقديم محتوى يُسهم في بناء المجتمع، ويواكب طموحات الجمهور في العالم الرقمي.