بعد حادث الجلالة
إجراءات عاجلة لحل مشاكل سكن ومواصلات طلاب الجامعات الأهلية
شيماء عدلى
كشفت الإحصاءات الأخيرة لوزارة التعليم العالى والبحث العلمي، عن تواجد 20 جامعة أهلية ، ونحو 200 كلية بتلك الجامعات تقدم برامج تعليمية متطورة، مع ما يزيد على 410 برامج بينية، ومن المنتظر أن تنطلق 7 جامعات أهلية جديدة بحلول عام 2025، إذ إن العام الأكاديمى 2021/2022 شهد تسجيل نحو 8000 طالب وطالبة.
ارتفع ذلك العدد فى 2022/2023 إلى 21 ألف طالب وطالبة، بينما بلغ عدد الملتحقين فى العام الدراسى 2023/2024 أكثر من 42 ألف طالب وطالبة، ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المقبولين هذا العام ليصل إلى 60 ألف طالب وطالبة، ليصل عدد الطلاب الملتحقين بالجامعات الأهلية والأهلية الدولية والأهلية المنبثقة من الجامعات الحكومية ما يزيد على 150 ألف طالب وطالبة.
اللافت للنظر، أنه منذ انطلاق الجامعات الأهلية، لم تظهر شائبة واحدة تخص هذه الجامعات سوى زيادة أعداد الطلاب بقوائم الانتظار، وصعوبة الالتحاق بها، خاصة فى كليات القطاع الطبي، حيث حازت هذه الجامعات على ثقة المجتمع الأكاديمى والطلابى، ونجحت فى جذب جامعات دولية كبرى تعمل بالشراكة معها تحت مسمى درجات مشتركة أو شراكة، لكنها جميعها تقع فى صالح الطالب المصري.
وعلى الرغم من وقوع حادث طلاب جامعة الجلالة، الذي أودى بحياة عدد من الطلاب، ولا يزال 7 طلاب فى مرحلة العلاج، إلا أن الحادث كان كاشفًا لوجود بعض المشكلات التي تتطلب تدخلًا عاجلًا وإجراءات سريعة لحل مشكلات الطلاب، التي تمثلت فى إشكاليات فى السكن الجامعى والمواصلات وتتلخص فى الجامعات الأهلية الدولية «سلمان – العلمين – الجلالة - المنصورة الأهلية» بينما تتواجد الجامعات الأهلية المنبثقة من الجامعات الحكومية فى مقرات آمنة داخل المدن وتخدمها شبكة مواصلات كبرى أسوة بالجامعات الحكومية.
ومنذ وقوع الحادث، تعيش أروقة وزارة التعليم العالي، وإدارة جامعة الجلالة، ومسؤولى مستشفى السويس، وهيئة القوات المسلحة حالة من الانتباه والاجتماعات المتواصلة للتدخل السريع لحل المشكلة واحتواء الأزمة من جذورها، وليس فقط تقديم العلاج للمصابين، لكن احتواء مشكلات الطلاب.
من جانبه، أقر مجلس أمناء جامعة الجلالة، بتحمل نفقة العلاج للطلاب المتضررين دون التقيد بالحد الأقصى للتغطية التأمينية للطلاب، من حادث انقلاب الأتوبيس على طريق «الجلالة - الزعفرانة»، تشكيل فريق دعم صحي ونفسى ودراسى لحالات المصابين، نظرًا لأن آثار ما بعد الصدمة قد تؤثر على أدائهم الدراسى بعد تلك اللحظات العصيبة، فضلًا عن تقديم منحة بنسبة 50٪ لكل المصابين بالحادث، وذلك حتى تمام التخرج، توفير وسيلة نقل آمنة عاجلة للمقيمين فى قرية بورتو من وإلى الجامعة دون أى أعباء مالية، حتى يتم توفير سكن لهم فى مدينة الجلالة.
وقرر أيضًا، دعم طلاب الجامعة نفسيًا فى مواجهة مصابنا الأليم، وتحليل طلباتهم المشروعة وتنفيذ ما يقع فى نطاق صلاحيات إدارة الجامعة على الفور، وزيادة التوعية بين الطلاب حول مخاطر استخدام باصات غير آمنة، ومناشدة الطلاب لاستخدام وسائل النقل الرسمية المراقب عليها، مع توفير جميع السبل التي تضمن راحة وسلامة الطلاب على الطريق، ودراسة التوسع فى السكن الجامعى فى مدينة الجلالة ليشمل الجميع، وذلك بالتعاون مع الجهات المسؤولة.
ووصل عدد الطلاب فى جامعة الجلالة 12 ألف طالب، وبدأت الجامعة بـ 600 سرير فقط، وتم مضاعفتها حتى 4700 سرير حتى الآن مقسمين ما بين 1700 سرير داخل السكن التابع للجامعة و300 سرير فى أحد المنتجعات وحاليًا يجرى تجهيز حى سكنى راق يضم 2500 سرير، مع إنشاء أحد الأحياء الأخرى لزيادة 3000 سرير آخر وسنتسلمها فى أغسطس 2025، لتصل عدد الأسرّة إلى ما يقرب من 10 آلاف سرير، إضافة إلى زيادة خطوط الحافلات التي تعاقدت معها الجامعة.
وتقوم القوات المسلحة حاليًا بالتعاون مع وزارة التعليم العالى ومحافظة السويس، لبناء وحدة طبية للطوارئ بالجامعة للتدخل السريع فى الحوادث الطارئة، وتعمل الجامعة على زيادة عربات الإسعاف داخل مدينة الجلالة.
فى سياق متصل، شددت وزارة التعليم العالى والبحث العلمي، على جميع إدارات الجامعات الأهلية، بضرورة متابعة انتظام الدراسة بالكليات، ومتابعة انتظام السائقين بدءًا من الالتزام بخط السير، والسرعة المقررة والالتزام بقوانين المرور، إلى جانب متابعة الطلاب القاطنين فى المدن الجامعية نفسيًا واجتماعيًا، وضرورة تأكيد توافر عربات إسعاف متمركزة فى الجامعات، مشيرة إلى أنه تم التعاون مع وزارة الصحة للتنسيق بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات الصحة لعلاج أى حالات مرضية بالجامعات الأهلية.
وتوفر الجامعات الأهلية الدولية سكنًا للطلاب داخل الحرم الجامعى يدار بواسطة شركة متخصصة بجامعتى الجلالة وسلمان، وتتعاقد من جهات قريبة من الجامعة فى جامعة العلمين، وتوفر الجامعة مطعمًا وكافتيريا داخل الحرم الجامعى يدار بطريقة احترافية بواسطة شركات متخصصة.
وتقدم الجامعات الأهلية الدولية، خدمة السكن الطلابى المميز، وذلك نظرًا لنشأتها فى مدن جديدة وبعيدة نسبيًا، مثل جامعة الملك سلمان بتعدد فروعها الثلاثة فى مدن الطور ورأس سدر وشرم الشيخ، وجامعة العلمين بمدينة العلمين.
أما جامعة الملك سلمان، فتقدم إقامة فندقية بالحرم الجامعى بمدينة الطور، صُمم النزل الفندقى لاستيعاب نحو 592 طالبًا وطالبة داخل الحرم الجامعى، ويشتمل الحرم الجامعى على ثمانى بناية سكنية «خُصص نصفها للطلاب ـ النصف الآخر للطالبات، ويضم كل مبنى 37 غرفة + غرفة للمدير + غرفة غسيل + 8 صالات استقبال مع مطابخ صغيرة، وتشتمل غرف الإقامة، المجهزة والمفروشة بالكامل، على غرف مزدوجة مع حمامات خاصة.
وتوفر الجامعة كل الخدمات التي قد يحتاج اليها الطلبة أثناء إقامتهم: غرف فندقية مزدوجة مجهزة بالكامل، وخدمات تسجيل الوصول والمغادرة، وخدمات الإشراف الداخلى الأسبوعية، وخدمات الإنترنت، وخدمات الغسيل، والمطاعم وأماكن تناول الطعام.
وجامعة الجلالة، توفر سكنًا جامعيًا فندقيًا داخلها وخارجها تحت إشراف كامل، يوجد به جميع الخدمات المطلوبة لراحة وسلامة طلابها، والجامعة ترفع شعار «المتفوقين أولًا» حيث توفر سكنًا للطلاب المغتربين من المحافظات، أو الذين يعيشون خارج مصر، أو الحاصلين على تقديرات عالية «GPA» لتحفيزهم.
وتقدم الجامعة غرفًا فندقية متكاملة على أعلى مستوى فى مبان سكنية داخل الحرم الجامعى لتكون على مسافة قصيرة من الكلية التي يدرس بها الطالب، علمًا بأن السكن الطلابى يحتوى على 1600 سرير بالمدينة الجامعية 1 داخل الجامعة، و196 غرفة لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى 3000 سرير بالمدينة الجامعية 2 بسكاى سيتى على مسافة 5 دقائق من الجامعة.
وتحتوى الغرفة الفندقية على سرير ودولاب وثلاجة وتليفزيون وتكييف وميكروويف وكاتيل كهربائى، ودولاب مطبخ، ومرفق بها حمام وشرفة، إلى جانب وجود خدمة نظافة الغرف مرتين بالأسبوع الواحد، فضلًا عن أن الغرفة الفندقية بسكن الطلاب مزدودة بخاصية «الواى فاى» لتوفير الاتصال بالإنترنت الذي يساعدهم فى العملية الدراسية.
لكن السكن غير مدعم بالوجبات الغذائية، حيث يترك اختيارها وفقًا لأهواء كل طالب، مع دعم الجامعة لعدة مطاعم تصل إلى نحو 12 مطعمًا فى مختلف أرجاء الجامعة، ناهيك عن وجود وسائل ترفيهية للطلاب داخل المدينة الجامعية مثل العديد من الملاعب والبلياردو وتنس الطاولة وصالة ألعاب رياضية.
كما تقوم فلسفة السكن الجامعى أو المدن الجامعية ليس على أساس توفير محل إقامة للطلاب المغتربين فقط، لكن تمتد إلى توفير مناخ معيشى متكامل يشبه إلى حد كبير الحياة الأسرية، بل إن من أهم ما يميزها تواجد وحدات للدعم النفسى للطلاب، وذلك بتواجد أساتذة من كليات الطب وعلم الاجتماع، ومشرفين للخدمة الاجتماعية الذين يقومون بتقديم خدمات نفسية واستشارات، فضلًا عن تنظيم ندوات تناقش الضغوط النفسية التي يواجهها الطلاب وكيفية مواجهتها والتعامل مع المشكلات وطرق حلها وأسبابها الحقيقية.
أيضًا، فإن جميع الجامعات الأهلية مشتركة بمنظومة التأمين الصحي حسب توصيات وزارة التعليم العالى والبحث العلمى، وتتيح لأى طالب من أى محافظة ملتحق بجامعة أهلية، التوجه لأقرب مستشفى تعليمى، أى المستشفيات الجامعية الحكومية، والكشف المجانى من خلال إرسال جواب من الجامعة للمستشفى للتكفل بمصروفات كشف وعلاج الطالب.