فن الدبلوماسية .. حضور المؤتمرات وإتيكيت كاريزما المرأة «2»

في المقال السَّابق تكلَّمنا وتطرَّقنا إلى طبيعة اختيار الألوان، بحيث تكُونُ الألوان الفاتحة بمختلف أنواعها بالفترة النَّهاريَّة، والألوان الدَّاكنة ومن ضِمْنها العباءة السَّوداء تكُونُ في الفعاليَّات اللَّيْليَّة، سواء حضور الدَّعوات الرَّسميَّة أو الاجتماعيَّة، بالإضافة إلى طبيعة الجسم ولَوْنِ البَشرة وشكْلِ الوَجْه ونَوْع المناسبة وعمر المرأة ونَوْع الحضور.. وغيرها من المواصفات الَّتي تطرَّقنا إِلَيْها.

أمَّا في مقالنا لهذا الأسبوع فسوف نتكلَّم عن كاريزما المرأة وحضورها بالمؤتمرات الدّوليَّة والمحليَّة، سواء داخل البلد أو خارجه لِتثبتَ المرأة جدارتها بصفات القيادة المِثاليَّة بالمُجتمع؛ لذلك عَلَيْها أوَّلًا الاطِّلاع والالتزام الكامل بالمهارات الدبلوماسيَّة بمختلف أنواعها، ومِنْها إتيكيت اختيار ألوان الهندام الخارجي (ملابسها وطبيعة مكياجها وإكسسواراتها وحقيبتها وحذائها.. وغيرها من الأمور الأخرى الَّتي تجعلها بالمقدِّمة)، بالإضافة إلى مهارات القيادة، وفنِّ المُجاملة، وإدارة الحديث، وكاريزما الحضور، وكفاءة فريق العمل، وإدارة الوقت.. وغيرها من سِمات كاريزما القيادة للمرأة بحضور المؤتمرات والفعاليَّات الرَّسميَّة (لقاءات رسميَّة، مراسيم توقيع اتفاقيَّات، لقاءات صحفيَّة، مؤتمرات محليَّة ودوليَّة، إلقاء محاضرات أو كلمات ترحيبيَّة.. وغيرها من الفعاليَّات والأنشطة). تنقسم المؤتمرات إلى نَوْعَيْنِ: (دوليَّة أو خارجيَّة، ومحليَّة) بمختلف أنواعها. وذهبتِ المدارسُ المُتخصِّصة بفنِّ الدبلوماسيَّة بتقسيم بروتوكول وإتيكيت المؤتمرات استنادًا إلى الفصول الأربعة (الخَريف، الشِّتاء، الرَّبيع، الصَّيف)، وبالتَّالي وضعَتْ أولويَّات الهندام الخارجي والملابس والحالة النَّفْسيَّة والصحيَّة أيضًا الَّتي لهَا ارتباط جوهري ببروتوكول وإتيكيت المؤتمرات، مثال ذلك:(إذا كان وفد نسائي يحضر مؤتمرًا دوليًّا حَوْلَ حقوق المرأة في موسكو أو الدوَل الاسكندنافيَّة في شهر نوفمبر، حيث درجةُ الحرارةِ في مسقط تتراوح الثَّلاثينات عكس الدوَل أعلاه والَّتي قد تصل تحت الصِّفر رغم التَّدفئة المركزيَّة بالقاعات، ولكنَّ الأجواءَ العامَّة مختلفة كُليًّا؛ وبالتَّالي الهندام الخارجي ونَوْع الملابس تكُونُ مختلفة كُليًّا عن الحالات الاعتياديَّة، عكس إذا كان المؤتمر محليًّا في سلطنة عُمان والحالة الصحيَّة تؤدِّي دَوْرًا كبيرًا بكاريزما المرأة). وتؤكِّد المدارس الدبلوماسيَّة المُتخصِّصة بفنِّ البروتوكول والإتيكيت بحضور المؤتمرات أنَّ المرأة هي مرآةٌ عاكسة لِدَولتِها وحكومتِها وشخصيَّتها؛ لذلك عَلَيْها الاهتمام بالنِّقاط الآتية: عدم استخدام مكياج صارخ الألوان لجميعِ أنواع المؤتمرات؛ لأنَّها ليست حفلة نسائيَّة خاصَّة، وإنَّما مكياج خفيف جدًّا غير لافتٍ للنَّظر ومنسّقة مع لَوْنِ بَشرة الوَجْه وكذلك لَوْن الملابس أو الحقيبة.. وغيرها من مفردات الحضور، عدم تناول العلكة في الفَم لأيِّ سببٍ كان، عدم وضعِ الأرْجُل الواحدة فوق الأخرى، عدم ارتداء ملابس ضيِّقة، مراجعة محتويات حقيبة المؤتمر من حيث أوراق وأجندة البرنامج، الاهتمام كثيرًا بتواقيت الحضور والمغادرة؛ لأنَّها تُكتب بطريقة التَّواقيت العسكريَّة (مثلًا: الجلسة الثَّانية تبدأ 13:30 يعني السَّاعة 1:30)، الاطِّلاع على تسلسل فعاليَّات وأجندة البرنامج، حاذري منِ ارتداء الكعب العالي وخصوصًا في القاعات غير المفروشة بالسجَّاد، حاذري منِ ارتداء العباءة الطَّويلة جدًّا والَّتي قد تتعثَّر أثناء صعود السَّلالم أو المَشي السَّريع، إتيكيت تبادل البطاقة الشَّخصيَّة بالمؤتمرات مع بقيَّة الحضور ولا يُمكِن إطلاقًا إيفاد المرأة إلى المؤتمر أو مشاركتها بالدَّاخل وحضورها بِدُونِ البطاقة (الكارت) الشَّخصيَّة، وأيضًا عَلَيْها التعرف على إتيكيت استخدام وألوان البطاقة الشَّخصيَّة، حَجْم الحقيبة النِّسائيَّة تكُونُ متوسِّطة أو صغيرة الحجْمِ ونَوْعيَّة جيِّدة، قلَم الكتابة ودفتر الملاحظات يجِبُ أن يكُونَ بِنَوْعيَّة ممتازة، الانتباه إلى مستوى نبرة الصَّوت، سواء في إلقاء الكلمة أو أثناء الاستراحة، في فترات الاستراحة الصَّباحيَّة أو فترة الغداء الالتزام الكامل بإتيكيت الطَّعام وتسلسلِه من حيث تبدأ بالشُّوربة والمُقبِّلات والأكل الرَّئيس والحلويات والفواكه، وتناوُل كميَّة الأكلِ بكُلِّ اعتدال، وعدم ملء الصَّحن بمختلف أنواع الأكل الموجود، بالإضافة إلى عدم ترك بقايا الطَّعام في الصَّحن، وضع فوطةِ الأكلِ على الأرْجًل قَبل البدءِ بالطَّعام مع الاستخدام الصَّحيح لأدوات الأكل كالسِّكين، المِلْعقة، الشَّوكة.. وغيرها)، الانتباه إلى لَوْنِ صبغِ الأظافر والابتعاد كُلَّ البُعد عن الألوان الشُّعاعيَّة والَّتي تجلبُ النَّظر، وضع الهاتف على الصَّامت أو الطَّيران، عدم الثَّرثرة أو الكلام الجانبي مع البقيَّة، التَّسلُّح بمفاهيم إتيكيت المصافحة والتَّعارف مع الآخرين وفنِّ المُجاملة وإدارة الحديث، الابتعاد عن الأحاديث المحظورة الَّتي لا تَمتُّ بأيِّ صِلَة إلى نَوْع وبرنامج المؤتمر، الانتباه إلى طاولة الدَّولة من حيث اِسْمُ وعَلَمُ الدَّولة، وعدم الجلوس إلى أن يتمَّ التَّأكد من توافر كافَّة مستلزمات الطَّاولة، وفي حالة وجود خلَلٍ أو نقصِ التَّواصُل مباشرةً مع المسؤولين عن ذلك لغرضِ تجاوُز الخلَل، استخدام العطور الهادئة المعروفة، الابتعاد كُليًّا عنِ ارتداء الذَّهب أو المجوهرات أكثر من المعقول وتكتفي بقطعة واحدة أو اثنتَيْنِ.

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت