لبنان يسعى لاستيراد الإلكترونيات من الصين بدلا من الغرب بعد هجمات البيجر
منيرة الجمل
ذكرت صحيفة "ساوث تشينا مورنينج بوست" الصينية، أن لبنان سوف يبدأ في استيراد أجهزة اتصالات من الصين، بعد الهجوم الكبير على أجهزة البيجر، الشهر الماضي.
ونقلت الصحيفة، في نسختها بالإنجليزية، عن مجموعة رجال أعمال لبنانيين، قولهم إن الغرب فقد مصداقيته.
وقال علي العبدالله، رئيس جمعية الأعمال اللبنانية الصينية، إن لبنان والعديد من الدول الأخرى، سوف تخفض مشترياتها من المنتجات التقنية من الدول الغربية، وتتجه شرقًا للحصول على التكنولوجيا بسبب المخاوف الأمنية، مضيفًا أن الشركات الغربية "ستتكبد خسائر فادحة".
وتابع في مقابلة مع شبكة تلفزيون الصين العالمية، وهي قناة إخبارية مدعومة من الدولة، أمس الأحد: "ما حدث هو درس للبنان والعالم".
ونوهت الصحيفة إلى عدم إصدار أي تأكيد رسمي من السلطات الصينية بشأن زيادة واردات منتجات الاتصالات من الصين إلى لبنان.
جدير بالذكر، أن الهجمات التي استمرت يومين في لبنان، استهدفت أجهزة البيجر ثم أجهزة الاتصال اللاسلكية "ووكي توكي"، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، بما في ذلك المدنيون وأعضاء جماعة حزب الله المسلحة اللبنانية.
ويعتقد أن إسرائيل هى من دبرت تلك الهجمات، مستهدفة حزب الله المدعوم من إيران، لكن دولة الاحتلال لم تعلن مسؤوليتها المباشرة عن العملية.
وذكرت تقارير إعلامية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين ومسؤولين آخرين، أن إسرائيل قامت بإخفاء مواد متفجرة في مجموعة من أجهزة الاتصال التي صنعتها شركة تايوانية قبل إرسالها إلى لبنان.
ومنذ تلك الهجمات، تكثفت الهجمات العسكرية بين إسرائيل وحزب الله، حيث شنت الأولى آلاف الغارات الجوية التي استهدفت المناطق التي يهيمن عليها حزب الله في لبنان، فضلاً عما وصفته إسرائيل بالتوغل البري "المحدود" هذا الشهر، ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة.
ووفقاً للعبد الله، أدت الاشتباكات المسلحة إلى تعطيل تجارة لبنان،وخاصة مع أكبر شريك تجاري لها، الصين.
بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 2.44 مليار دولار أمريكي، العام الماضي. وفي النصف الأول من العام الجاري، بلغ حجم التجارة 1.14 مليار دولار أمريكي.
وأشارت الصحيفة إلى استيراد لبنان الإلكترونيات والأجهزة الكهربائية والأحذية والملابس وأثاث المكاتب والمنزل من الصين، في حين تشمل صادرات لبنان إلى الصين النحاس وزيت الزيتون والكحول والمكسرات ومنتجات التجميل والمجوهرات.
وأوضح عبدالله أن التصدير من لبنان تراجع بسبب الحرب، مؤكدًا أنه رغم إجلاء معظم الصينيين في وقت سابق من الشهر الجاري، بسبب المخاوف الأمنية مع تصاعد الصراع المستمر منذ عام، إلا أن بعض الشركات بقيت في البلاد.
وبدأت الحرب بين دولة الاحتلال وغزة، بعدما شن مسلحون فلسطينيون من حركة حماس هجمات على إسرائيل يوم 7 أكتوبر 2023. بعد ذلك شن حزب الله، المتمركز في لبنان، هجمات صاروخية على شمال إسرائيل، في محاولة لإجبار إسرائيل على القتال في جبهتين. وأدت تلك الصراعات المسلحة إلى تأجيج المخاوف من تصعيد إقليمي.