"واشنطن بوست": أمريكا تعزز دورها في الحرب المتصاعدة بالشرق الأوسط قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة
وكالات
رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الولايات المتحدة تُعزز دورها في الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته، اليوم الاثنين، أن الولايات المتحدة ستضطلع بدور أكبر في الشرق الأوسط بنشر منظومة ثاد المضادة للصواريخ، ومائة جندي أمريكي في إسرائيل، وهي مهمة تمثل أول نشر كبير للقوات الأمريكية في إسرائيل منذ بدء الحرب في غزة، وتأتي قبل أسابيع فقط من انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة ترسل أحد أكثر أنظمة الدفاع الصاروخي تقدمًا وحوالي 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل؛ ما يعزز المشاركة الأمريكية في الحرب المتصاعدة في الشرق الأوسط، وسط توقعات أمريكية بهجوم إسرائيلي وشيك على إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أن تورط الولايات المتحدة في الصراع كان قضية مثيرة للانقسامات على مسار الحملة، وشجع المسؤولون الأمريكيون إسرائيل على تجنب استهداف المنشآت النووية ومواقع النفط والغاز الإيرانية، خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى إشعال فتيل تصعيد أكبر من شأنه أن يقلب الاقتصاد العالمي رأسًا على عقب.
وقال آرون ديفيد ميلر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، الذي قدم المشورة لإدارات أمريكية جمهورية وديمقراطية متعددة، إن نشر منظومة الدفاع الجوي "ثاد" المخصصة لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى، هو أحدث مؤشر على أن الولايات المتحدة تتوقع أن يكون الهجوم الإسرائيلي "شاملاً إلى الحد الذي يجعل الإيرانيين مضطرين للرد".
وأشار إلى أن قرار نشر المزيد من القوات الأمريكية في إسرائيل، وسط هجوم وشيك، يزيد من خطر وقوع خسائر في صفوف الأمريكيين، وهو السيناريو الذي قد يجر الولايات المتحدة إلى صراع أوسع نطاقًا.
وأضاف ميلر: "إذا أصابت الصواريخ الإيرانية جنديًا أمريكيًا، فهناك احتمال كبير بأن تتخذ الولايات المتحدة إجراء عسكريًا ضد إيران".
وبحسب الصحيفة، فقد فشل الهجوم الإيراني، الذي أعقب اغتيال إسرائيل لمسؤولين رفيعي المستوى من إيران وحماس وحزب الله، في إلحاق أضرار جسيمة نتيجة للجهود الأمريكية والإسرائيلية لإسقاط القذائف؛ ومع ذلك، أظهر القصف أن نظام الدفاع الصاروخي المتطور في إسرائيل يمكن التغلب عليه، ما يسمح لعشرات الصواريخ بضرب الأراضي الإسرائيلية. وقالت واشنطن بوست إنه رغم الخلافات العديدة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مدار حرب غزة الدائرة منذ عام، فإن قرار بايدن تسليم منظومة ثاد لإسرائيل يعد "مثالا آخر على استعداده للثقة في نتنياهو ومنحه حسن الظن".
فيما تساءل هاريسون مان، الضابط السابق في الجيش الأمريكي، الذي عمل محللاً في وكالة استخبارات الدفاع، قائلاً: "ما الحافز الذي قد يدفع نتنياهو إلى الوفاء بكلمته وعدم ضرب الأهداف الحساسة التي وعد بتجنبها بمجرد وضع هذه البطارية في مكانها، وتمتع إسرائيل بحماية المدافعين الجويين الأمريكيين".
وقال مان إن الشحنة التي سيتم تسليمها في تاريخ غير معروف هي أحدث مثال على استخدام بايدن "للجزرة" بدلاً من العصا، لحث إسرائيل على سلوك أقل عدوانية. لافتًا إلى أن الخطر الذي يهدد الجنود الأمريكيين الذين سيعملون على منظومة ثاد واضح.
وقال: "سيعمل هؤلاء الجنود من قواعد عسكرية إسرائيلية، والتي أظهرت إيران بالفعل الإرادة والقدرة على ضربها، وفي وقت من المتوقع فيه شن ضربات إيرانية إضافية وشيكة حتى لو افترضنا بتفاؤل غير منطقي أن بطارية ثاد هذه قادرة على هزيمة أي صاروخ يتجه إليها، فإن الجيش الإسرائيلي لا يستطيع ضمان سلامة هذه القوات من الطائرات بدون طيار، التي اخترقت بنجاح القواعد الإسرائيلية في الماضي".