ضحية الوظيفة الوهمية
دفنوا منه قدمين ويد ومسجد القرية نادي عليه.. مسلمون وأقباط يشيعون جثمان مينا موسى
علا الحيني
وسط حالة من الحزن، شيع اهالي قرية الروضة الممرض المقتول في منطقة الزواية الحمراء بالقاهرة مينا موسى ضحية الوظيفة الوهمية من كنيسة العذراء بقرية الروضه بملوي جنوب المنيا.
حيث شيع أهالي القرية ما تبقى من جثمان الشاب وسط حالة من الحزن الشديد والصراخ العويل، بمشاركة عدد كبير من المسلمين بالقرية الذين حرصوا على تشييع الجنازة تأكيدا للعلاقة الطيبة بينهم، ومنذ بداية اليوم نادي مسجد القرية عبر مكبرات الصوت على قدوم الجنازة من القاهرة لتجميع الأهالي ومشاركة أسرته في مصابهم لوفاة هذا الشاب الذي شهد له الجميع.
وترأس الأنبا ديمتريوس مطران ملوي وأنصار والأشمونين، صلوات الجنازة على الشاب الراحل مينا بحضور عشرات الشمامسة من أبناء القرية بعد ارتداء ملابس الخدمة الشموسية على طريقة أسبوع الآلام.
تعود أحداث الواقعة، إلى تليفون تلقيه أسرة القتيل بطلب فدية عقب ذهابه للقاهرة في محاولة لتحسين دخله من خلال إعلان وظيفة وهمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وانقطاع الاتصال به، حيث كان الشاب مينا موسى ابن قرية الروضة بمركز ملوي جنوب المحافظة والذي تخرج منذ عامين، تم استدراجه الي منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة وتم خطفه ومساومة أسرته على مبالغ مالية بعدما أوهماه بوجود فرصة عمل له في مجاله في التمريض المنزلي وحاجة مسن لرعاية منزلية حتى انتهى به المطاف إلى قطع متناثرة داخل ترعة الإسماعيلية عقب إحساس المتهمين بالخطر.
وقال ابرام عاطف ابن عم المجني عليه مينا موسى يعمل ممرضًا في أحد المستشفيات بمركز ملوي وتواصل معه زميل له وأخبره بوجود فرصة عمل إضافية كتمريض منزلي عبر إعلان على صفحة التواصل الاجتماعي الفيس بوك لمسن يعيش بمنطقة الزاوية الحمراء، وبمجرد علم مينا انتقل على الفور إلى حيث أرشده زميله وحين دخوله الشقة المزعومة لم يكد يلتفت عن يساره أو يمينه حتى شعر بأداة حديدة تشق رأسه وشخصان يكبلانه ويوثقانه حتى يتمكن من شل حركته.
وأضاف ابرام أنهم تلقوا مكالمة هاتفية من إحدى السيدات تخبرهم بعملية الاختطاف لابن عمه مينا موسى وسرعة دفع مبلغ 120 ألف جنيه كفدية وفي حالة إبلاغ الأجهزة الأمنية سيقضى عليه في الحال ودون سابق إنذار، ولم يمهل المتهمين الأسرة كثيرا حتى تبدأ في مماطلتهم وبينما تأخر رد الأسرة وبدأ موسى في المقاومة قرر المتهمان القضاء عليه.
وأشار إلى أن ابن عمه مينا كان طيب القلب ويخدم الجميع دون مقابل ومتفوق وكان يساعد والدة في نفقات الأسرة فهو الابن الوحيد على ٣ بنات ووالدة موظف بسيط وسيرته طيبه بين الجميع.
وأوضح أنه يوم الأحد قبل الماضي سافر مينا الي القاهرة من أجل العمل إلا أن خاله فوجئ بأن الموبيل الخاص به تم إغلاقه وقام بالبحث عنه في المستشفيات والأقسام ولم يعثر عليه حتى تم فتح تليفون مينا مرة ثانية.
وقامت سيدة بالاتصال بوالده وطلبت منه أن مينا تم اختطافه وانها معها تسجيل صوتي له يطالبهم فيه بدفع فدية 120 ألف جنيه لإطلاق سراحه وأن موقع تسليم المبلغ سيكون بإحدى قرى ملوي وان مينا موجود حاليا بمحافظة الفيوم، وبعدما قام والده بتجميع المبلغ فوجئ بانقطاع الاتصالات مع المختطفبن.
يشار إلى أن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة تلقت بلاغا يفيد اختفاء ممرض ووجود شبهة جنائية وراء تغيبه في الزاوية الحمراء.
وبإجراء التحريات تبين لرجال البحث الجنائي أن المجني عليه تم استدرجه من قبل شخصين لكى يساوموا أهله على دفع فدية مقابل اطلاق سراحه وأثناء القيام بتعذيبه توفى فى أيديهم وحاولوا إخفاء الجثة وقاموا بتقطيعها والتخلص منها في عدة مناطق.
عقب تقنين الإجراءات القانونية اللازمة، تمكن رجال المباحث من القبض على المتهمين، وحرر محضر بالواقعة، باشرت النيابة العامة التحقيق.