كيف انقلب حال الصحافة ووسائل الإعلام الإنجليزية مع محمد صلاح؟

ربما هذا سر نجاح أوروبا في كل مجال على مدى الثلاثة أسابيع الفائتة، كانت الصحافة الإنجليزية تهاجم النجم المصري محمد صلاح، لاعب ليفربول، وتضعه دائمًا في الفئة الثالثة وقبل الأخيرة في تقييماتها له بمباريات الدوري الإنجليزي الممتاز.

 

ولكن يوم الأربعاء الماضي، لعب صلاح مع فريقه ليفربول ضد بولونيا الإيطالي، في دوري أبطال أوروبا، وحصل على رجل المباراة، ومنحه الناقد الرياضي بصحيفة ديلي ميل سبورت، لويس ستيل، في تقييم ٨.٥ درجة من ١٠ درجات، وهذا أعلى تقييم يحصل عليه لاعب في المباراة.

 

واليوم السبت، أشاد المحلل الرياضي، نيك رايت، ببرنامج "The Radar" على شبكة سكاي سبورتس البريطانية، بأداء محمد صلاح، ليس فقط في مباراة ليفربول ضد بولونيا، بل على مجمل أدائه طوال الـ١٤ شهرًا الأخيرة.

 

وقال رايت: "أظهر محمد صلاح قدراته الكاملة في فوز ليفربول على بولونيا في دوري أبطال أوروبا، يوم الأربعاء، حيث سجل هدفه ببراعة، حيث توغل داخل المنطقة ووجد الزاوية البعيدة. كما كانت التمريرة المتقنة التي مهدت الطريق لهدف الافتتاح الذي سجله أليكسيس ماك أليستر".

 

لفت محلل سكاي سبورتس، إلى أنه كانت هناك لحظات من الإحباط أيضًا، ولكن التمريرة الحاسمة كانت واحدة من ثلاث فرص صنعها صلاح، وهو الأكثر بين لاعبي ليفربول. وبعد أن صنع ما مجموعه ثمانية أهداف في مباراتي وولفرهامبتون وبورنموث، كانت هذه هي مشاركته الثالثة على التوالي كأفضل صانع ألعاب في الفريق.

 

ويرى نيك رايت أن صلاح يأتي في المركز الثاني بأربع تمريرات حاسمة في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بعد بوكايو ساكا، لاعب أرسنال.

 

وقال المحلل الرياضي الإنجليزي: "إذا استمر "صلاح" بنفس المعدل من الجهد، فسوف يتفوق صلاح بسهولة على أعلى إجمالي له سابقًا؛ وهو الـ13 تمريرة حاسمة خلال موسم 2021/22".

 

وأشار رايت إلى أن التركيز المتزايد على الإبداع لدى محمد صلاح، كان واضحًا منذ الموسم الماضي، مشيرًا إلى أنه حتى في سن 32 عامًا، لا تزال قدرة الدولي المصري على التحسن قائمة.

 

وقال نيك: "لقد كان صلاح دائمًا قوة إبداعية، بالطبع، لكن مستواه ارتفع بشكل ملحوظ في آخر 14 شهرًا، فهو يخلق فرصًا أكثر بنحو 30 % مما كان عليه في السابق، وكثير منها بجودة أفضل أيضًا". 

وبحسب المحلل الرياضي نيك رايت، أن المثير للدهشة أن صلاح يخلق فرصًا كبيرة أكثر بنحو 80%، والأمر الأكثر إثارة للإعجاب هو أنه نجح في إضافة هذا المستوى من الإبداع إلى أسلوب لعبه دون أن يقلل من خطورة أهدافه بأي شكل كبير. 

 

وأوضح رايت أن متوسط أهداف محمد صلاح، يبلغ 0.65 هدف في كل 90 دقيقة خلال الموسمين الماضيين، وهو ما يكاد يكون متطابقًا مع معدله السابق الذي بلغ 0.68.

 

ويري محلل سكاي سبورتس أن كل شيء لدى صلاح، كان موجودًا ضد بولونيا؛ هدف، وتمريرة حاسمة، وإثبات آخر للاعب الذي يبدو أنه يتحسن مع تقدمه في السن.

 

ربما يخشى ليفربول من تراجع مستواه في ظل تفكيره في مستقبله، إذ سيبلغ اللاعب 33 عامًا بعد وقت قصير من انتهاء عقده الحالي في مايو المقبل، لكن في الوقت الحالي يبدو السماح له بالرحيل أكثر خطورة من دفع صفقة جديدة.