اللواء محب حبشى محافظ بورسعيد لـ«روزاليوسف»: شوارع «المدينة الباسلة» تروى بطولات المصريين فى مواجهة المحتل
بورسعيد ـ أيمن عبدالهادى
أكد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، فى حوار خاص لـ«روزاليوسف» أن المحافظة تستعد للاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة كونها المدينة الباسلة التي طالما وقفت فى وجه المحتل كما لفت إلى الحصول على تصديق بـ 2400 فدان جنوبًا، لإقامة مشروعات سياحية وصناعية وإسكان، والبدء فى العمل فى 500 فدان للصناعة، وفتح الأبواب للمستثمرين الجادين، والحرص أن تكون المشروعات متكاملة لتحقق أكبر قدر ممكن من النجاح، كما يتم النظر بشكل كبير إلى التصدير لما تمتلكه بورسعيد من إمكانات وموقع متميز وبنية تحتية تؤهلها لذلك، ناهيك عن أن هذه المشروعات الصناعية توفر الآلاف من فرص العمل للشباب، وتفتح الأبواب أمام المصنعين للعمل والإبداع وإلى نص الحوار:
■ بداية.. كيف تستقبل محافظة بورسعيد ذكرى انتصارات أكتوبر؟
- محافظة بورسعيد هى مدينة الأبطال أحفاد 56، وقد دافع عنها شعبها العظيم يدًا بيد مع قواته المسلحة فى عام 1956، وقهرت المقاومة الشعبية برجالها ونسائها وأطفالها 4 دول عظمى بما تملكه من جنود وأسلحة، وقدم أبناء هذا البلد بطولات كبيرة فى حرب أكتوبر، وهناك من أبنائها من حصل على تكريم القادة والرؤساء للبطولات التي قدموها فى أكتوبر.
وبإذن الله سيخرج أبناء محافظة بورسعيد فى ميدان الشهداء للاحتفال بهذا اليوم، وإعلان تجديد دعمهم للقيادة السياسية، كما يتم وضع إكليل من الزهور على قبر الجندى المجهول بساحة المسلة، وتذاع الأغانى الوطنية ونتقابل مع المواطنين ونستمع لمطالبهم ونستجيب على الفور لها.
■ هل هناك علاقة بين مبادرة “بداية ” واحتفالات أكتوبر؟
- نعم هناك علاقة كبيرة لأنه من ضمن الاحتفالات بالنصر، العمل من أجل المواطن البسيط، وتزامن مبادرة بداية مع الاحتفالات يجعلنا نشدد على التنفيذيين فى كل المواقع بجعل هذا اليوم «بداية» حقيقية للعمل بجهد وإخلاص وتفانى من أجل الوطن والمواطن، ومن أجل الارتقاء بمستوى جميع الخدمات المقدمة.
■ ما هى المشروعات التنموية التي تعمل عليها المحافظة حالياً؟
- نحن هنا فى محافظة بورسعيد نسعى نحو بناء مدينة صناعية سياحية زراعية رائدة، تستطيع بسواعد أبنائها أن تنطلق نحو المستقبل، وهناك توجه لسرعة الانتهاء من مشروع صناعي على مساحة 500 فدان جنوب المحافظة يضم مصانع متكاملة تستوعب الآلاف من الفنيين والعمال والمهندسين، وهناك خطة لتطوير الشاطئ والكورنيش والممشى السياحى.
■ هل هناك خطط لتطوير المعالم التاريخية التي توثق بطولات بورسعيد خلال فترات الحروب السابقة؟
- كل شارع بمحافظة بورسعيد يروى قصة بطولة لأبناء هذا البلد، ومن يسير فى شوارع حى العرب يمكنه أن يتنفس رائحة بطولة هذا الشعب الذي تصدى بإرادة حقيقية للعدوان الثلاثى وحقق النصر وخرج الأعداء والخيبة معهم، وكذلك مدينة بورفؤاد الشاهدة على أعظم معارك الانتصار فى التاريخ، وقناة السويس شريان حياة المصريبن، وغيرها من الأماكن التي تتمسك بقيمتها منذ نشأتها، إلا أننا بالطبع سنقوم بتطوير كافة الأماكن التاريخية لتكون مزارات سياحية جاذبة للسياحة الداخلية، ونطمح فى أن يكون هناك سياحة خارجية لليوم الواحد من كافة دول العالم.
■ كيف تحافظ بورسعيد على التراث الثقافى المرتبط بمقاومة العدوان الثلاثى وأحداث حرب أكتوبر؟
- قهرت محافظة بورسعيد العدوان على آلة السمسمية، وكان لشعبها وموروثه الثقافى دور كبير فى النصر، والحقيقة أن من يحافظ على هذا الموروث هم الناس أنفسهم، كما أن المحافظة ترعى ذلك من خلال فرع ثقافة بورسعيد، عبر تنظيم ندوات ومؤتمرات وحفلات، تهدف جميعها لرفع مستوى الوعى والأخلاق، والتمسك بالتراث الثقافى للمدينة، فهذا البلد قدم شهداء وجرحى على مر العصور من أجل الوطن، وسوف يظل متمسكا بتاريخه وعاداته وتقاليده.
■ حدثنا عن المشروع الأبرز خلال الفترة المقبلة؟
- حصلت بورسعيد على تصديق بـ 2400 فدان جنوب المحافظة وذلك لإقامة مشروعات سياحية وصناعية وإسكان، وقد بدأنا بالفعل فى العمل بـ 500 فدان للصناعة، وفتحنا أبوابنا للمستثمرين الجادين ونقدم لهم كل الدعم من أجل بداية مشروعاتهم الصناعية العملاقة، كما ننظر بشكل كبير إلى التصدير لما تمتلكه المحافظة من إمكانات وموقع متميز وبنية تحتية تؤهلها لذلك، وتوفر هذه المشروعات الصناعية آلاف فرص العمل للشباب وتفتح الأبواب أمام المصنعين للعمل والإبداع، خاصة أن بورسعيد تصدر الآن نحو 51% من المنسوجات، و41% من الصادرات الإجمالية.
■ ماذا قدمتم من حلول لأزمة الإسكان؟
- مشكلة الإسكان من المشكلات التي واجهتها منذ أن توليت المسؤولية، حيث فوجئت أن هناك شبابا تقدموا لمشروعات الإسكان منذ عام 2013 حتى الآن لم يتسلموا، وبالبحث والتقصى اتضح أن بورسعيد تخصص بها 149 ألف وحدة سكنية، وإجمالى سكان المحافظة 800 ألف، ما يعنى أن كل 5 أفراد فى شقة، وهذا يؤكد أن هناك توزيعا غير عادل أو تحايلا من مواطن على حق غيره، ناهيك أن من أكبر أزمات الإسكان هو “التعاوني” وقد توصلنا مع وزير الإسكان وهيئة التعمير لتحويل 7000 ملف من التعاونى للاجتماعي، على أن يتم بناء 111 عمارة بامتداد الحى الإماراتى للمستحقين وتسليمهم فور الانتهاء لمن تتوافق عليه الشروط، علمًا بأن تحويل التقديم من تعاونى لاجتماعى يوفر فى قيمة الوحدة نحو 200 ألف جنيه، بجانب طرح 2000 استمارة بأقساط ميسرة وفترة سداد طويلة لمتقدمى التعاونى ليكون بذلك قد أغلق ملف الإسكان التعاوني، كما أن الـ 4020 المستحقين للإسكان الاجتماعى فسيتم تسليم 800 وحدة قبل 30 من الشهر الجاري، كما سيتم توفير وحدات أخرى لهم، بجانب تسكين مدينة بورسعيد الجديدة بشرق.
■ أين ملف التعليم من أجندة أولوياتكم؟
- الهدف الأول من المدارس تعليم الأخلاق، لذا أطلق على هذا العام “عام الأخلاق”، ونحن حريصون كل الحرص عن أن تكون هناك منظومة تعليمية حقيقية، ولن يسمح لأى طالب بالغياب وإلا سيتعرض للفصل، كما أن حجم استيعاب مرحلة رياض الأطفال وصل إلى 100% ولا يوجد طالب واحد ليس له مكان، وشددنا على ألا تزيد كثافة الفصل الواحد عن 40 تلميذا ولا يوجد فترة مسائية، بما يؤكد تميز المحافظة فى ملف التعليم، خاصة أن المحافظة تحملت قيمة التعاقد مع معلمين لرياض الأطفال على نفقتها من أجل أن يرتقى أبناؤها، إلى جانب شن حملات مكبرة لإغلاق سناتر الدروس الخصوصية، ويجرى تنظيم مجموعات تقوية مدرسية لمن يريد أن يضيف لليوم الدراسي.
■ ما آخر مستجدات المنظومة الصحية؟
- بورسعيد كانت أولى محافظات منظومة التأمين الصحي الشامل، وحصلت على اهتمام كبير من رئاسة هيئة الرعاية الصحية لتحقيق نجاح للمنظومة، وكان لذلك فائدة كبيرة للمواطن البورسعيدي، حيث تمتلك بورسعيد 9 مستشفيات على أعلى مستوى من حيث النظافة والإمكانات الطبية والفرق والمعدات، وأصبح لدينا فندقة فى الخدمات يقيم بها المريض مثل اقامته بالفندق الـ 5 نجوم، وأصبح المواطن البورسعيدى لا يحتاج للسفر خارج المحافظة للبحث عن أى تخصص لأن جميع التخصصات أصبحت متوفرة، لكن لا بد على المواطنين الالتزام بسداد اشتراك التأمين الصحي الشامل، الذي لا يساوى شيئًا من قيمة الخدمات المقدمة، وذلك حتى تستطيع المنظومة أن تقدم خدماتها كما ينبغي.
■ النظافة ملف مهم .. ماذا عنه؟
- منذ اليوم الأول الذي توليت فيه المسؤولية وأنا مهتم بملف النظافة، وهو ملف مشترك بين الجهة التنفيذية ووعى المواطن، وتمكنا من رفع مئات أطنان المخلفات من حى الزهور، ونحو 550 طنا من شارعين بحى الضواحي، ويتم فى هذا الإطار تطوير وتجديد معدات الأحياء من لوادر وسيارات نقل، وذلك للوصول إلى مدينة نظيفة تليق بالمواطن البورسعيدي.
■ كيف سيتم وضع بورسعيد على الخارطة الزراعية؟
- استطاعت محافظة بورسعيد هذا العام أن تعلن اكتفاءها من محصول الأرز، وعدم حاجتها لجلب أرز من الخارج لتكون المحافظة الأولى التي زرع أهلها طعامهم، وهو منهج نسير عليه فى جميع المحاصيل، كما أننا حريصون على النهوض بالقطاع الزراعي وتوفير كل سبل الراحة للمزارع، حيث تم الاتفاق مع هيئة التعمير والتنمية الزراعية ليكون هناك لجنة ثابتة بالمحافظة لتوفير الجهد على الفلاح للسفر إلى القاهرة، وبدأت اللجنة فى استقبال طلبات تقنين الأوضاع من أجل الفلاح عبر إجراءات غير معقدة وأقساط ميسرة وخدمات ومكتسبات متميزة.
■ إلى أين وصل مشروع صوامع ميناء غرب بورسعيد؟
- تبلغ تكلفة إنشاء الصومعة 1 مليار جنيه حتى الآن، وبها 8 خلايا منها 4 خلايا بسعة 14 ألف طن للخلية الواحدة، و4 خلايا بسعة 11 ألف طن للخلية الواحدة، ويتم إنشاؤها طبقًا للمواصفات العالمية سواء فى أجهزة التحكم أو التهوية والحفاظ على الأقماح، وسيتم تخزين القمح إلى الصومعة من المراكب دون تدخل بشرى بطاقة استقبال تصل إلى 600 طن فى الساعة، بالإضافة إلى تجهيز الصومعة بمعدات صرف للقمح تصل إلى 200 طن فى الساعة، ويعد المشروع نقلة كبيرة للحفاظ على الأقماح المستوردة والقضاء على نسب الفاقد أو الهادر.
■ وماذا عن ملف السياحة؟
- إذا تحدثنا عن السياحة فدعنا نتحدث عن جميع أشكالها، خاصة أن لدينا رؤية لتنشيط هذا الملف خلال فترة الركود والشتاء، بما تتميز به بورسعيد من إمكانات تؤهلها لذلك، حيث تستعد وتتزين المحافظة لاستقبال الحافظين لكتاب الله بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن والابتهال الدينى فى نسختها الثامنة التي تبدأ تصفياتها المحلية خلال أيام وتكون التصفيات الدولية فى يناير 2025، وتكون هذه المسابقة حدثًا عالميًا كبيرًا يحدث رواجًا سياحيًا ودينيًا، ويشهد من خلالها المتسابقون جمال مصر وبورسعيد، فضلًا عن الاستعداد لاستقبال مهرجان السينما الذي تقدم له الآن أكثر من 3000 عمل فني، كذلك الاستعداد لاستقبال مركب سائحين كبير لقضاء يوم فى المزارات السياحية.
أيضًا، هناك خطة لتطوير شاطئ بورسعيد خلال الشتاء ليكون جاهزًا بصورة أفضل لاستقبال الصيف المقبل، ويجرى العمل الآن على استكمال ساحة مصر التاريخية وكورنيش قناة الاتصال، كما أن هناك رؤية لأماكن تنزه المواطن البسيط من خلال كورنيش من حى الشرق للمطار بالمجان، وهناك حرص دائم على دعم ملف سياحة اليوم الواحد ببورسعيد.
■ ما مستقبل مدينة شرق بورسعيد؟
- لدى إصرار كبير على أن تكون الدراسة بجامعة بورسعيد الأهلية فى هذا العام بمقر الجامعة بمدينة بورسعيد الجديدة سلام، وذلك لأن هذه الجامعة من الجامعات الذكية التي أنفقت عليها الدولة مليارات الجنيهات ولا يمكن أن تظل مهجورة ويدرس طلابها بالجامعة الحكومية ببورسعيد، ومع عودة الطلاب ستبدأ الحياة فى المدينة وسنقوم بتسكين 4200 وحدة سكنية هناك، ما يؤكد أن الحياة ستبدأ فى شرق محافظة بورسعيد، وستكون مدينة جديدة يتوسع خلالها شعب بورسعيد ببلدهم تجاه الشرق.