أبوالغيط يدعو لوقف الحرب وتجنيب لبنان شر مخطط إسرائيل لتحويلها لـ"غزة جديدة"
بوابة روزاليوسف
دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى ضرورة وقف الحرب الظالمة على غزة بصفقة لتبادل الأسرى، ومن ثم يتوقف اطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، وتجنيب لبنان شرور مخطط إسرائيلي لتحويلها إلى غزة جديدة.
جاء ذلك في إحاطة أبو الغيط خلال جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري المخصصة لتعزيز البند الدائم المعنون: "التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية"، والمنعقدة تحت رئاسة تانيا فاجون نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا.
وقال أبو الغيط إن انعقاد هذه الجلسة الهامة يأتي في مرحلة تقف فيها المنطقة العربية في منعطف طرق خطير، إما أن تنزلق إلى الكارثة والعنف المجنون المنفلت من كل الضوابط والمعايير، وإما أن يعلو صوت العقل والضمير وتقف آلة الحرب الإسرائيلية العشوائية فوراً.
وأضاف الأمين العام في الإحاطة التي وزعتها الجامعة العربية اليوم "الخميس" أنه بعد أيام يمر عام كامل على مأساة غزة، عام من القتل والتدمير والتشريد، وأيضاً عام من العجز عن الفعل، والاكتفاء بالمشاهدة الصامتة والوقوف على الحياد.
وتابع أن ما نشهده اليوم أن غزة التي ما زالت تنزف الدم كل يوم، لا زالت تنتظر إنقاذاً لا يأتي، بل الأكثر من ذلك، أنها صارت نموذجاً يسعى الاحتلال الإجرامي لتكراره في حواضر عربية أخرى.
وأشار إلى أن يد القتل والتخريب تحركت من غزة إلى الضفة الغربية إلى لبنان، مشيرا إلى أن لبنان دولة ذات سيادة،ودولة عضو في المنظمة الأممية، يتعرض أهلها اليوم للقتل العشوائي على نحو لم تشهده هذا البلد على ما كابدته من المآسي عبر تاريخها الحديث، منذ أكثر من خمسة عشر أو عشرين عاماً.
ووجه ابو الغيط حديثه إلى وزيرة خارجية سلوفينيا،رئيسة الجلسة، قائلا: "دعيني أنقل الشعور السائد في منطقتنا بكل صراحة،الناس ترى أن إسرائيل دولة فوق القانون،وفوق هذه المنظمة الأممية وقد مزق مندوبها ميثاقها على رؤوس الأشهاد.
ونوه الى أنه في ديسمبر من العام الماضي صدر القرار 2720 مطالباً بالإنفاذ الفوري للمساعدات إلى غزة، وفي يونيو 2024 صدر القرار 2735 مطالباً بوقف إطلاق النار وتنفيذ صفقة تبادل الأسرى، وفي يوليو صدر رأي استشاري من محكمة العدل الدولية ليبلور أصل المشكلة ويحصرها في استمرار الاحتلال غير القانوني الأرض فلسطين.
وأشار إلى أن هذه القرارات من أعلى جهات القرار الدولي لا تُنفذ ولا تفعل، ولا تعبأ بها آلة القتل المجنونة للاحتلال.
وذكر أبو الغيط أن هذا الواقع المحزن والمخجل يُصيب كل ما يُمثله المجلس من تجسيد للإرادة الدولية في مقتل، إنه واقع يجب أن يتغير جوهرياً، لأن الصمت على الجرائم شجع المعتدي على التمادي، وها نحن نشهد اليوم توسعاً لحلقة النار والقتل والتدمير على نحو يهدد باندلاع حرب إقليمية واسعة لن تقف تبعاتها المؤلمة عند حدود المنطقة العربية.
وشدد على أن هذه المأساة لم تبدأ في السابع من أكتوبر، وان العودة ليوم السادس من أكتوبر لن يمثل حلاً لأي طرف، ولن يجلب الأمن والسلم المنطقتنا.
وتابع أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي غير قادرين بمفردهما على التوصل إلى حل أو تسوية دائمة...فالاحتلال لا يريد التخلي عن الأرض، كل الأرض... بل إن سلطاته التشريعية تصدر قرارات برفض حل الدولتين... وقادته لا يخفون ذلك بل يباهون به".
واختتم ابو الغيط حديثه بأنه آن الأوان لتدخل حاسم من المجتمع الدولي ... ممثلاً في مجلس الأمن، وفرض الحل العادل على أساس رؤية الدولتين ووفقاً للمحددات المعروفة والتي تم التوافق عليها منذ ثلاثين عاماً ويزيد.