مدير مركز الثقافة الإسلامي بمسجد النور
د. محمد الهادي: الكون كله تهيأ لاستقبال مولد النور سيدنا محمد ﷺ
سلوي عثمان
قال الدكتور محمد أحمد الهادى عثمان مدير مركز الثقافة الأسلامى بمسجد النور بالعباسية مديرية أوقاف القاهرة ان بشارات الكون التي بدت في الافق يوم مولد سيد الخلق سيدنا محمد ﷺ فإن الكون كله قد تهيأ لاستقبال مولد النور سيدنا محمد - ﷺ - ولم لا ؟ وهو الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في أكثر من آية بأنه النور ومن ذلك قوله قَالَ تَعَالَى: ﴿يَأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُوا عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ المائدة: ١٥.
وقال جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ خَاطَبَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وجميع الإنسانية: قَدْ جَاءَكُمْ يَا أَهْلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ مِنَ اللَّهِ نُورٌ ، يَعْنِي بِالنُّورِ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، الَّذِي أَنَارَ اللَّهُ بِهِ الْحَقَّ ، وَأَظْهَرَ بِهِ الْإِسْلَامَ ، وَمَحَقَ بِهِ الشَّرْكَ فَهُوَ نُورٌ لِمَنِ اسْتَنَارَ بِهِ يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى النُّورُ الَّذِي أَنَارَ لَكُمْ بِهِ مَعَالِمَ الْحَقِّ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَعْنِي : " كِتَابًا فِيهِ بَيَانُ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ بَيْنَهُمْ مِنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ وَحَلَالِهِ وَحَرَامِهِ وَشَرَائِع دِينِهِ ، وَهُوَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَنْزَلَهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يُبَيِّنُ لِلنَّاسِ جَمِيعَ مَا بِهِمُ الْحَاجَةُ إِلَيْهِ مِنْ أَمْرِ دِينِهِمْ وَيُوَضّحُهُ لَهُمْ ، حَتَّى يَعْرِفُوا حَقَّهُ مِنْ بَاطِلِهِ ومن الأوصاف التي وصف الله بها نبيه ﷺ السراج المنير (٢)
قَالَ تَعَالَى: ﴿يَأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا الأحزاب : ٤٥ - ٤٧
وقد ظهرت من الآيات لمولد النور سيدنا محمد ﷺ ما لا ينكرها إلا جاحد فقد قال الإمام النووى – رحمه الله تعالى - :" ( قال وقد جرى من الآيات في مولد رسول الله ﷺ ما لا ينكره منتم إلى الإسلام وذلك قبل النبوة والانبعاث). ومن تلك الآيات :- وليلة ميلاده ﷺ ارتجس إيوان كسرى وسقطت منه أربع عشرة شرافة وخمدت نار فارس ولم تخمد قبل ذلك بألف عام وغاصت بحيرة ساوة وأفزع ذلك كسرى " ومن تلك الآيات أيضا " إضاءة قصور بصرى بالنور الذي خرج معه فهو إشارة إلى ما خص الشام من نور نبوته بأنها دار ملكه كما ذكر كعب أن في الكتب السابقة محمد رسول الله مولده بمكة ومهاجره يثرب وملكه بالشام فمن مكة بدئت نبوة محمد ﷺ وإلى الشام ينتهي ملكه ولهذا أسري به ﷺ إلى الشام إلى بيت المقدس كما هاجر إبراهيم عليه الصلاة والسلام من قبله إلى الشام. قال بعض السلف: ما بعث الله نبيا إلا من الشام فإن لم يبعثه منها هاجر إليها وفي آخر الزمان يستقر العلم والإيمان بالشام فيكون نور النبوة فيها أظهر منه في سائر بلاد الإسلام. وفي هذا المعنى يقول العباس في أبياته المشهورة السائرة: وأنت لما ولدت أشرقت الأرض ... وضاءت بنورك الأفق فنحن في ذلك الضياء وفي النور ... وسبل الرشاد نخترق "(1) واختتم الدكتور محمد أحمد الهادى عثمان حديثه بقوله انه يجب علينا أن نسير ومعنا النور المحمدى فى بيوتنا ومصالحنا العامة والخاصة وفى شؤون حياتنا حتى نسعد فى دنيانا وآخرتنا وتسعد البشرية كلها فى ظلال الهدى النبوى.