عاجل
السبت 12 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

أكثر المحاصيل شعبية حول العالم مهددة بالانقراض.. الموز والبرتقال والأفوكادو في المقدمة

يهدد التغير المناخي وما يترتب عليه من ارتفاع درجات الحرارة وندرة الأمطار وموجات الجفاف الشديد، بانقراض واختفاء أكثر المحاصيل والأغذية شعبية حول العالم، ومن بينها الموز والبرتقال والأفوكادو.



وبحسب الخبراء، فإن ارتفاع درجات الحرارة يؤثر في ملوحة التربة، وكذلك في زيادة الآفات والأمراض، ما يجعل العديد من النباتات غير قادرة على التكيف فتكون بذلك مُرشحة أكثر للاختفاء.

ويؤكد الخبراء أن تناول الفواكه بشكل يومي يوفر فوائد عديدة لجسم الإنسان، كونها غنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة الضرورية للحفاظ على الصحة، فالأشخاص الذين يتناولون الفاكهة والخضروات يوميا تنخفض لديهم احتمالات الإصابة بالأمراض، مثل القلب والسرطان والسكري والسمنة.

ويكاد لا يخلو طبق سلطة فواكه من فاكهة الموز، كونها تحتوي على العديد من المعادن التي تعزز صحة القلب وتقلل من ارتفاع ضغط الدم ومستويات الدهون في الدم، كما أن الموز ونظرا لارتفاع قيمته الغذائية فيمكن تناوله على مدار اليوم دون أية موانع صحية. كما يساعد تناوله قبل التمارين الصحية على تعزيز الأداء البدني وإمداد الجسم بالطاقة، وبعد التمارين الرياضية مباشرة في تعويض الجسم بالطاقة التي تم استهلاكها خلال التمارين، ولمساعدة العضلات أيضا على الاسترخاء والتعافي.

ويواجه نوع شائع من الموز خطر الانقراض بسبب مرض فطري، وهو ذبول الموز "الفيوزاريومي" (FWB)، الذي يمنع تدفق العناصر المُغذية إلى الفاكهة ويجعلها تذبل. وفي الخمسينيات قضى المرض على محاصيل الموز التجارية وتسبب بانقراض "موز جروس ميشيل". كما أن معظم الموز الموجود حالياً هو من نوع "كافنديش" الذي صار أيضا مهدداً بالانقراض بسبب سوء نوعية التربة.

وتمكنت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Nature Microbiology"، وأجراها فريق دولي من العلماء من تحديد الآليات الجزيئية وراء الميكروب الذي يدمر الموز، وهو ما يفتح الباب أمام علاجات واستراتيجيات جديدة ضد هذا الممرض. 

وترجع حالات فشل المحاصيل إلى فطر (Foc TR4) الذي يمكنه تدمير نوع كامل من الموز، مثلما حدث في الخمسينيات، لكن فاكهة الموز ليست الوحيدة المعرضة للخطر، فمع دخول فصل الشتاء، نجد أن الفاكهة المفضلة لدى الجميع في هذا الفصل "البرتقال" مهددة أيضا بالانقراض؛ إذ يؤثر تغير المناخ ومرض اخضرار الحمضيات تأثيرا سلبيا في المحصول، فهذا المرض لم يُكتشف له علاج حد الآن، وهو يؤدي إلى تفسّخ البرتقال والتوائه بدرجة تجعل من المستحيل تناوله. وتاريخيا، كان "اخضرار الحمضيات" مدمرًا للبساتين في آسيا والأمريكتين والعديد من الدول الأفريقية. 

وعلى الرغم من زيادة الإنتاج العالمي من البرتقال، إلا أن الانتشار المستمر للمرض أدى بالفعل إلى انخفاض المحصول، حيث انخفض في البرازيل بأكثر من 20%، وفي جزيرة جوادلوب في البحر الكاريبي بـ60%، وبأكثر من 90% في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة. أما ثمرة الأفوكادو، فتعتبر مصدرا ممتازا للدهون غير المشبعة والأحادية، مثل حمض الأوليك، كما تحتوي على ما يقرب من 20 نوعا من الفيتامينات والمعادن المختلفة، ومنها البوتاسيوم وحمض الفوليك، وفيتامينات (ب) و(ج) و(ه) و(أ)، فضلا عن احتوائها على العديد من المكونات الكيميائية التي تعمل عمل مضادات الأكسدة التي تعزز مناعة الجسم. وكشف تقرير جديد صادر عن منظمة "كريستشان إيد" Christian Aid الخيرية، ومقرها لندن، بعنوان "الخطر المناخي الذي يواجه الأفوكادو" عن توقعات مقلقة بشأن هذه الفاكهة المفضلة لدى الغالبية. ويلقي التقرير الضوء على الآثار الأوسع نطاقًا لتغير المناخ على الزراعة والأمن الغذائي العالمي.

والأفوكادو فاكهة تحتاج إلى كميات كبيرة من الماء، لكن تلك الحاجة إلى الماء هي ما تجعلها عرضة بشكل خاص لتغير المناخ في عالم أكثر حرارة وجفافًا، حيث تتقلص بعض أفضل مناطق زراعتها ويتغير نموها وقابليتها للاستمرار في مناطق الإنتاج الرئيسية الحالية في المكسيك وإسبانيا وتشيلي وكولومبيا.

ومن المتوقع أن تتقلص المناطق التي تعتبر مناسبة بدرجة كبيرة لزراعة الأفوكادو بنسب تتراوح بين 14% و41% بحلول عام 2050، وذلك اعتمادًا على مدى سرعة خفض الانبعاثات العالمية. وبالنسبة للمكسيك، أكبر منتج في العالم، فقد تتقلص مساحة زراعة الأفوكادو بنسبة 31% بحلول عام 2050 حتى لو اقتصر ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية على أقل من درجتين مئويتين، أما إذا ارتفعت درجات الحرارة بمقدار 5 درجات مئوية، فقد تنخفض مساحات الزراعة بنسبة 43%، مما يعرض استدامة الزراعة وسبل العيش المعتمدة عليها للخطر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز