عاجل
الأربعاء 4 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الطالب إبراهيم.. ونموذج للأصحاء!

الطالب إبراهيم.. ونموذج للأصحاء!

بالفعل هم، كما قال الرئيس السيسي عنهم إنهم "قادرون باختلاف"، وأزيد أنهم متميزون ومتفوقون باختلاف، إنهم ذوو الهمم.



من الطبيعى أنهم معنا دائما في ذاكرتنا، وفي نطاق التواصل المستمر معهم في حياتنا اليومية، ولكن زاد الحديث عنهم مؤخرا، خاصة مع إعلان  نتيجة الثانوية العامة وظهور  قصص النجاح البارزة وعلى رأسهم أبناؤنا من ذوي الهمم.

وكانت من قصص النجاح التي حركت قلوبنا ومشاعرنا جميعا، الطالب النابغة "إبراهيم ياسر إبراهيم"  الذي تفوق وتغلب على كل الصعوبات التي واجهته بعزيمة وصبر وشجاعة، ولم ينجح فقط، بل تفوق، وحصل على  المركز الرابع، في الشهادة الثانوية الأزهرية من ذوي البصائر،  على مستوى الجمهورية، وبعد فرحته وأسرته بالنجاح و بعد مرور  حوالى شهر من ظهور النتيجة توفته المنية رحمة الله عليه،  بعد صراع مع المرض. 

وقصة الطالب "إبراهيم" ليست عادية، فهي نموذج يحتذى به في المجتمع ولشبابنا الأصحاء، ويعكس الإرادة القوية والقدرة على التحدي ومواجهة الصعاب.

 

فقدكانت قصة "إبراهيم" رحمه الله، قصة الكفاح ضد المرض مع الإصرار  على النجاح رغم كل شيء.

فقد عاش الطالب، مع معاناة مريرة مع مرض السرطان، منذ سنوات، وأدى ذلك إلى فقد البصر خلال رحلته بين العلاج الكيمياوي والمذاكرة،  ومع تطور الحالة، تعرض إلى عملية بتر ساقه بعد انتهاء الامتحانات،  قبل أيام من ظهور نتيجة الثانوية، ثم بعد ذلك تفاقم وضعه الصحي خلال الساعات الأخيرة، إلى أن غيبه الموت قبل أن يستكمل رحلة  التحديات  فى حياته التعليمية.

والتحدي، هو ليس فقط عدم استسلام إبراهيم للمرض، وما يعانيه من آلام مبرحة بخلاف فقد البصر، لكنه صمم على مواصلة  المذاكرة والأكثر، وضع أمامه حلم أن يكون من المتفوقين وليس طالب عادى ناجح، وهو ما نفتقره لدى الكثير من شبابنا الأصحاء، فمن يمتلك العزيمة لاتثنيه آية ظروف.

 وهناك الكثير من قصص النجاح الملهمة من ذوي الهمم، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، الطالبة سماء سمير أحمد علي محمد، من مدرسة النور للمكفوفين بالزقازيق، التي حصلت على المركز الأول بالثانوية العامة (مكفوفين) بمجموع 392 درجة، وتتمنى أن تدخل كلية الألسن، وأيضا الالتحاق بقسم غير تقليدى وهو الإسبانية.

وفى الواقع سعدت كثيرا بدور الهيئة العامة لقصور الثقافة، بحضور الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، التي قدمت حفل تكريم  لأوائل الثانوية العامة والمتفوقين من ذوي الهمم بنظام الدمج على مستوى الجمهورية  لتفوقهم الأكاديمى وتنمية مواهبهم وقدراتهم. وبلغ عددهم حوالى 35 من المتفوقين من ذوي الهمم على مستوى محافظتي القاهرة والجيزة.

وسعدت أكثر عندما تولى تقديم فقرات الحفل ،الطلبة من ذوي الهمم، حيث قامت بتلاوة من القرآن الكريم، الطالبة  "رودينا طارق" من أوائل المكفوفين، بعد البدء بالسلام الوطني، وخلال فقرات الحفل قامت بأداء الفقرة الشعرية الطالبة "أماني إبراهيم" من أوائل المكفوفين بمدرسة النور والأمل بالنزهة، وذلك بمصاحبة مترجمة الإشارة سحر علام من مديرية القاهرة للتربية والتعليم.

ثم ألقي كلمة التهنئة، نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة محمد ناصف، هنأ فيها الطلاب المتفوقين معربًا عن سعادته بتواجده بينهم، وأيضا نقل تهنئة  الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، لجميع الطلاب. 

وكم  أتمنى، أن تتكرر حفلات التكريم للأوائل أصحاب التحديات من ذوي الهمم، من جميع الجهات ونشارك فيها جميعا، سواء الدولة أو منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، حتى نشعرهم جميعا، أننا فرحين بتفوقهم ونجاحهم، وحرص على مشاركتهم فرحتهم. 

ألستم تتفقون معي، أن هناك الحاجة إلى المزيد من غرس المعرفة بقيمة العلم والذكاء وقيمة المقاومة والإرادة، والتحدى على مستوى شبابنا جميعا، وأن تكون قصة الطالب إبراهيم وغيره من ذوى الهمم، مثالا للعزيمة وعدم التكاسل تحت أى حجج، حتى نصل إلى أعلى مستويات النجاح فى مختلف المجالات  التعليمية، والتي تشكل بنيان التنمية ونهضة الدولة في ظل التحديات والمتغيرات المتلاحقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز