سهرة سعيدة جدًا

من حسن حظي حضرت حفلتين، الأولى  لكورال أطفال أوبرا القاهرة، والثانية لكورال أطفال مركز إبداع الأمير طاز التابع لصندوق التنمية الثقافية فى الحفلة الأولى انبهرت أنا وكل الجمهور بأصوات الأطفال، وهم يغنون أصعب الألحان والكلمات بثقة وسهولة وتمكن وهذا ليس غريبا على أطفال الأوبرا، فكل إمكانيات التدريب متاحة من أساتذة الغناء بالأوبرا ما دام الطفل لديه الموهبة أولًا.

وقررت بعد ذلك لا تفوتني حفلة لهم بعد ذلك، بعد أيام ذهبت لحضور حفل أطفال الأمير طاز بالسيدة زينب، وكان أغلب الحضور اطفال المنطقة المحيطة بالقصر.. فالدعوة عامة وهذا دور وزارة الثقافة الهادف لنشر الفن والإبداع وتوصيله إلى المواطن في موقعه بسهولة ويسر في كل مكان بمصر من شمالها لجنوبها لكي يسعد الأطفال والكبار بكل ما هو جميل من تراث وإبداع بلدنا.

كما سعدت أنا والحضور بغناء اطفال الأمير طاز وغنينا معهم أغانينا التي أسعدتنا منذ سنوات مثل أغنية “حلوة يا زوبة” التي غناها الفنان محمود ياسين.. وأغنية “الشاطر عمرو” التي غناها الفنان عبدالمنعم مدبولي وأغنية “أنا عندي بغبغان” التي غنتها الفنانة وردة واغنية “الفراشة” لنيللي وغيرها من أغاني الكبار للأطفال، وكان الجديد أنها تغنى بصوت أطفال، فشكرًا للأستاذة هبة المغربي المسؤولة عن الأنشطة بقصر طاز وقامت بتدريب وقيادة الأطفال على المسرح.. الجميل أن الجمهور الكبار أخذ يغني ويسترجع أغاني زمننا الجميل، لكن للأسف الأطفال الحاضرون أخذوا يستمعون بصمت اقتربت منهم.. بعد الحفل.. وسألت بعضهم: إنتم سمعتم الأغاني دى قبل كده.. أجابوني لا أول مرة نسمعها إحنا بنسمع أغاني مهرجانات!! قلت لهم عجبتكم الأغاني اللي سمعتوها دلوقتي؟ قالوا ءه دي حلوة أوي.

وسألتهم: عارفين المكان اللي إحنا فيه من الذي بناه؟! قالوا لا، قلت ومن الذي بنى الأهرامات ومين فيكم زارها؟! أجابني مجموعة الأطفال البالغين من العمر بين 8 و16 سنة: لا مانعرفش ولا  شوفناها!!!! إجابات أصابتني بالحزن.. سألت نفسي: من المسؤول عن تشكيل ذوق ووجدان أطفالنا وهويتهم وحبهم لآثارهم وللفن الجيد والإبداع؟! إنها مهمة ودور وزارة التربية والتعليم أولًا ثم وزارتي الإعلام والثقافة.. للأسف تحدثنا وكاتبنا كثيرًا من أجل التعاون المشترك الجاد بين تلك الوزارات، لكنها للأسف تعاون وبرتوكولات على الورق فقط منذ سنوات وتكرر مع كل وزير جديد! نتمنى أن برتوكولات التعاون بينها تخرج للنور لكي تحقق هدفها لصالح الجيل الحالي والأجيال القادمة.