عاجل| إسرائيل تبدأ العدوان على لبنان.. وحزب الله يضرب في العمق
عادل عبدالمحسن
شنت إسرائيل سلسلة من الغارات الجوية المكثفة في جنوب لبنان في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد فيما قالت إنه ضربة استباقية ضد المقاومة اللبنانية حزب الله، مما يهدد بإشعال حرب أوسع نطاقا في المنطقة من شأنها أن تنسف الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقال جيش الاحتلال إن حزب الله يخطط لإطلاق وابل كثيف من الصواريخ والقذائف باتجاه إسرائيل.
وكانت المقاومة اللبنانية قد تعهدت بالرد على اغتيال إسرائيل للقائد الكبير فؤاد شكر في أواخر الشهر الماضي.
وأطلقت صفارات الإنذار في شمال إسرائيل، وبدأ مطار بن جوريون الدولي في إسرائيل في تحويل الرحلات القادمة وتأخير الإقلاع.
وبعد فترة وجيزة، أعلن حزب الله أنه شن هجومًا على إسرائيل "بعدد كبير من الطائرات بدون طيار" كرد أولي على مقتل فؤاد شكر، القائد الأعلى في المقاومة اللبنانية، في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي.
وقالت حزب الله إن الهجوم استهدف "هدفا عسكريا إسرائيليا نوعيا سيتم الإعلان عنه لاحقا"، فضلا عن "استهداف عدد من المواقع والثكنات المعادية ومنصات القبة الحديدية".
وجاء الهجوم في الوقت الذي تستضيف فيه القاهرة جولة جديدة من المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل ضد حماس والتي دخلت شهرها الحادي عشر.
وقال حزب الله إنه سيوقف القتال إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار..
وفي الولايات المتحدة، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت إن الرئيس جو بايدن "يراقب عن كثب الأحداث في إسرائيل ولبنان".
وأضاف سافيت: "بناء على توجيهاته، ظل كبار المسؤولين الأمريكيين على اتصال مستمر مع نظرائهم الإسرائيليين. وسنواصل دعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسنواصل العمل من أجل الاستقرار الإقليمي".
في الأسابيع الأخيرة، قام دبلوماسيون من الولايات المتحدة والدول الأوروبية بزيارات عديدة إلى إسرائيل ولبنان في محاولة لتهدئة التصعيد الذي يخشون أن يتحول إلى حرب إقليمية، مما قد يجر الولايات المتحدة وإيران.
حزب الله: ما هي الأسلحة التي يملكها؟ دليل بصري
في سياق ذي صلة، يعتقد أن حزب الله هو جماعة مقاومة غير حكومية الأكثر تسليحًا في العالم، ويخوض مواجهات ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للبنان منذ الثامن من أكتوبر الماضي.
وأثارت الأعمال القتالية عبر الحدود شبح اندلاع حرب إقليمية ودفعت إلى بذل جهود دبلوماسية مكثفة لتهدئة التوترات. ورغم أن ترسانة حزب الله المتزايدة التطور لا تضاهي القوة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، فإنها قادرة على إلحاق أضرار جسيمة بالكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
بحسب شبكة CNN الأمريكية، يتعين على الكيان الصهيوني أن يتعامل مع العمق الاستراتيجي لحزب الله. فالجماعة جزء من محور المقاومة العربية الذي يمتد إلى اليمن وسوريا وغزة والعراق. وقد زادت بعض هذه الجماعات من التنسيق بشكل كبير منذ أكتوبر، عندما شن الكيان الصهيوني عدوانه الغاشم على قطاع غزة بعد أن نفذت حركة المقاومة الفلسطينية حماس عملية طوفان الأقصى ضد الكيان الصهيوني يوم ٧ أكتوبر الماضي.
ويُعرف هذا المحور في الكيان الصهيوني إسرائيل باسم "حلقة النار".
على مدى الأشهر العشرة الماضية، انخرط حزب الله ومحور المقاومة في المنطقة في صراع محتدم مع إسرائيل، فقد أطلق الحوثيون في اليمن النار بشكل متقطع على السفن في البحر الأحمر، وهو شريان للتجارة العالمية، وكذلك على إسرائيل. كما شنت المقاومة العراقية، هجمات على مواقع أمريكية في العراق.
وتشترط جماعات محور المقاومة وقف الأعمال القتالية بوقف إطلاق النار في غزة، وأطلق على نفسه اسم "الجبهة الداعمة" للفلسطينيين في غزة، كما وصفه أحد كبار قادة حزب الله.
كانت قوة حزب الله القتالية قد نشأت من بين أنقاض غزو إسرائيل لبيروت عام 1982. وفي ذلك الوقت، كانت عبارة عن مجموعة متناثرة من المقاتلين.
وأعقب ذلك صعود صاروخي في القوة العسكرية والسياسية للجماعة.
وفي عام 2000، أجبر مقاتلو الحزب القوات الإسرائيلية على الانسحاب من جنوب لبنان، منهين بذلك احتلالاً دام أكثر من عشرين عاماً.
وفي عام 2006، نجت الجماعة من حرب استمرت 34 يوماً مع إسرائيل وأحدثت دماراً هائلاً في لبنان.
خلال الانتفاضة السورية التي تحولت إلى حرب أهلية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، قاتل حزب الله مع الجيش العربي السوري ضد الخونة المدعومين من الغرب وأوقع عددا كبيرا من القتلى.
وبينما قاتل حزب الله في خنادق تلك الحرب التي استمرت ما يقرب من عقد من الزمان، اكتسب حزب الله خبرة في حرب المدن وعزز تحالفاته مع الجماعات الأخرى المدعومة التي تقاتل في سوريا. كما مهد طريق إمداد حيوي للأسلحة بين إيران ولبنان، عبر شركائها في العراق وسوريا، مما عزز ترسانته بشكل أكبر.
طوال عقود من الصراع مع إسرائيل، انخرط حزب الله في حرب غير متكافئة، فقد سعى إلى تعزيز قوته السياسية والعسكرية، في حين سعى إلى ترسيخ الردع على الرغم من التفوق العسكري لإسرائيل.
ومع استمرار المواجهات على الحدود، سعى حزب الله، بنجاح إلى حد ما، إلى تقويض نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي المعروف باسم القبة الحديدية.
وقد حاول القيام بذلك من خلال مهاجمة منصاته وإغراقها بأسراب من الطائرات بدون طيار والصواريخ قصيرة المدى من أجل فتح الطريق أمام مقذوفات أخرى للوصول إلى عمق أكبر داخل الأراضي الإسرائيلية.
وتتوقف فرص حزب الله في البقاء في حرب شاملة مع إسرائيل على ما إذا كان قادرا على التفوق على هذه الأنظمة التي اعترضت في الأشهر الأخيرة هجمات جوية من إيران وغزة ولبنان.
وبسبب القوة المتنامية التي يتمتع بها حزب الله، فإن اندلاع حرب شاملة محتملة بين إسرائيل ولبنان من شأنه أن يدفع الشرق الأوسط إلى مصير مجهول، ومن المرجح أن تستمر الجهود الدبلوماسية الرامية إلى منع اندلاع هذه الحرب بوتيرة بطيئة للغاية.