المصالح تكسب.. جولة جديدة من التفاوض بين الصين وأوروبا لإنهاء حرب السيارات

يبدو أن لغة العقل والمكاسب والمصالح ستنتصر آخيرًا في لغة الأسواق والمال، هذا ما يحدث الآن بين الصين وأوروبا لإنهاء صراع حرب السيارات الكهربائية، وحمى فرض التعريفات الجمركية التعجيزية بين كل الأطراف.  

 

آخر تطورات الموقف بين أوروبا والصين في حرب السيارات 

بعد أسابيع من الحرب النفسية بين الصين وأوروبا، أعلنت وزارة التجارة الصينية الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي والتعاون من أجل تفادي أية رسوم عقابية كان مخطط تطبيقها على السيارات الكهربائية، وذلك بفضل جهود كبيرة لوزير التجارة الصيني وانج ويناتو، ومفوض الاتحاد الأوروبي للتجارة فالديس دمبروفسكيس.

 

الجهود الأخيرة توقف مؤقتا خطط المفوضية الأوروبية لفرض رسوم تصل إلى 38.1 % على واردات المركبات الكهربائية الصينية، والتي كانت ستدخل حيز التنفيذ أول يوليو القادم، لكنها تركت الباب مفتوحا لأي اتفاق مع الصين، بعد أن أكدت إلغاء الإجراء بأثر رجعي ما إذا توصل الطرفان إلى اتفاق.

 

وفي المقابل ستوقف أيضا مطالبات شركات السيارات الصينية بتصعيد الموقف بعد أن طالبت علنا بالرد على التعريفات الجمركية الغربية بتعريفات مشابهة وأشد منها، واقترحت شركات السيارات الصينية زيادة الرسوم الجمركية على واردات السيارات الكهربائية ومركبات البنزين.

 

كانت شركات السيارات الصينية استندت إلى قواعد منظمة التجارة العالمية، وطالبت برفع معدل التعريفة الجمركية التي تفرضها الصين على السيارات المستوردة إلى 25%، حيث تفرض حاليا تعريفه تصل إلى 15% فقط على سيارات الركاب المستوردة من أوروبا.

 

لكن الشركات الصينية أبقت الباب مفتوحا أيضا للتفاهم، وفي سبيل ذلك عقدت اجتماعًا مغلقًا مع شركات السيارات الأوروبية في محاولة لإنهاء الصدام، وأعربت عن استيائها الشديد من الحكم الأولي للاتحاد الأوروبي باتخاذ تدابير مشددة لمكافحة انتشار السيارات الكهربائية الصينية.

 

والسيارات الأوروبية من جانبها حاولت تخفيف حدة الصراع، وأعربت عن أملها في أن تبدأ الصين والاتحاد الأوروبي مفاوضات في أقرب وقت ممكن لتجنب تصعيد الاحتكاك التجاري بين الطرفين.

 

إحصائيات عن مكاسب الغرب من التبادل التجاري مع الصين 

 

 استوردت الصين في عام 2023 حوالي 250 ألف سيارة ذات المحركات الكبيرة، صدّرت منها أوروبا 196 سيارة بزيادة سنوية قدرها 11٪، وفي الأشهر الأربعة الأولى من عام 2024، صدرت أوروبا 44 ألف سيارة من نفس الطراز مما يعني أن السوق الصيني له أهمية كبيرة وأولوية عند شركات السيارات الأوروبية.

 

ويتخوف صناع السيارات في العالم من السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي التي تميل للخوف بشكل متزايد من الصين وقدرتها على ضخ سلع رخيصة بما في ذلك السيارات الكهربائية مما يهدد الريادة الغربية على الأسواق التجارية ولاسيما سوق السيارات.