سفير الصين لـ"روزاليوسف": زيارة السيسي لبكين موفقة لتوارث الصداقة وخلق آفاق جديدة
هدى المصري
وصف السفير الصيني بالقاهرة، لياو لي تشيانج زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأخيرة إلى الصين، بأنها كانت زيارة ناجحة و موفقة لتوارث الصداقة وخلق آفاق جديدة.
وقال سفير الصين، في تصريحات خاصة لـ”بوابة روزاليوسف”: أنه تلبية لدعوة الرئيس شي جين بينغ، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة الدولة للصين وحضر الجلسة الافتتاحية للاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي بين يومي 28 و31 مايو. إذ إنها الزيارة الأولى للرئيس عبدالفتاح السيسي للصين في الفترة الرئاسية الجديدة.
كما تصادف هذه الزيارة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر والذكرى العشرين لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي، فتكتسب أهمية كبيرة في دفع العلاقات الصينية المصرية والصينية العربية. خلال الزيارة، أجرى الرئيس شي جين بينج محادثات معمقة مع الرئيس السيسي، وقام الرئيسان بالتصميم من أعلى مستوى للعلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون في كل المجالات وتكثيف التنسيق في إطارات متعددة الأطراف، كما تبادلا الآراء حول القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، وتوصلا إلى توافقات واسعة النطاق، الأمر الذي حدد الاتجاه للعلاقات الصينية المصرية في المستقبل. كما التقى الرئيس السيسي برئيس مجلس الدولة لي تشيانغ ورئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني تشاو لجي.
- يدا بيد لإقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد:
وأضاف: كان الرئيس السيسي أول قائد عربي حاضر للاجتماع الوزاري التقى الرئيس شي جين بينج. وقال الرئيس شي جين بينج في المحادثات مع الرئيس السيسي إن هذا العام يصادف الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، في السنوات العشر الماضية، بفضل الإرشاد المشترك من الرئيسين، حققت العلاقات الثنائية تطورا مزدهرا، وقد أصبحت نموذجا يحتذى به للتضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك بين الصين والدول العربية والأفريقية والإسلامية والنامية. في ظل الوضع الجديد، إن بناء علاقات ثنائية أكثر تنوعا وحيوية أمر يلبي تطلعات الشعبين المشتركة. وتحرص الصين على تعميق الثقة المتبادلة ودفع التعاون العملي وبناء المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك في العصر الجديد، بما يساهم في تحقيق السلام والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة والعالم. خلال هذه الزيارة، أصدر الجانبان "البيان المشترك بشأن تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، مؤكدان تقدير مصر لما طرحه الرئيس شي جين بينغ من "مبادرة التنمية العالمية" و"مبادرة الأمن العالمي" و"مبادرة الحضارة العالمية".
وحرص الجانبان على تحقيق هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في العصر الجديد، ورفع مستوى العلاقات الثنائية ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى مستوى جديد، الأمر الذي يشكل إرشادا استراتيجيا وتخطيطا طموحا لـ"العقد الباهر" المقبل للعلاقات الصينية المصرية.
- التشاور والمشاركة لتعزيز التعاون الثنائي القائم على التنمية عالية الجودة:
وتابع: أعرب الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي عن ارتياحهما بالإنجازات المثمرة التي حققتها علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مؤكدين على أهميتها في تعزيز التنمية والازدهار في البلدين. وشاركت الصين في الكثير من المشاريع الاقتصادية الكبيرة في مصر، في مجالات البنية التحتية والمواصلات والسكك الحديدة وبناء السفن والبناء والتشييد والاستثمار والعلوم الفضائية، بما فيه المشاركة في بناء منطقة الأعمال المركزية للعاصمة الإدارية الجديدة وإنجاز السكة الحديدية بمدينة العاشر من رمضان والاستثمار في منطقة السويس للتعاون الاقتصادي والتجاري (تيدا) وإطلاق مصر سات 2. بالإضافة إلى ذلك، عزز الجانبان التعاون المالي، وجددا اتفاقية تبادل العملات، ونجحت مصر في إصدار سندات الباندا في الصين؛ عزز الجانبان التنسيق في المحافل الاقتصادية الدولية، في هذا السياق، انضمت مصر إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية واستضافت اجتماعه السنوي عام 2023، وانضمت إلى بنك التنمية الجديدة رسميا في عام 2023، وأصبحت عضوا لمجموعة بريكس في عام 2024.
بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، أعلن الرئيس شي جين بينغ والرئيس السيسي أن يكون هذا العام "عام الشراكة الصينية المصرية"، وستقام في إطاره سلسلة من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية، لتعزيز ودفع العلاقات بين البلدين في كافة المجالات. وأشاد الرئيسان بتوقيع الجانبين "البرنامج التنفيذي للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر 2024-2028"، واتفقا على أهمية التوطين الصناعي ونقل التكنولوجيا، واتخاذه كالأولوية للتعاون الثنائي في السنوات المقبلة؛ العمل على توسيع الاستثمار الصناعي الصيني في مصر، في مجالات صناعة السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وصناعة الألواح الشمسية والصناعة الكيميائية ومواد البناء وتقنيات الزراعة الحديثة؛ العمل على دفع التجارة الثنائية نحو اتجاه أكثر توازنا، واستيراد المزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية، وتسهيل دخول عناصر الإنتاج الصينية إلى مصر لتصنيع السلع النهائية، والبحث عن تسوية التجارة البينية بالعملات المحلية، ودفع السياح الصينيين لزيارة مصر، وتشجيع الاستثمار الصيني المباشر في مجال بناء الفنادق وإدارتها؛ تعزيز التعاون في مجالات الإعلام والثقافة والعلوم والذكاء الاصطناعي والبحوث الأكاديمية.
بعد المحادثات، حضر الرئيسان مراسم التوقيع لعديد من وثائق التعاون الثنائية في مجالات التعاون في بناء "الحزام والطريق" والابتكار العلمي والتعاون الاستثماري والاقتصادي والحجر الصحي. خلال هذه الزيارة، التقى الرئيس السيسي مع بعض مسؤولي الشركات الصينية، حيث سجل تقديره العالي لمساهمة الشركات الصينية في مصر في مجالات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية، كما ناقش معهم سبل تعزيز التعاون الصيني المصري في مجالات الطاقة والكهرباء والهيدروجين الأخضر والترابط الكهربائي والبنية التحتية، بما ينشئ المزيد من المشاريع النموذجية التي تعود بالخير على الجانبين وحتى العالم كله، ويحقق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك والتنمية المشتركة.
- مشاركة السراء والضراء وتكريس الطاقة الإيجابية للتنمية السلمية في المنطقة والعالم:
وأفاد لي تشيانغ : لقد تبادل الرئيسان الآراء حول النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. وقال الرئيس شي جين بينغ إن هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أدت إلى مقتل وإصابة عدد كبير من المدنيين الأبرياء في فلسطين، وجعلت الأوضاع الإنسانية في غزة خطيرة جدا، وتشعر الصين بألم شديد. والأولوية بالمكان هي الوقف الفوري لإطلاق النار، وتجنب توسع الصراع حتى يؤثر على السلام والاستقرار في المنطقة، وتجنب تفاقم الأزمة الإنسانية.
وإن "حل الدولتين" المخرج الأساسي للقضية الفلسطينية، وتدعم الصين بثبات أن تصبح فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وتقدر دور مصر المهم في تهدئة الوضع وإيصال المساعدات الإنسانية، مستعدة للعمل مع مصر على مواصلة تقديم المساعدة إلى آهالي غزة قدر الإمكان، بما يدفع بتحقيق حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. وتدعم الصين دور أكبر لمصر في الشؤون الدولية والإقليمية، مستعدة لتكثيف التنسيق والتعاون مع مصر في محافل متعددة الأطراف، مثل الأمم المتحدة ومنظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، والدعوة إلى تكريس التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، حفاظا على العدالة والإنصاف الدوليين والمصالح المشتركة للدول النامية.
من جانبه، قال الرئيس السيسي إن العالم اليوم يمر بتغيرات عميقة ومعقدة، وغرقت منطقة الشرق الأوسط في الأزمات.
وأعربت مصر عن تقديرها العالي لوقوف الصين الدائم إلى جانب الحق في القضية الفلسطينية، والتزامها بالموقف العادل، مستعدة لمواصلة التنسيق الوثيق مع الصين، للدفع بتهدئة الوضع المتوتر في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، متطلعة إلى تعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع مصر والعمل على إحلال السلام والاستقرار في المنطقة.
كما يقول العرب، "إن الأصدقاء شروق الشمس في الحياة". بمناسبة الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.