عاجل| "البريكس" خنجر في خصر الدولار.. تفاصيل المعركة مع العملة الأمريكية

من المقرر أن تتلقى قمة البريكس المقبلة في أكتوبر 2024 في روسيا تقريرًا حول نظام الدفع المشترك المحتمل بين الدول الأعضاء.

 

 

وبحسب وكالة الأنباء الروسية تاس، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في اجتماع عقده نهاية أبريل الماضي لمجلس رؤساء الأقاليم الروسية التابع لوزارة خارجية الاتحاد الروسي، "لقد كان هناك تراجع قريب عن الدولار". وكما هو الحال تماما في العلاقات الاقتصادية الثنائية" بين روسيا والصين. ووفقا للافروف، فإن أكثر من 90% من المدفوعات المشتركة بين البلدين تتم حاليًا بالروبل أو اليوان، وفي العام الماضي وصل هذا الرقم إلى 95 %..

وخلال زيارته الرسمية للصين في مايو، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أيضًا على هذا الرقم إلى جانب حقيقة أنه في الفترة من 2019 إلى 2023، زاد حجم التبادل التجاري بين البلدين بأكثر من الضعف: مما يعادل 111 مليار دولار أمريكي إلى 227.8 مليار دولار أمريكي.

وصرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوكالة أنباء "شينخوا" بأن "أكثر من 90% من الاتفاقيات بين شركاتنا تتم بالعملات الوطنية، لذا سيكون من الأكثر دقة القول إن التجارة الثنائية تبلغ الآن حوالي 20 تريليون روبل، أو ما يقرب من 6 تريليون يوان".

 

وفي الوقت نفسه تقريبًا، ذكرت بلومبرج أن مستشاري دونالد ترامب - الذي يسعى للحصول على فترة رئاسية جديدة في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر من هذا العام - كانوا يدرسون آليات فرض العقوبات على تلك الدول التي تحاول التخلص من اقتصاداتها بالدولار. 

 

بالنسبة للرئيس التنفيذي كارلوس كوريا من ساوث سنتر - وهي منظمة حكومية دولية للدول النامية ومقرها جنيف "سويسرا"، فإن هيمنة الدولار تسبب عدم التماثل، وقد زادت في الآونة الأخيرة بسبب استخدامه كسلاح جيوسياسي.

إن هيمنة الدولار، وخاصة نظام سويفت، تسمح للولايات المتحدة بمنع أي تحويلات مالية، أو أي إجراء تجاري من قبل البلدان المستهدفة بعقوباتها، وهذا يعني أن دول مثل كوبا وزيمبابوي وإيران وفنزويلا لا يمكنها شراء السلع والأدوية، بشكل أساسي". 

وقال كوريا إن الموردين المحتملين يتوقعون مخاطر العقوبات، ووفقا لبرازيل دي فاتو، في 20 مايو، تم عقد حوار 2024 حول البريكس وإصلاح المؤسسات المالية الدولية في بكين من قبل مركز الجنوب ونادي بكين وجمعية الدبلوماسية العامة الصينية. 

 

وحضر هذا الحدث 50 خبيرا وباحثا من الصين وروسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وقطر والجزائر وأوزبكستان وبنجلاديش ودول أخرى.

وقبل 80 عامًا، في عام 1944، نصت اتفاقية بريتون وودز على أن الدولار الأمريكي هو العملة الوحيدة القابلة للتحويل بالكامل إلى الذهب، ولم تكن العملات الأخرى قابلة للتحويل مباشرة إلى الذهب.

 

وتم التخلي عن اتفاقية بريتون وودز في عام 1971، وبحلول عام 1974، تجددت هيمنة الدولار من خلال اتفاق بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لبيع النفط بالدولار حصريا. 

وفي ذلك الوقت، كانت المملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط في العالم. 

 

خيار بديل

 وبحسب صحيفة برازيل دي فاتو، فإنه في قمة البريكس المقبلة، التي ستعقد في أكتوبر المقبل في مدينة كازان الروسية، سيتم الإعلان عن التقرير الذي صاغته مجموعة عمل مخولة بتقييم إمكانية إنشاء نظام دفع مشترك. 

وتم إطلاق هذه المهمة في قمة البريكس العام الماضي في جوهانسبرج "جنوب أفريقيا". 

وفي أبريل 2023، أثار الرئيس البرازيلي لويز إيناسيو لولا دا سيلفا أيضًا هذه القضية على المستوى الدولي خلال زيارة الدولة التي قام بها للصين.

ومع ذلك، على الرغم من المناقشات والمطالبات بعملة مشتركة، على الأقل بين أعضاء البريكس، فإن هذا الخيار لا يزال غير مطروح على الطاولة.

وقال لي بو - مدير معهد تشونكيو للبحث الاستراتيجي والتنمية ومقره شانغهاي - إن الخبرة المستفادة من وحدة عملة اليورو يمكن أن تكون مثالاً لمجموعة الدول في نصف الكرة الجنوبي. 

وتفوقت هذه المجموعة على مجموعة السبع من حيث الناتج المحلي الإجمالي المحسوب على أساس تعادل القوة الشرائية، وهو ما يمثل 35.6% مقابل 30.3% لمجموعة دول نصف الكرة الشمالي.

ويوضح لي: "إن عملة اليورو موجودة منذ 20 عامًا، وهي تستخدم فعليًا لتحقيق استقرار أسعار الصرف بين العملات الرئيسية في الدول الأوروبية، وحمايتها من التقلبات والصدمات الخارجية التي تسببها الولايات المتحدة أو مناطق أخرى من العالم"

 واختتم لي حديثه قائلاً: "لذلك سيكون هذا خيارًا جيدًا لمجموعة البريكس: استخدام هذه الآلية للمساعدة في زيادة استقرار تجارتهم الداخلية".