عاجل
الجمعة 1 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

الأمم المتحدة تحذر من مخاطر تأثيرات ظاهرة النينيو على 30 مليون شخص في الجنوب الأفريقي

حذرت منظمة الأمم المتحدة، من تضرر أكثر من 30 مليون شخص في جنوب قارة أفريقيا من الجفاف الشديد والجوع الحاد الناتج عن ظاهرة النينيو، إذا لم يتم تقديم الدعم اللازم لهم.



جاء ذلك خلال جلسة إحاطة للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والسلطات الإقليمية والوطنية في جنوب أفريقيا؛ لتسليط الضوء على الآثار الشديدة لظاهرة النينيو وأزمة تغير المناخ، وفقا لما أورده برنامج الأغذية العالمي على موقعه الرسمي، اليوم الأربعاء.

وظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي هي ظاهرة مناخية واسعة النطاق تحدث بشكل طبيعي وتنطوي على تقلب درجات حرارة المحيطات في وسط وشرق المحيط الهادئ الاستوائي، إلى جانب التغيرات التي تطرأ على الغلاف الجوي العلوي.

ويأتي هذا التحذير في أعقاب القمة الاستثنائية الأخيرة التي عقدتها مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي التي أطلقت نداء إقليميا للحصول على 5ر5 مليار دولار لتوفير المساعدة العاجلة المنقذة للحياة، للمساعدة في التعافي والقدرة على التكيف مع تغير المناخ على المدى الطويل.

وقالت منسقة الأمم المتحدة لأزمة المناخ المعنية بالتصدي بظاهرة النينيو رينا جيلاني، "إن المجتمعات الريفية لم تشهد شيئا مثل ذلك من قبل، ومن الضروري تقديم دعم عاجل على نطاق واسع لحماية الأرواح وسبل العيش".

وقد أدى تأثير ظاهرة النينيو التي بدأت عالميًا في يوليو 2023 إلى نقص حاد في هطول الأمطار في جميع أنحاء منطقة الجنوب الأفريقي، مع ارتفاع درجات الحرارة بمقدار خمس درجات عن المتوسط، وشهدت المنطقة أشد فترات جفاف في شهر فبراير الماضي منذ 100 عام، حيث هطلت 20 بالمائة فقط من الأمطار المعتادة المتوقعة لهذه الفترة.

وتشكل ظاهرة النينيو - التذبذب الجنوبي أحد أهم مصادر تقلبية المناخ العالمي من سنة إلى أخرى، وتأتي في المرتبة الثانية بعد العلاقة بين الأرض والشمس التي تحرك الفصول وترتبط ظاهرة النينيو ونظيرتها النينيا بأنماط مميزة من هطول الأمطار ودرجة الحرارة، ويمكن أن تشمل الأحداث المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف.

وذكر برنامج الأغذية العالمي، أن هذه الظاهرة تضيف طبقة أخرى من المعاناة، لأنه حتى قبل الجفاف كانت مستويات انعدام الأمن الغذائي والاحتياجات الإنسانية مرتفعة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية وارتفاع أسعار المواد الغذائية والآثار المعقدة لأزمة المناخ.

وقالت المديرة الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة/اليونسيف/ في شرق وجنوب أفريقيا، إتليفا كاديلي، إن:"أزمة المناخ هي أزمة للأطفال في المنطقة، وبما أن الأنماط المناخية المتقلبة تؤدي إلى الجفاف والفيضانات، فإن تغير المناخ يشكل تهديداً حقيقياً، ومع فقدان سبل العيش والأعباء الإضافية على الأسر، يتعرض الأطفال لخطر سوء المعاملة والتشريد والجوع والأمراض مثل الكوليرا، كما أن للجفاف والفيضانات تأثيرا مضاعفا على الوصول إلى التعليم؛ ما يجعل الأطفال عرضة للعمالة والزواج المُبكر".

وأشارت كاديلي إلى أن المساعدات الفورية المنقذة للحياة والدعم المستدام والمرن من الجهات المانحة والتمويل المبتكر في مجال الوقاية من المناخ سيكون أمرا حيويا في إنقاذ الأرواح وتعزيز قدرة الأطفال على الصمود.

وقد حدث نقص في هطول الأمطار في وقت حرج لنمو المحاصيل، وبدأ الشعور بفشل الحصاد على نطاق واسع حيث يعتمد 70 بالمائة من السكان على الزراعة من أجل البقاء.

ومن جانبها، قالت نائبة المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في الجنوب الأفريقي أدينكا باديجو، "ربما تكون ظاهرة النينيو في طريقها إلى الانتهاء، لكن آثارها لم تنته إذ فقد المزارعون في المناطق الأكثر تضرراً ما لا يقل عن نصف إيراداتهم، ويتعين علينا أن نتحرك بشكل عاجل لتلبية الاحتياجات الغذائية الفورية للمجتمعات الأكثر تضررا واتخاذ إجراءات سريعة للتخفيف من حدة الجفاف وزيادة القدرة على الصمود في المستقبل".

وبدوره، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير العام للمجموعة الأفريقية للقدرة على مواجهة المخاطر، إبراهيما شيخ ديونج، إن: "الجفاف في جنوب أفريقيا هو دليل آخر على التأثير المتزايد للكوارث المناخية على حياة الفئات الأكثر ضعفا، وتتطلب هذه الأزمة أن تكون استجابتنا شاملة ومؤثرة وواسعة النطاق لذلك سندعم الحكومات الأفريقية لمواصلة تعزيز استعدادها للاستجابة لمثل هذه الكوارث".

وتبقى الفرصة المتاحة لتجنب أزمة إنسانية واسعة النطاق محدودة إذ تواجه المناطق الريفية في الجنوب الأفريقي فشلاً وشيكاً في الحصاد، ومن الضروري تقديم المساعدة الإنسانية بشكل عاجل ودعم المجتمعات للتعافي، حيث تؤثر ظاهرة النينيو على أجزاء كثيرة من العالم، ولكنها تؤثر أشد التأثير على المناطق المدارية، بما في ذلك البلدان والمناطق الواقعة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب وجنوب شرق آسيا والمعرضة بوجه خاص للمخاطر الطبيعية.

وتكافح أنجولا وملاوي وموزمبيق وناميبيا وجنوب أفريقيا وزيمبابوي لمواجهة تأثير الجفاف، في حين أعلنت ناميبيا وملاوي وزامبيا وزيمبابوي حالة الطوارئ، وتدعم الأمم المتحدة وشركاؤها جهود الاستجابة الوطنية والإقليمية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز