عاجل
الجمعة 16 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

إسرائيل مصرة على عدم تحقيقها النصر حتى الآن..

بي بي سي تبرز الرد المصري والموقف الأمريكي بعد "حريق الخيام" في رفح

حريق الخيام في رفح
حريق الخيام في رفح

نشر موقع "BCC"الإخباري البريطاني،  تقريرا عن العملية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، المعروفة إعلاميا بحريق الخيام.



وأبرز الموقع كلمة المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، أمس الثلاثاء، عندما قال إن الولايات المتحدة لا تعتقد أن إسرائيل شنت غزوا كبيرا لرفح في جنوب قطاع غزة.

وتحدث كيربي بعد ساعات من وصول القوات الإسرائيلية وسط المدينة وورد أنها استولت على تلة ذات أهمية استراتيجية تطل على حدود قريبة مع مصر.

تهديد بادين

وفي السياق ذاته، أشار التقرير إلى إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن هذا الشهر إنه سيحد من إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا دخلت "المراكز السكانية" في رفح، حيث يعتقد أن مئات الآلاف من المدنيين ما زالوا يحتمون بها.

كما تم استجواب السيد كيربي بشأن الغارة الإسرائيلية وحريق الخيام الذي نتج عنهما وأدى إلى مقتل ما لا يقل عن 45 فلسطينيًا – كثير منهم من النساء والأطفال والمسنين – في مخيم للنازحين يوم الأحد الماضي.

وحينها، قالت إسرائيل إن الغارة استهدفت وقتلت اثنين من كبار مسؤولي حماس، وأنها تعتقد أن حريق الخيام ربما يكون ناجما عن انفجار في مخزن أسلحة تابع لحماس في مكان قريب.

وفي حديثه للصحفيين، وصف كيربي الصور التي التقطت في أعقاب الغارة بأنها "مفجعة" و"مروعة"، موضحا: "لا ينبغي أن تُفقد أرواح بريئة هنا نتيجة لهذا الصراع".

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تراقب عن كثب إجراء الجيش الإسرائيلي تحقيق سريع وشامل في الهجوم.

وعندما سأله مراسل شبكة  BBCتوم بيتمانعما إذا كانت التحقيقات السابقة قد أدت إلى المساءلة، رفض المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميللر ذكر حالات محددة، قائلا: “لا يمكنك التوصل إلى نتيجة بشأن نتائج هذه التحقيقات في خضم الصراع”.

وعندما سُئل المتحدث باسم البيت الأبيض عما إذا كانت الضربة قد انتهكت الحدود التي وضعها الرئيس بايدن سابقًا، قال إنه "ليس لديه أي تغييرات في السياسة للتحدث عن ذلك".

وقال كيربي: "نحن لا نؤيد، ولن ندعم عملية برية كبيرة في رفح.. قال الرئيس إنه إذا حدث ذلك، فقد يضطر إلى اتخاذ قرارات مختلفة فيما يتعلق بالدعم. ولم نر ذلك يحدث في هذه المرحلة. ولم نرهم يقتحمون رفح."

وتابع: "لم نرهم يدخلون بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في طوابير وتشكيلات في نوع من المناورة المنسقة ضد أهداف متعددة على الأرض."

إصرار إسرائيل

ولفت تقريرBBC  إلى إصرار إسرائيل على عدم تحقيقها النصر في حربها المستمرة منذ سبعة أشهر ضد حماس في غزة دون السيطرة على رفح ورفضت التحذيرات من عواقب إنسانية كارثية.

بدأت القوات الإسرائيلية لأول مرة ما أسمته بالعمليات البرية "المستهدفة" ضد مقاتلي حماس والبنية التحتية في شرق رفح في 6 مايو/أيار.

ومنذ ذلك الحين، توغلت الدبابات والقوات تدريجياً في المناطق الشرقية والوسطى المبنية مع تحركها أيضاً شمالاً على طول الحدود مع مصر التي يبلغ طولها 13 كيلومتراً.

وفي حديثه إلى شبكة سي إن إن في 8 مايو/أيار، قال الرئيس بايدن إنه أوضح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه "في حال دخلوا رفح، فلن يقوم بتزويدهم بالأسلحة التي استخدمت تاريخياً للتعامل مع رفح، أو للتعامل مع المدن، أو للتعامل مع هذه المشكلة”.

وأوضح بايدن أنه لم يعلق إمدادات الأسلحة في تلك المرحلة لأن إسرائيل لم تكن قد "دخلت بعد إلى المراكز السكانية" في رفح وأن عملياتها كانت "على الحدود مباشرة".

الضغط على بادين

ويواجه الرئيس دعوات متزايدة في الداخل لممارسة ضغط أكبر على الحكومة الإسرائيلية لضمان القيام بكل شيء لتقليل التأثير الإنساني للصراع.

وقال السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين، الذي زار غزة في يناير الماضي ، لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية: "إن تصاعد عدد القتلى بين المدنيين والكارثة الإنسانية المتفاقمة يوضحان أنه يجب على إدارة بايدن تعليق المساعدات العسكرية الهجومية الإضافية لحكومة نتنياهو حتى نعلم أن كل طلبات الرئيس بما في ذلك ما يتعلق برفح والتوصيل العاجل للمساعدات الإنسانية سوف تحترم."

حريق الخيام

وفي خطاب أمام البرلمان الإسرائيلي يوم الاثنين، قال نتنياهو إن الغارة التي وقعت يوم الأحد كانت "حادثا مأساويا" لكنه تعهد بمواصلة عملية رفح.

وفي وصفه لآثار الغارة، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن محمد المغير، مدير إدارة الإمداد والتجهيز في الدفاع المدني لحماس، قوله: "لقد رأينا جثثًا متفحمة وأطرافًا ممزقة. ورأينا أيضًا حالات بتر أطراف وأطفال ونساء وكبار سن جرحى."

ووصف شاهد عيان اسمه مهند، وهو من سكان غزة النازحين، الغارة الجوية قائلاً: "عندما سمعنا الصوت أضاءت السماء فجأة".

وقال شاهد آخر يدعى حمد، لوكالة فرانس برس: "عندما تسقط هذه الصواريخ على برج ما، يقع العشرات من الشهداء، فماذا عن حريق الخيام؟"

الرد المصري وحكومات المنطقة

وأثار الهجوم احتجاجات من حكومات المنطقة، بما في ذلك مصر وقطر اللتان لعبتا دور الوساطة في الصراع، وكذلك الأردن والكويت والمملكة العربية السعودية وتركيا.

وسلطت موقع BBC الضوء على ما قالته مصر إن الغارة جزء من "سياسة ممنهجة" تهدف إلى جعل غزة "غير صالحة للسكن"، ووصفتها قطر بأنها "انتهاك خطير للقانون الدولي" من شأنه أن "يعقد جهود الوساطة الجارية".

واتهمت الأردن إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب مستمرة"، بينما أدانت السعودية "المجازر المستمرة"، وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "بمحاسبة هؤلاء الذي وصفهم بالبرابرة والقتلة".

وقالت الأمم المتحدة إن نحو مليون شخص فروا حتى الآن من القتال في رفح، ولكن من المحتمل أن مئات الآلاف الآخرين ما زالوا يحتمون هناك.

شهود العيان

وأفاد سكان المدينة عن قصف عنيف على الأحياء الغربية ليل الاثنين، وقال الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء إنه يواصل عملياته ضد "أهداف إرهابية".

وقال شهود عيان إن الدبابات الإسرائيلية تمركزت عند دوار العودة، وهو معلم رئيسي وموقع للعديد من البنوك الكبرى والمؤسسات الحكومية.

وقال شاهد عيان لشبكة BBC إن الجنود الإسرائيليين تمركزوا على سطح مبنى يطل على المنطقة وبدأوا بإطلاق النار على أي حركة. ولم يتسن التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل.

وفي حديثه من رفح يوم الثلاثاء، قال سام روز، المتحدث باسم الأونروا، وكالة الأمم المتحدة الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، لشبكة BBC: "ما شهدناه خلال الـ 24 ساعة الماضية هو تكثيف القصف في رفح، والعمليات العسكرية، والتيتتجه نحو الغرب نحو منطقة تل السلطان بالمدينة.

"ويشمل ذلك مخيم الخيام الذي تم قصفه قبل ليلتين. وهو يشمل أيضًا قاعدة لوجستية كبيرة للأونروا ومركز الأونروا الصحي الذي يعد القلب النابض للعملية الإنسانية في رفح، والذي ظل موجودًا منذ عدة أشهر.

"لقد أفرغت هذه الأجزاء من المدينة إلى حد كبير خلال الـ 24 ساعة الماضية. هناك قلق وخدر وخوف حقيقيون بين السكان في الوقت الحالي".

من جانبه، نفى الجيش الإسرائيلي تقارير يوم الثلاثاء التي أفادت بأن قذائف دبابته أصابت مخيما آخرا في المواصي على الساحل الغربي لرفح، وهو ما قال مسؤولون محليون إنه أسفر عن مقتل 21 شخصا على الأقل.

وأظهرت مقاطع فيديو للحادث نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وحللتها خدمة BBC Verify، عدة أشخاص مصابين بجروح خطيرة.

وأوضحت شبكة BBC عدم وجود علامة واضحة على وجود منطقة انفجار أو حفرة، مما يجعل من المستحيل التأكد من سبب الحادث. يقع الموقع - الذي تم التحقق منه من خلال الرجوع إلى المباني المحيطة - بين رفح والمواصي، ويقع جنوب المنطقة الإنسانية المعينة من قبل الجيش الإسرائيلي.

وشنت إسرائيل حملة عسكرية في غزة لتدمير حماس رداً على الهجوم الذي شنته الحركة على الحدود مع جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر ، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص واحتجز 252 آخرين كرهائن.

واستشهد ما لا يقل عن 36,090 شخصًا في غزة منذ ذلك الحين، وفقًا لوزارة الصحة التي تديرها حماس.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز