دار الكتب والوثائق تحتفل باليوم العالمي لأفريقيا
محمد خضير
تحت رعاية الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة، أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية برئاسة الدكتور أسامة طلعت، ندوة بعنوان "مصر وأفريقيا الجذور وآفاق المستقبل".
وتحدث فيها كل من الدكتور أسامة طلعت، الدكتور عطية طنطاوي عميد كلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة، والدكتور محمود زكريا مدرس العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا بجامعة القاهرة.
بدأ الدكتور أسامة طلعت كلمته بالترحيب بالحضور وبالمتحدثين، مؤكدا على الدور التنويري لوزارة الثقافة ومن صميمه الاحتفال بالفعاليات القومية والعالمية المهمة.
وذكر الدكتور أسامة طلعت أن الحديث عن مصر وأفريقيا يرتكز بشكل رئيسي على التاريخ والجغرافيا، والعلاقات المصرية الأفريقية موغلة في القدم وترجع إلى العصور القديمة وورد أقدم ذكر لها في معبد حتشبسوت بالدير البحري بالأقصر الذي وثقت جدرانه رحلة بلاد بونت.
وقد اهتم محمد علي باشا ثم الخديو إسماعيل والأمير عمر طوسون باستكشاف منابع النيل وعمقه الأفريقي، وكانت مصر من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الأفريقية في فترة الرئيس جمال عبد الناصر.
كما أقامت عددا من المشروعات التنموية الكبرى في القارة، وقد أولى الرئيس عبد الفتاح السيسي استعادة العلاقات بقوة مع الدول الأفريقية اهتماما كبيرا.
وأكد الدكتور عطية طنطاوي، أن مصر وإن كانت عربية اللسان فإنها أفريقية تاريخيا وجغرافيا وأنثروبولوجيا.
وقد وقعت أفريقيا وفي القلب منها مصر في أسر الاستعمار وعندما نالت مصر استقلالها مدت يد المساعدة للدول الأفريقية حتى أن كثيرا من الأفارقة أطلقوا على أبنائهم اسم "ناصر".
وعادت الروح للعلاقات المصرية الأفريقية بقوة مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي لمهام الرئاسة. كما قامت الدولة المصرية بتوطيد العلاقات مع عدد من الدول الأفريقية ومد جسور تعاون جديدة مع دول أخرى في القارة الأفريقية،ويحدث ذلك بناء على تاريخ ممتد من القوة المصرية الناعمة.
وتتوسط أفريقيا العالم فهى ملتقى طرق التجارة الدولية على تنوعها بالإضافة إلى قوة بشرية هائلة فهى قارة فتية أغلبها شباب في سن العمل.
ويضاف إلى ذلك وجود موارد طبيعية لا حصر لها في تلك القارة من معادن ثمينة مثل الماس والذهب وموارد متجددة وأنهار من أشهرها نهر النيل ونهر النيجر.
ويؤدي ذلك إلى محاولات من الدول الأجنبية للتدخل في القارة للاستحواذ على كل هذه الموارد وهو ما يجب الانتباه له من سكان القارة ومجابهته بالاتحاد من أجل تنمية مستدامة تخدم أبناء القارة.
ثم تحدث الدكتور محمود زكريا مؤكدا أن العلاقات المصرية الأفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ عام ٢٠١٤ في أوجها. والبعد الأول في العلاقات هو البعد السياسي الذي يشير إلى بلورة موقف سياسي جديد يتمحور حول التركيز على العنصر الأفريقي ضمن دوائر الهوية المصرية وهو ما نص عليه الدستور المصري في عام ٢٠١٤ بوضوح.
وتبنت الدولة سياسة انفتاح على الدول الأفريقية، تحقيقا لمبدأ تنويع مصادر الدولة وهو ما يؤصل سيادة الدولة ويعززها. وعلى المستوى المؤسسي تم استحداث لجنة الشؤون الأفريقية في البرلمان، والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية في يونيو ٢٠١٤، وتعمل الوكالة على بناء القدرات وتبادل الخبرات الفنية وتعقد الوكالة دورات للصحفيين الأفارقة في مبنى ماسبيرو.
وقد وضحت الدبلوماسية المكوكية موقف مصر بعد ٣٠ يونيو واستعادت مصر مكانتها داخل الاتحاد وهو ما أتت ثماره في توليها لرئاسة الاتحاد التي لا تمنح إلا لدولة لها إسهامات حقيقية. وتركز مصر على تفعيل منطقة التجارة الحرة الأفريقية في إطار تحقيق التكامل الاقتصادي.
وتتواصل مصر ثقافيا مع دول القارة في مواجهة الكولونيالية الجديدة التي تسعى باستمرار للحفاظ على مصالح الغرب في القارة. كما نهتم بالإصلاح الاقتصادي والمالي لميزانية الاتحاد الأفريقي وتنويع مصادر تمويل الاتحاد.
وقد بلغ عدد الزيارات الرئاسية ٣٣ زيارة إلى دول أفريقية وهو مؤشر مهم على أولوية أفريقيا في أجندة الرئاسة المصرية، ولم يسبق لأى رئيس مصري أن زار جيبوتي قبل الرئيس السيسي الذي لم تتركز زياراته في منطقة حوض النيل فقط.
وتحرص مصر على استضافة فعاليات أفريقية مثل المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد.
كما شهد التعاون العسكري والاستراتيجي تقدما كبيرا في مجالات صنع السلام ، وحفظه، وبنائه.