رئيس الهيئة الهندسية: "محور شرق العوينات" يفتح آفاقًا جديدة للتنمية الزراعية والصناعية بصعيد مصر
د. عمر علم الدين
قال رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أحمد العزازي "إن القوات المسلحة تولت بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية مسؤولية تنفيذ العديد من مشروعات الطرق في مختلف أنحاء الجمهورية، وفي مقدمتها محافظات صعيد مصر، بهدف رفع المعاناة عن المواطنين من أبناء الجنوب وتيسيرا للحركة المرورية وخلق مناطق تنموية جديدة".
وأوضح أن من هذه المشروعات ما يتم افتتاحه اليوم، مثل "محور شرق العوينات – الداخلة ـ الفرافرة"، والذي يهدف إلى فتح آفاق جديدة للتنمية الزراعية والصناعية بصعيد مصر، وتسهيلا لحركة النقل والربط بين مدن محافظة الوادي الجديد، كما يعد المحور شريانا يربط بين شمال وجنوب الوادي.
وأضاف: "كما يعتبر محور "الدكتور هشام عرفات" شريانا رئيسيا يربط بين محافظات "القاهرة وبني سويف والمنيا" لخدمة أبناء الوجه القبلي وتسهيل الحركة التجارية ونقل البضائع"، مبينا أنه تم تطوير المحور بإضافة حارتين خرسانيتين كطريق خدمة يتناسب مع الحمولات الكبيرة لعربات النقل الثقيل، فيما تم تنفيذ أربعة محاور أعلى نهر النيل بمحافظات الصعيد لتقليل المسافات بين محاور النيل لتكون بحد أقصى 25 كيلومترا، وربط ضفتي النيل شرقا وغربا وتسهيل حركة البضائع والأفراد، حيث تم من خلال تلك المحاور تنفيذ فتحات ملاحية بعروض وارتفاعات تسمح بسهولة حركة الملاحة النيلية في الاتجاهين.
ونوه اللواء أحمد العزازي إلى أن محور "اللواء أركان حرب سمير فرج"، الذي يربط بين الطريق الصحراوي الشرقي وطريق أسوان الغربي يساهم في خدمة الحركة السياحية من مطار الأقصر الدولي شرق النيل إلى المناطق الآثرية بالبر الغربي، وأيضا محور "الدكتور محمد سيد طنطاوي"، الذي يربط بين الطريق الزراعي الشرقي والطريق الصحراوي الغربي بهدف خلق مجتمعات عمرانية جديدة بالمناطق الصحراوية ودعم المشروعات الاستثمارية وربط محافظتي قنا وسوهاج بالمراكز والمحافظات المجاورة.
وتابع: "كما يربط محور "الدكتور جمال حمدان" بين طريقي أسوان الزراعي الغربي وأسوان الزراعي الشرقي، وقد تم تنفيذه لخدمة أهالي محافظة سوهاج، بالإضافة إلى محور "الشيخ محمد صديق المنشاوي" الذي يربط طريق الصعيد الغربي الجديد بالشرقي القديم لتسهيل حركة الانتقال للمواطنين وخدمة المشروعات التنموية والمجتمعات العمرانية الجديدة".
وأكد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة أن الأوطان لا تبنى بالأمنيات ولا بحسن النوايا، إنما تبنى بسواعد أبنائها وتضحيات شعوبها.. مختتما بالقول "فكان العمل هو الطريق نحو بناء جمهوريتنا الجديدة، وهو الأساس الذي تم إرساؤه منذ اللحظات الأولى، ليحتل وطننا الغالي مكانته اللائقة بين الأمم".
قال اللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة المصرية "إنه تم تنفيذ شبكة الكهرباء لخدمة مشروع تنمية جنوب الوادي بالكامل كالأتي : تركيب حوالي 38 ألف عمود جهد متوسط وما يزيد عن 6500 طن موصلات، مد كابلات الجهد المتوسط والمنخفض بإجمالي 1500 كيلومتر كابلات، تركيب 11 موزع جهد متوسط بقدرة حتى 25 ميجا فولت امبير، و330 لوحة ربط حلقي بالإضافة الى 400 محول وكشك كهرباء لخدمة المشروع".
وأضاف اللواء العزازي أنه تم إنشاء محطتين رفع مياه عملاقة رئيسية تضم 22 مجموعة رفع بإجمالي طاقات 11 مليونا و300 ألف متر مكعب، و132 محطة فرعية ومساعدة تضم 579 مجموعة رفع منسوب يصل حتى 85 مترا وتصرف حتى 552 لتر/ثانية، وتركيب مواسير بأقطار حتى 1400 مليمتر بإجمالي أطوال 1650 كيلومترا.
وتابع أنه استكمالا لتحقيق الهدف المنشود للمشروع جار دراسة البدء في تخطيط المرحلة الثالثة من المشروع بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة بغرض إضافة مساحة من 40 إلى 60 ألف فدان خلال الموسم الزراعي 2025 وطبقا لنتائج الدراسة الجارية، وذلك من خلال تنفيذ البنية الأساسية لشبكة المياه والكهرباء والطرق اللازمة للمرحلة.
وأوضح أنه استكمالا لتحقيق رؤية الدولة الشاملة للتنمية في مختلف المجالات، فقط حرصت الدولة المصرية خلال السنوات الـ10 الماضية على تنفيذ شبكة طرق قومية حديثة وتطوير شبكة الطرق الحالية لتحقيق نقلة نوعية ومد جسور التنمية إلى قلب الصعيد لتعزيز الاستفادة من الثروات بإجمالي أطوال 6600 كيلومتر وتكلفة مالية تجاوزت الـ220 مليار جنيه منهم 50 مليار جنيه لصالح تنفيذ 22 محورا أعلى النيل لربط القطاع الغربي بالشرقي لنهر النيل وتحقيق التنمية المتكاملة.
وقال رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة اللواء أحمد العزازي "إنه في الوقت الذي يفقد فيه العالم ملايين الأفدنة سنويا نتيجة للتصحر والجفاف وتغير المناخ، فضلا عن الفقر المائي الذي بات يواجه الدولة المصرية حيث وصلت الفجوة المائية ما بين المصادر والاحتياجات إلى 21 مليار متر مكعب مياه سنويا؛ كل ذلك دعا القيادة السياسية إلى ما قامت به من توفير لكل نقطة مياه وتعظيم الاستفادة من كافة الموارد المتاحة".
ونوه إلى أن الدولة عملت على إعادة تأهيل البنية الأساسية لمنظومة الري لتقليل الفاقد من المياه ورفع كفاءة شبكات الري، وإعادة تدوير مياه الصرف الزراعي وتبطين الترع، بالإضافة إلى استخدام الأساليب الزراعية والري الحديث، وبذلك جاء القرار بإعادة إحياء مشروع تنمية جنوب الوادي بتوشكي وتخطي كل الصعاب التي واجهته من قبل ليتصدر مشروع الدولة في هذا المجال.
ولفت إلى أن ذلك المشروع طالما عانى من تحديات جمة أوقفته ما يزيد عن 20 عاما، كان أبرزها ضرورة وصول مياه نهر النيل إلى أراضي ذات منسوب أعلى وتربة شديدة الملوحة عبر حائط من الجرانيت بطول سبعة كيلومترات؛ الأمر الذي حث أجهزة الدولة على التكاتف للتغلب على تلك التحديات مع سرعة التنفيذ على مدار الساعة وفقا لأقصى معدلات الأداء، حيث كُلفت القوات المسلحة بالإشراف ضمن أجهزة الدولة لاستصلاح وزراعة 430 ألف فدان بجنوب الوادي "توشكى الخير"، وقد تجاوزت التكلفة 180 مليار جنيه حتى الآن.
وأوضح اللواء أحمد العزازي أنه تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة باستصلاح وتأهيل 140 ألف فدان منها خلال موسمين زراعيين، حيث تم استخدام ما لا يقل عن 8000 طن من المفرقعات للتغلب على الحائط الجرانيتي، والتمكن من تنفيذ أعمال التسويات وشق الترع وإنشاء الطرق الرئيسية والفرعية.
وأضاف: أنه "تم تنفيذ ما يلزم من بنية أساسية تضمنت مد خطوط الكهرباء وبناء محطات رفع مياه عملاقة لتوصيل شبكات الري إلى المناسيب الأكثر ارتفاعا، وذلك من خلال تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية لهذا المشروع العملاق، حيث تم إنشاء 1500 طريق بعروض متغيرة حتى 10 أمتار، وبإجمالي أطوال 1608 كيلومترات، وتنفيذ تسويات لـ1403 قطع أرض للري المحوري بمساحة 140 ألف فدان، وشق الترع بإجمالي أطوال 135 كيلومترا بعروض متغيرة حتى 39 مترا، وبإجمالي كميات حفر 40 مليون متر مكعب، بالإضافة إلى إنشاء 109 أعمال صناعية.