د. إيهاب الخراط: مكتبة والدي وجهت مستقبلي
"تقديرًا لدور الكاتب الكبير إدوار الخراط في مجال السرد الأدبي والقصة القصيرة والرواية، تقرر أن تمنح "جائزة ادوار الخراط للإبداع الأدبي" سنويا لكاتبة شابة أو كاتب شاب من مصر أو من العالم العربي عن عمل أدبي منشور تتوافر فيه شروط الابتكار الخلاق.
تهدف الجائزة لتشجيع شباب الكتاب في مصر والعالم العربي على خوض مغامرة الكتابة الطليعية وتعزيز قيم التجريب في مختلف مجالات السرد الأدبي، وتحفيز المبدعين، وكذلك دور النشر وصناع الكتاب والنقاد والصحفيين، على الاحتفاء بقيم الحرية الفنية وثقافة الاختلاف، وتنمية هذه القيم وتسليط الضوء عليها.
تقدم الجائزة بدعم ورعاية أسرة الكاتب الراحل إدوار الخراط، تحت مظلة اتحاد كتاب أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية". كان ذلك بيان مجلس أمناء "جائزة إدوار الخراط للإبداع الأدبي".
فرصة التقدم لجائزة إدوار الخراط سانحة حتى نهاية يونيو
فلا يزال الأديب والكاتب الكبير إدوار الخراط حاضراُ في المشهد الثقافي المصري، وفى حوار مع ابنه د. إيهاب الخراط، أخصائي الطب النفسي ومدير مشروع الحرية لعلاج الإدمان من المخدرات، أعلن انطلاق جائزة أدبية باسم إدوار الخراط، وقد بدأ عمل الدورة الأولى منذ ايام، ويغلق باب التقدم مع نهاية يونيو القادم، وقد تقدم حتى الآن ٥٠ أديباً بـ٥٠ كتاباً منشوراً هذا العام.
في البداية، تحدث د. إيهاب الخراط عن علاقته بوالده الذي كان حريصاً على أن تكون على أساس صداقة وأن مكتبة إدوار الخراط التي كانت لها أهمية كبيرة في حياة والده، ولذلك أصبح لها أهمية أيضا لدى أسرته. فالمكتبة حددت مستقبل الابن الأكبر إيهاب الخراط كما قال لنا، حيث تعرف من خلال تلك المكتبة وفي عمر صغير على كتابات أهم علماء النفس والفلسفة في العالم.
ويقول إيهاب إنه قرأ أول كتابين شكّلا وعيه بأهمية علم النفس للمجتمع، خاصة كتاب "الإنسان والجنون" لطبيب مجري وهو يؤسس لتكيف الإنسان مع مجتمعه وهي النظرية التي تأسس عليها برنامج الحرية للعلاج من الإدمان الذي أتشرف برئاسته الآن، وقد انطلق هذا المشروع منذ اكثر من ٢٠ عاما وساعد كثيرين في العلاج وطبعا أنا أعتبر نفسى أحد تلامذة عالم النفس المصري يحيى الرخاوي.
أسرة إدوار الخراط تهدي عشرة آلاف كتاب لمكتبة الإسكندرية
وعن سؤاله لهذا كان اهتمامه واحتفاظه بمكتبه الوالد وتحويلها إلى مركز ثقافي منذ ثلاث سنوات، فقال الاحتفاظ بالمكتبة كان قراري بالطبع، ولكن أسرتي وخاصة شقيقي أيمن الخراط، وهو مخرج أفلام تسجيلية شاركني في هذا القرار بتحويل مكتبة الوالد التي تضم ٣٠ ألف كتاب تعتبر كنزاً ثميناً يجب أن تستفيد منه الأجيال القادمة وكتبه إلى كتبها هو والدوريات التي شارك فيها أيضا تعتبر لها ذات الأهمية للباحثين والادباء .ولذلك فقد تبرعنا بـ١٠ آلاف كتاب لمكتبة الإسكندرية التي تعني للوالد أهمية كبيرة فهو عاش حياته بالإسكندرية وكتب عنها ولذلك فقد أتاحت لنا المكتبة تخليدا لذكراه، من خلال قسم في المكتبة العامة لكتبه الشخصية والكتب التي اجتزأت من مكتبته في رف باسمه.
مكتبة إدوار الخراط تنشر كتابين لأول مرة بقلم إدوار الخراط هذا العام
وتم التبرع أيضا بأربعة آلاف كتاب آخر لمكتبة القاهرة بالزمالك. كما تم التبرع بنسخ من كتاباته هو وعدد آخر من الكتب لمشروع بيت التلمساني الذي أقامته الصديقة مي التلمساني، والذي يعمل على أن يوفر للأدباء والكتاب المناخ لأداء أعمال ادبية ومشروعات بحثية وبقية الكتب هي ما كونت مكتبة إدوار الخراط المفتوحة في وسط البلد للكتاب والأدباء للقراءة والبحث وقد تم افتتاح تلك المكتبة منذ نوفمبر ٢٠٢٢ وقد أثمر ذلك ثلاث دراسات أكاديمية وبحثية عن دور إدوار الخراط في الحياة الأدبية العربية والمكتبة تحوى أيضا مخطوطات لإدوار الخراط بخط يده وأيضا كتابات لم تر النور قد نشرنا منها هذا العام كتابين جديدين.
صالون إدوار الخراط
عن صالون إدوار الخراط تحدث د. إيهاب عن التجربة التي عمرها عام ويعقد الصالون في الاثنين الأخير من كل شهر ويتناول بالبحث والعرض لعمل من أعمال الأستاذ إدوار الخراط ويقدم أيضا عملا لكاتب آخر مشابه للعمل الآخر في الفكرة الرئيسية لعمل إدوار الخراط أو يتناقض معه، ويتم العرض والبحث من خلال نقاد أو أدباء كضيوف أساسيين للصالون مع مناقشة للحضور.
ويعتبر الصالون عودة إلى الصالونات الأدبية التي كانت في الثلاثينيات والأربعينيات.
والصالون يعمل أيضا على إعادة نشر مؤلفات إدوار الخراط التي نفدت من السوق في طبعات جديدة أو جمع مقالاته المنشورة من خلال الدوريات وإعادة نشرها.
وفى نهاية حوارنا كان لابد لنا من معرفة أكثر عن تفاصيل جائزة إدوار الخراط.
وحكى لنا د. إيهاب أنه كان مشغولاً بكيفية إطلاق جائزة باسم الوالد لتخليد ذكراه وأيضا لتكون حافزاً ومساعداً للأدباء لينهجوا نفس نهج الأديب إدوار الخراط في الأدب، حيث إن مدرسة إدوار الخراط لها سماتها الخاصة، وهو معروف لدى النقاد والمتخصصين وظهر جليا في روايات مثل "رامة والتنين" و"بنات إسكندرية" و"حيطان عالية" و"الزمن الآخر" وغيرها، إلا أن الإعداد لذلك لم يكن سهلا حتى تواصل معي الاستاذ احمد المسلماني، الكاتب الصحفي وهو رئيس اتحاد الكتَّاب الأفرو آسيويين والتابع لمنظمة تضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية، لتقديم دعوة كريمة وهي أن الاتحاد قرر رعاية الجائزة، وتكون تحت إشرافه.
ومعروف أن إدوار الخراط كانت له إسهامات عديدة لاتحاد الكتاب وللمنظمة، وكان قد أصدر وأشرف على مجلة اللوتس من اصدارات الاتحاد، كما كتب العديد من الكتب والمقالات عن الأدب الأفريقي والأسيوي وبالطبع كانت دعوة كريمة من الأستاذ المسلماني ومن الأمين العام للاتحاد الأستاذ حلمي الحديدي.
الجائزة خصصت للأدباء المصريين والأفارقة والآسيويين، على أن تخصص الجائزة السنوية مرة للأدباء المصريين ثم مرة أخرى للأدباء من أفريقيا وآسيا على التوالي، وقيمة الجائزة ٥٠ ألف جنيه مصري أو ما يعادلها بالدولار، وهو ١٠٠٠ دولار ولا تقل عن ذلك، وربما تكون القيمة المالية محدودة، لكن القيمة الأدبية هي الأهم ويتكون مجلس الأمناء من الأستاذ أحمد المسلماني، الدكتورة مي التلمساني، الأستاذ إيهاب الملاح والأستاذ محمد شعير والمخرج أيمن الخراط وأنا.
أما لجنة التحكيم فهي متغيرة كل عام وستكون سرية بالطبع، لكنها تضم نخبة من كبار الكتاب في العالم العربي والأفريقي والآسيوي.
ويشترط أن يكون الكتاب منشوراً وله رقم إيداع في بلده وتفاصيل التقديم منشورة على صفحة إدوار الخراط الإلكترونية، وقد تقدم إلى الآن ٥٠ كاتباً ولا يزال الباب مفتوحا للتقديم حتى نهاية يونيو، وبالطبع الدورة الأولى الحالية للأدباء المصريين.
وأدعو أيضا الأدباء والمثقفين للاستفادة من مكتبة إدوار الخراط وما فيها من مراجع وكتب وحضور الصالون.



