ندوة للمنتدى الاستراتيجي تحذر من خطورة السوشيال ميديا على الأسرة المصرية
- إطلاق مبادرة الاستخدام الرشيد للإنترنت للحفاظ على كيان الأسرة
- التماسك الأسري حائط الصد لمواجهة الدولة لكافة التحديات الخارجية
أطلقت جمعية المنتدى الاستراتيجي مبادرة الاستخدام الرشيد للإنترنت خلال ندوة التماسك الأسري والسلام المجتمعي في عصر السوشيال ميديا التي نظمتها بالتعاون مع نادي يخت الجيزة وأدارتها الكاتبة الصحفية الدكتورة سامية أبو النصر مدير تحرير الأهرام وأمين جمعية المنتدى الاستراتيجي وكانت بمثابة دق ناقوس الخطر لظاهرة من أخطر الظوهر التي تواجه الدولة المصرية، وهي تنطوي على تلاعب لا يستطيع البشر أو حتى الحلول التكنولوجية اكتشافه بسهولة، ويمكن أن يصل التزييف بسرعة إلى ملايين الأشخاص في فترة زمنية قصيرة للغاية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.
ويجب الاعتراف بأن التكنولوجيا على مر التاريخ لها مدّ لا يمكن مواجهته، طال الزمن أو قصر ولنا مثل في انتشار أجهزة المحمول والتي كان من غير المتصور أن يصل عدد مستخدميها في العالم إلى 5 مليارات مستخدم حاليًا.
وكما لا يمكن وقف تمدد التكنولوجيا، فإنه لا يمكن وقف تمدد تطبيقات الذكاء الاصطناعي أو وقفه لأضراره المحتملة، بل يجب العمل على التطور المستمر لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتحفيز على مواجهة الإرهابيين خاصة الذئاب المنفردة بأحدث التكنولوجيا على الفضاء الرقمي بشكل يناسب تطور التكنولوجيا الحتمي كما يتم توظيف هذه المواقع من أجل استقطاب الشباب في عمليات إرهابية وكذلك العمل على عزلة الشباب ووصولهم لحالة من العزلة الاجتماعية.
وأكدت أننا في ظل عالم مضطرب بالأحداث والصراعات وفي ظل ما تواجهه الدولة المصرية من صراعات فإن تماسك الجبهة الداخلية للمجتمع ستظل مسألة أمن قومي.
قالت د. أماني عبد الفتاح أستاذ الطب النفسي جامعة القاهرة: “مواقع التواصل الاجتماعي هي وجهان لعملة واحدة فمن ناحية تكمن أهميتها في البحث العلمي في كافة التخصصات ومن ناحية أخرى لها آثار سلبية”.
للأسف أثرت مواقع التواصل الاجتماعي على حياتنا الاجتماعية بشكل كبير حيث ساهمت في ازدياد حالات العنف الأسري مثل حالات التحرش الإلكتروني الذي أودى بحياة الكثير من الفتيات خوفًا من وصمة "العار" هربًا من الابتزاز الإلكتروني، كما تؤثر الألعاب الإلكترونية سلبًا على الأطفال والشباب والمراهقين والتي تؤدي للأسف الشديد إلى حالات من الانتحار والقتل بين هذه الفئة من الشباب ومن ناحية أخرى تؤدي إلى ارتفاع حالات الطلاق بسبب الخيانة عبر "المواقع الإباحية"، وبالتالي يجب أن تتكاتف كل جهود المتخصصين والإعلام والصحافة للتوعية بالآثار السلبية لمواقع التواصل الاجتماعي وخاصة في المدارس والجامعات وتطبيق القوانين لمراقبة ومعاقبة المتحرشين عبر الإنترنت وسرعة التبليغ عن أي حالات ابتزاز إلكترونية.
كما قالت د. عزة هيكل أستاذ الأدب المقارن وأستاذ الإعلام بالأكاديمية العربية بأن التوعية الأسرية مهمة من أجل الحفاظ على السلام الاجتماعي وخاصة مع ازدياد إقبال الأسر على استخدامه وقالت إن هذه القضية خطيرة ويجب أن يكون للدولة دور في تقييد استخدام الإنترنت أسوة بما يحدث في الصين والسعودية وروسيا وهذا للحفاظ على الكيان المجتمعي.
وقالت إن مواقع التوصل الاجتماعي تساهم في حدوث الخلافات والمشكلات العائلية والزوجية بشكل خاص في بعض الأحيان نتيجة لما يحدث من مقارنات بين الحياة الأسرية لأحد أفراد الأسرة عبر وسائل التواصل مما يؤدي بدوره إلى مشاعر الاستياء والإحباط.
بينما قال د. مجدي حسنين وكيل نقابة العلميين عن الاستخدامات الإيجابية للإنترنت وفرص تقليص الجوانب السلبية له، وقال إن اليونسكو وضعت منهجًا للتربية الإعلامية لتدريسه في المدارس والجامعات وأطلق عليه القوانين الحاكمة، وفي أمريكا هناك ما يطلق عليه الرقابة الأبوية مثل محلات السيبر يمنع الأطفال أقل من ٢١ عامًا من الدخول وهناك رقابة صارمة على هذا.
كما أعرب عن قلقه بعدم اهتمام الإعلام بهذه القضايا التنموية ونرى استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي فيما يضر المجتمع، لذا طالب بأن يكون للإعلام والدراما دور مساند لدور الدولة.
وقال إن من الإيجابيات لوسائل التواصل اهتمام طلاب الجامعات الأجنبية بما يحدث في فلسطين واعتراضهم عليه فأصبح لديهم تعاطف مع القضية الفلسطينية نتيجة ما شاهدوه على المواقع.
وأكد أن مواقع التواصل ساعدت على تفكك الأسرة وأصبح أفراد الأسرة الواحدة كل واحد يعيش مع عالمه الافتراضي.
وأشار الأستاذ يسري نادي رئيس اللجنة الثقافية بنادي يخت الجيزة بأن التفكك الأسري جزء من حروب الجيل الرابع والخامس بهدف تفكيك المجتمع من الداخل وطالب بالحد من سرعة الإنترنت وأهمية وجود رقابة على مراكز السيبر المنتشر في جميع ربوع الجمهورية ويدخل فيها الأطفال في أي وقت بعيدًا عن رقابة الأسرة.
بينما تحدث د. أسامة عرفة استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان عن الحرب النفسية وتأثيرها على زعزعة الاستقرار في الأسر وفي الدول وعن حرب الشائعات وطالب بأهمية وجود الفرد الواعي وأهمية الاستثمار في العنصر البشري وتوظيف البرمجيات بما يخدم قضايانا وذلك لرصد الشائعات التي من شأنها تكدير السلم العام ومكافحة الحروب الهجينة، وقال لا ننسى قول القائد الألماني روميل: ”إن القائد الناجح هو الذي يسيطر على عقول أعدائه قبل أبدانهم”، وقال من أهم وسائل العمليات النفسية التي تتم باستمرار على الدولة المصرية وتقوم على استخدام وسائل الإعلام من نشر وترويج للأفكار والمعتقدات والأخبار التي تود نشرها وترويجها بغرض التأثير في نفسية الأفراد وخلق اتجاهات معينة لديهم هي الدعاية.
والدعاية كأحد أساليب الحرب النفسية تأخذ أشكالاً متنوعة طبقًا للأهداف وطبقًا لنوع الأفراد والجماعات الموجهة إليها بالدعاية تستهدف الاقتناع بالنصر وإقناع العدو بهزيمته وتشكيكه بمبادئه ومعتقداته الوطنية والروحية وبذر بذور الشك في نفوس أفراده في شرعية قضيتهم والإيمان بها.
كما أكد اللواء مجدي شحاتة الخبير الاستراتيجي على أهمية دعمنا للدولة المصرية وأننا نقف خلف القيادة السياسية في كل ما تراه لحماية الأمن القومي المصري. وأن السوشيال ميديا تشكل قضية أمن قومي.
وأكد على أهمية منح الأطفال حرية التعبير عن الرأي وتشجيعهم على مواقع التواصل الاجتماعي على إبداء آرائهم في بعض المواضيع وتطوير الخبرة التقنية لدى الأطفال وقدرتهم على فهم التكنولوجيا وأهمية تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتحديد وقت مناسب لها فضلاً على مشاركة الأبناء في تحديد المحتويات التي تتم مشاهدتها حتى يتمكنوا من الاستفادة منها.
وذلك بحضور د. صلاح عرفة عضو مجلس إدارة المنتدى الاستراتيجي، اللواء فؤاد فيود مستشار بإدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة، واللواء د.سامح أبو هشيمة الخبير الاستراتيجي، وعدد كبير من أعضاء المنتدى الاستراتيجي منهم صبرى طه، وعلي حمادة، وأحمد أبو الفضل رئيس لجنة التعليم بالمنتدى، وحافظ موسى مقرر المنتدى بالقليوبية، وحنان العزازي، والإعلاميين مجدي سليمان، والإذاعية هالة سالم، الإذاعي إبراهيم أمين، أباظة عامر، وبمصاحبة الفنان د. مصطفى أحمد قائد فرقة الطرب الموسيقية.