أول زيارة أوكرانية رفيعة المستوى إلى صربيا منذ هجمات روسيا تعني تحسن العلاقات المشتركة
وكالات
تشير زيارة وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا والسيدة الأولى لأوكرانيا أولينا زيلينسكا إلى صربيا، إلى تحسن العلاقات بين البلدين، التي توترت بسبب رفض صربيا الانضمام إلى العقوبات الغربية المفروضة على أوكرانيا، على الرغم من تعرضها لضغوط للقيام بذلك باعتبارها دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي .
وحسبما ذكرت شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شؤون أوروبا الشرقية وأوراسيا في تقرير لها، تعتبر الزيارة أول زيارة رفيعة المستوى لوفد أوكراني منذ العمليات العسكرية الروسية على أوكرانيا قبل أكثر من عامين. وعقب اجتماعه مع كوليبا، أعرب رئيس الوزراء الصربي الجديد ميلوس فوتشيفيتش عن دعمه لسلامة أراضي أوكرانيا، لكنه لم يصل إلى حد تأييد العقوبات ضد موسكو.
ومنذ الهجمات الروسية على أوكرانيا في عام 2022، سعت صربيا إلى الحفاظ على توازن دقيق في موقفها، حيث أدانت التصرفات الروسية إلا أنها تجنبت إعلان موافقتها مع فرض عقوبات دولية على موسكو. وعلى الرغم من ذلك، قدمت صربيا مساعدات إنسانية إلى أوكرانيا، ورحبت باللاجئين الأوكرانيين في أراضيها وتعهدت بدعم جهود إعادة الإعمار بعد انتهاء الهجمات. وفي الوقت نفسه، واصلت صربيا الحفاظ على علاقاتها مع روسيا.
وخلال زيارته، أجرى كوليبا محادثات مع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس وزراؤه ميلوس فوتشيفيتش، اللذين أكدا التزام صربيا بدعم القانون الدولي وسلامة أراضي الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الصربي أن "صربيا ملتزمة باحترام القانون الدولي والسلامة الإقليمية لكل دولة عضو في الأمم المتحدة، بما يتضمن أوكرانيا". وقال كوليبا إن وصوله يعد رسالة مفادها أن هناك مجالا لمزيد من تعزيز العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن "هناك الكثير من الاختلافات بين صربيا وأوكرانيا، ولكن هناك أيضًا الكثير من القواسم المشتركة، ولهذا السبب من الممكن بناء المستقبل معًا في العديد من المجالات " .
وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الأوكرانية، أعلن كوليبا أنه وفوسيفيتش ناقشا سبل توسيع التجارة الثنائية وإعادتها إلى مستويات ما قبل الهجمات، كما اتفق الجانبان على عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الأوكرانية الصربية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلوم والتكنولوجيا منذ عام 2013.
ومن جانبها، قامت زيلينسكا بجولة في العاصمة الصربية بلجراد برفقة السيدة الصربية الأولى تمارا فوتشيتش، التي شاركت معها أيضًا في استضافة مؤتمر حول الصحة العقلية .
وتأتي زيارة كوليبا وزيلينسكا بعد وقت قصير من تشكيل الحكومة الصربية الجديدة، بما في ذلك وزيرين فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليهما بسبب علاقاتهما مع روسيا.
وقد قدمت صربيا وأوكرانيا الدعم المتبادل لسيادة أراضي كل منهما، حيث نوقش هذا الموضوع سابقًا خلال اجتماع بين فوتشيتش والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في أثينا العام الماضي.
وقالت بلجراد إنها تعترف بسلامة أراضي أوكرانيا بأكملها، بما يشمل المناطق الخاضعة حاليا للسيطرة الروسية. وفي المقابل، رفضت كييف حتى الآن الاعتراف باستقلال كوسوفو، التي أعلنت استقلالها عن صربيا في عام 2008. وكانت صربيا أيضًا واحدة من ثلاث دول فحسب، إلى جانب فرنسا والمجر، استضافت الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال جولته رفيعة المستوى في أوروبا في وقت سابق من الشهر الحالي.
وفي اليوم التالي لزيارة شي، التقى وزير خارجية صربيا مع سفير الولايات المتحدة في بلجراد لتعزيز التعاون الثنائي. كما سعى المسؤولون الصرب إلى طمأنة بروكسل بشأن التزام بلجراد المستمر بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وتنتهج صربيا، تحت قيادة فوتشيتش، موقفاً متعدد الاتجاهات في السياسة الخارجية، إذ أنها تسعى إلى تحقيق التوازن بين طموحاتها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وعلاقاتها الطويلة الأمد مع روسيا والصين، والعلاقات الودية مع الولايات المتحد