عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مختارات من الاصدارات
البنك الاهلي
صرخة «روزاليوسف» والتابعى وصدقى باشا!

صرخة «روزاليوسف» والتابعى وصدقى باشا!

إلغاء رخصة المجلة حادث جلل ينطوى على معان كثيرة لها وجوه كالحة يمتد بوزها شبرين، والتشرد الصحفى وضيق ذات اليد، وما يتبع ذلك من أوجاع الرأس والجيب!



 

 

هكذا تعلق السيدة «روزاليوسف» على قرار الحكومة بإغلاق مجلتها إلى أجل غير مسمى فى حكومة إسماعيل صدقى باشا وتضيف: «سرعان ما استرجعت قوى نفسى واستأنفت الجهاد الحق بإصدار مجلة الصرخة على غرار مجلتى التي ألغيت وأدخلت فى هيئة التحرير الأستاذ محمد على حماد وهو صديق قديم وكاتب نابه وكان قد أصابه فى المجلة الذي كان يصدرها ما أصابنى فى مجلتى، وهكذا اجتمع «المتعوس» على «خايب الرجا» فى صعيد واحد، والتعاسة هنا هى قلة الحظ فى اصطياف هادئ كالذي ينعم به الناس، وخيبته هى خيبة أملنا فى وجود وزارة معارضة لها من سعة الصدر ما يجعلها تقابل أشواك النقد بالصمت الكريم أو الرمى بأى نوع من أنواع الأحذية الرخيصة، إلا إلغاء الرخص وغلق المجلات وقطع العيش!

وصدرت مجلة الصرخة فى حجم جديد على المجلات هو حجم الجرائد اليومية، وكانت هذه أول مرة تعرف فيها الصحافة المصرية مجلة أسبوعية بهذا الحجم، على أن هذا الحجم بعد أن أصدرت منه عددين لم يعجبنى واستبدت بى رغبة العودة إلى حجم روزاليوسف الأصلى فأصدرنا «الصرخة» صورة طبق الأصل من «روزاليوسف» لا تختلف عنها إلا فى اسمها وحتى يعرف الناس أن المجلة الجديدة هى «روزاليوسف» كتبت على غلافها: روزاليوسف ومحمد التابعى ومحمد على حماد يحررون هذه المجلة فعرف الناس فيها مجلتهم الأصلية وأقبلوا عليها إقبالًا شديدًا.

وتمضى روزاليوسف قائلة: وكان واجب العقل يقضى بالاعتدال فى النقد والتحفظ فى المهاجمة وكان هذا الأمر على رجاحة كفته فى ميزان التبصر والتروى شاقًا عسيرًا علىّ فكنت أنفلت أحيانا من عقال هذا الذي أسميته «عقلًا» وأنطلق أرسل سهام النقد اللاذع على الوزارة وأرد التحية بأحسن منها للجرائد الموالية للحكومة، لاسيما أن فكرة تعديل الدستور كانت قد بدأت تمد رأسها مثيرة لغطًا ودويًا فى جميع الدوائر السياسية!

ولكن سرعان ما كان يكبح جماحى بعض الزملاء فى التحرير وصاحب امتياز المجلة الذي اتفقت معه على أن يعيرها لى نظير اثنى عشر جنيهًا شهريًا، وكان يلقى علىّ فى كل مرة درسًا فى التؤدة والرزانة، وفى أن الحرص على إطعام البطون وتغذية سيارتى ولو بالغاز لتثبت وجودها أهم من الحرص على عكننة مزاج «صدقى باشا» رئيس الحكومة!

كان صدقى باشا يعلم حق العلم أن موقف البلاد بعد أن عطل دستورها عند جلوسه على منصة الحكم أمر لا يصح السكوت عليه، وأنه لا بد من أن يعود هذا الدستور على أى وجه وكان الإنجليز يرون هذا أيضًا ولكن ليس حبًا فى عيون الدستور وإنما حرصا على إيجاد حالة استقرار سليمة المظهر تكسب الوزارة مشروعية فى اضطلاعها بشؤون الحكم وتضفى عليه طابعًا من ثقة الجمهور يمد لها طريق المفاوضة مع الإنجليز!

وتكمل «روزاليوسف» قائلة: وحين فتح «صدقى» باب الانتخابات أعلنت الأحزاب مقاطعتها للمعركة.. وكنت أطوف على دوائر الانتخاب فأراها خاوية والدكاكين القريبة منها مغلقة، ومع ذلك فقد أعلن صدقى أن حزبه فاز - حزب الشعب - وأن عدد الذين اشتركوا فى المعركة 67٫87٪ من الناخبين وكان رقمًا مزيفًا طبعًا، فصار هذا الرقم مثلًا تتهكم به الصحف على صدقى زمنا طويلا.

وكان صدقى يباشر بنفسه كل شىء ويقاوم الأعاصير بأعصاب حديدية وكما كان يستخدم القوة فى قهر الرأى العام كان كثيرًا ما يستخدم الحيلة.

وللذكريات بقية!

 

 

جريدة روزاليوسف 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز